«ناتو»: أوروبا تواجه تحديات أمنية تتطلب وعيًا وانتشارًا عالميًا

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي الـ(ناتو)، ينس ستولتنبرج، إنه "لا يكفي وجود جيوش قوية لضمان الأمن في أوروبا ودول حلفائنا بل يجب تجديد الوثيقة التي يتعامل بها الـ(ناتو) مع عالم أكثر تنافسية وتقلبا لا يمكن التنبؤ به"، مشيرا إلى أن أوروبا تواجه تحديات أمنية عالمية تتطلب وعيا وانتشارا عالميا.
وحدد الأمين العام لحلف الـ(ناتو) - في كلمته أمام اجتماع وزراء خارجية الناتو في لاتفيا، اليوم الثلاثاء - خمسة عناصر مهمة لتحديث وتطوير المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الـ(ناتو) والتي سيصدق عليها قادة الحلف في قمة مدريد في يونيو 2022، والتي تتمثل في "حماية القيم وتعزيز القوة العسكرية وتقوية المجتمعات واتخاذ نظرة عالمية وبناءة للحلف ليصبح حلقة وصل مؤسسية بين أوروبا و أمريكا الشمالية".
وذكر الأمين العام لحلف الـ(ناتو) أن "منافسينا أو خصومنا المحتملين يستثمرون بكثافة في بنيتنا التحتية الحيوية كوسيلة للتدخل في شئون مجتمعاتنا واستخدام اعتمادنا على الإمدادات الأساسية لتعزيز مصالحه، فعلى سبيل المثال تعتمد أوروبا تدفق الغاز من روسيا للتدفئة ومنع حدوث أزمة طاقة وكذلك نحتاج الصين لاستخدام هواتفنا الذكية وأجهزة الكمبيوتر".
وأشار إلى أن العديد من التهديدات، والتي باتت لا تقيدها الجغرافيا، والهجمات السيبرانية والإرهابية والأعمال العدوانية في الفضاء واستخدام مركبات تفوق سرعة الصوت والصواريخ الباليستية العابرة للقارات وتغير المناخ، تتطلب العمل عن كثب مع البلدان الشريكة ذات التفكير المماثل حول العالم وتكثيف التعاون مع شركاء الـ(ناتو) في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا، وتحقيق تعاون أكبر مع دول أخرى في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي وجميع الشركاء في أوروبا.
وقال الأمين العام لحلف الـ(ناتو) إن المفهوم الاستراتيجي للناتو لعام 2010 نص على أن " تعيش المنطقة الأوروبية الأطلنطية في سلام"، ولم يعد يكفي ذلك لتحقيق السلام والأمن في الوقت الحالي لذلك يجب العمل والاتفاق على تجديد ميثاق الـ(ناتو) في مواجهة التحديات الجديدة.
وكرر قلقه من استمرار نهج النظام الروسي العدواني في الخارج والقمعي في الداخل وحشدها العسكري على حدود أوكرانيا.
وأكد ستولتنبرج - في ختام كلمته - أن "الـ(ناتو) مؤسسة قوية استطاعت أن تجمع الدول في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية معًا للدفاع عن بعضها البعض لأكثر من سبعة عقود، لذلك يجب أن نواصل الاستثمار في الـ(ناتو) سياسيا وعسكريا وماليا لجعله أقوى لتحمل أي أزمة وأي تغيرات في المستقبل".