السوق العقارية تنتعش.. وخبراء: «العاصمة الإدارية» ساهمت في نمو القطاع
استعادت السوق العقارية في مصر نشاطها المعهود مرة أخرى، بدعم من استقرار مصروفات التشغيل والأجور والخامات، وعودة الحياة إلى طبيعتها؛ حيث عبَّرت نتائج الأعمال المجمعة المُرسلة إلى البورصة المصرية، وطالعها «مستقبل وطن نيوز» تمتع الشركات بمراكز مالية قوية، في وقت قال خبراء واقتصاديون -في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز»- إن العام 2022 يبشر بالمزيد، مقللين من فرص المتحور الجديد «أوميكرون» في إلحاق الأذى بالسوق.
نتائج أعمال الشركات المُجمعة، كشفت عن ارتفاع المبيعات خلال أول 9 أشهر من العام الجاري، وأفصحت أيضا عن اتجاه لمواصلة النشاط وافتتاح المزيد من المشروعات ومراحل لاحقة منها في ضوء نجاح الطروحات الأولية، وسرعة حجزها من قبل المستهلكين في السوق العقارية.
تنويع منتجات العقارات لتناسب جميع الشرائح السبب
وقال خالد فاروق، الخبير والمطور العقاري -في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز»- إن قدرة عدد كبير من الشركات على تنويع منتجاتها، لتتناسب مع دخول شرائح وطبقات المجتمع المختلفة، ساهم في الإقبال نحو الشراء، خاصة في ظل ما أتاحته مبادرة التمويل العقاري من تيسيرات تُمكن المستفيدين من الشراء.
وأطلق البنك المركزي المصري، في 13 يوليو الماضي، مبادرة التمويل العقاري بتيسيرات كبيرة، عبر تخصيص مبلغ 100 مليار جنيه من خلال البنوك أو شركات التمويل العقاري لتمويل شراء الوحدات السكنية لمحدودي ومتوسطي الدخل بسعر عائد متناقص 3% لمدة تصل إلى 30 عامًا.
العاصمة الإدارية ساهمت في نمو القطاع بمدن شرق القاهرة
وأوضح فاروق، أن العاصمة الإدارية الجديدة كمثال، ساهمت في زيادة الإقبال عليها وعلى مُدن شرق القاهرة، المعروفة باسم «الحزام الأخضر» كـ«بدر» و«الشروق»؛ خاصة مع قرب افتتاح المرحلة الأولى، وبدء عمل الوزارات من هناك، مشيرا إلى أنه لا يوجد ما يمكن الإشارة إليه طوال الـ9 أشهر الماضية، باعتباره معوقاً أمام مواصلة نشاط القطاع ونموه، خاصة مع الاستقرار الذي تتمتع به أسعار مواد البناء كالحديد والأسمنت وغيرها.
من جانبه، قال علاء فكري، نائب رئيس شعبة الاستثمار العقاري، في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز» إن السوق يتمتع بجاذبية، ساهمت في تدفق المزيد من الاستثمارات إليه، معربا عن تفاؤله الفترة المقبلة، بقدرة الشركات على تحقيق أداء بيعي مُرضي ومُشجع خاصة في ظل استقرار السوق.
السوق تحظى بجاذبية عربية وخليجية في مؤشر على الثقة
ويتفاوض تحالف حكومي إماراتي يضم شركتي الدار العقارية، وإيه دي كيو القابضة، بشأن دخول السوق المصرية، بالاستحواذ على 90% من أسهم شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار – سوديك، في صفقة قيمتها 6.4 مليار جنيه، وتعزز الثقة في السوق العقارية المصرية.
أما علاء صليب، خبير التسويق العقاري، قال إن البيئة التشريعية ذات الصلة بالقطاع داعمة، كما أن العقار يتمتع بجاذبية كونه استثمارا جيدا ومضمونا وملاذا إدخاريا واستثماريا مهما، لافتا إلى أن الشركات استفادت من هدوء القطاع وعدم تعرضه الشهور الماضية إلى «هزات» تتعلق بتكاليف وبيئة التشغيل، بالإضافة إلى وجود العديد من المحفزات التنظيمية التي تستهدف مزيد من تنظيم العمل داخل القطاع.
ترقب لآليات تنظيمية داعمة للسوق والشركات
ويترقب السوق العقارى خلال الأيام المقبلة، آليات عمل جديدة، بعد التوجيهات الرئاسية الأخيرة بعدم الإعلان عن تسويق أي مشروعات عقارية إلا بعد الانتهاء من تنفيذ 30% من المشروع، وسط توقعات بعودة السوق للعمل بأسعار 2020، مع استقرار أسعار مواد البناء، وتوفر المخزون.
ويعتبر قطاع التشييد والبناء في مصر من القطاعات كثيفة العمالة، والدافع لنمو الاقتصاد المصري، ويساهم القطاع بـ51.9% فى الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب 3 قطاعات أخرى هي تجارة التجزئة، والزراعة، والصناعة، حسب بيانات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لأول 9 أشهر من العام المالي الماضي.