اكتشفها الصيادون.. موعد ضرب نوة قاسم الرعدية للإسكندرية
أعلنت جميع الأجهزة الخدمية وفي مقدمتهم شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالإسكندرية، حالة الطوارئ، اليوم الخميس، للتأهب خلال الأيام القادمة للتعامل مع موجات الطقس السيء، وتحسبًا لسقوط أمطار.
حالة الاستعداد القصوى التي أعلنتها الأجهزة الخدمية بـ الإسكندرية، تتزامن مع تساقط بعض الأمطار الخفيفة على -عروس البحر الأبيض المتوسط- أمس الأربعاء، وقبل أيام من استقبال (نوة قاسم).
تشهد مدينة الإسكندرية سنويًا ما يقرب من 25 نوة، لكن ما هي نوة قاسم التي ينتظرها أهل الإسكندرية خلال اليومين المقبلين؟
يقول الدكتور على قطب، نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، وأستاذ المناخ بجامعة الزقازيق في تصريحت إلى "موقع مستقبل وطن نيوز": "نوة قاسم هي إحدى النواة التي تؤثر على المدن الساحلية المصرية عامة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ومدينة الإسكندرية خاصة، وتسمى النواة؛ وفقًا للتوقيت الميلادي التي تحدث فيها، أو وفقًا لمكتشف هذه النوة".
ورفعت محافظة الإسكندرية حالة الطوارئ، تحسبا لسقوط أمطار غزيرة، كما دفعت شركة المياه والصرف الصحي، والأحياء بسيارات سحب المياه، لمنع أي تراكمات لمياه الأمطار في الطرق الرئيسية.
واختلف وحيد سعودي، خبير الأرصاد الجوية والتحاليل الجوية، في تعريف (نوة قاسم) مع رأي نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، الدكتور على قطب، حيث أوضح الأول في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز": علم النوة هو علم خارج عمل هيئات الأرصاد الجوية، لكن هذا العلم رسخ له صيادون الإسكندرية منذ 170 سنة تقريبًا".
وناشدت محافظة الإسكندرية مواطنيها باتخاذ الاحتياطات اللازمة بعد توقعات هيئة الأرصاد الجوية بسقوط أمطار على المحافظة اعتبارا من اليوم الخميس.
وأوضح أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق، أن مكتشفي النوة هم الصيادون منذ القدم، وكل نوة لها خصائص تميزها من حيث عناصر الطقس والمناخ، وقوة هذه النوة، وتوقيتها، وتختلف النواة من واحدة لأخرى وفقًا للعناصر المناخية".
وشدد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، على جميع الجهات والأجهزة المختصة باتخاذ كافة التدابير والاستعدادات اللازمة للتعامل مع حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية والتغييرات المناخية المتقلبة المفاجئة.
وأوضح سعودي أنه مع تكرار بعض الظواهر الجوية مثل الأمطار وسرعة الرياح، واضطراب حركة الملاحة البحرية، بدأ الصيادون في إعداد جداول يسجلون فيها ملاحظتهم عن الطقس في هذا التوقيت من العام، وبدأت كل نوة يطلق عليها أهل إسكندرية اسم، وغالبًا تسمى النوة على اسم الصياد الذي سجلها في الجدول.
وأعلن اللواء محمود نافع، رئيس شركة المياه والصرف الصحي بالإسكندرية، رفع حالة التأهب للتعامل مع توقعات الهيئة العامة للأرصاد الجوية، التي تشير إلي سقوط أمطار بكثافة متفاوتة الشدة من خفيفة إلى متوسطة ونشاط للرياح علي فترات متقطعة ومناطق متفرقة بنطاق المحافظة.
وأشار نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، إلى أن نوة قاسم تتسم بهطول الأمطار الغزيرة على مدينة الإسكندرية، وتكون فترة هذه النوة من يومين إلى ثلاثة أيام.
وقامت شركة المياه بالإسكندرية بنشر سيارات شفط المياه، والبدالات، وعربات التدخل السريع، والسيارات المدمجة على مستوى المحافظة، تحسبا لأي تقلبات مناخية مفاجئة، خاصة بالأماكن الساخنة، وطريق الكورنيش وأبو قير؛ بالإضافة إلى استمرار أعمال تطهير الشنايش والمطابق وتفريغ بيارات محطات الرفع من أية مخلفات ومتابعة مناسيب المصارف علي مدار الساعة.
وتابع وحيد سعودي، خبير الأرصاد الجوية: أن "علم النوة غير مدرج في علوم الأرصاد الجوية محليًا أوعالميًا، فهو علم محلي جدًا موجود ومتعارف عليه تراثيًا بين أهل الإسكندرية فقط".
وأضاف الدكتور على قطب، أنه ليس بالضروري حدوث النوة في الموعد المتوقع لها، فقد تحدث بنسبة 50%، أو تحدث بنسبة 100%، أو لا تحدث نهائيًا، وفى حالة حدوثتها تختلف عناصرها، وغالبًا عنصر المطر يكون أكثر من عنصر الرياح المحملة بالأتربة.
وتابع قطب: أن "نوة قاسم تتسم بقوة الرياح، واضطراب حركة الملاحة البحرية، والأمطار الرعدية"، موضحًا أن جميع مراكز الأرصاد عالميًا لا تعتمد وتتعامل مع النواة مسبقًا، فهي تتعامل معها وفقًا للموقف التي ينتج عن النوة في توقيتها.
وعن تأثر المدن الساحلية المصرية المطلة على البحر الأحمر بنوة قاسم، يقول نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق: لم تجر دراسات على المدن المطلة على البحر الأحمر، فجميع الدراسات التي تم إعدادها تمت على مدينة الإسكندرية فقط.