عبدالباسط عبدالصمد.. صوت من السماء صدح في مشارق الأرض ومغاربها
صوت من السماء صدح في مشارق الأرض ومغاربها، وظلّ خالدا رغم الرحيل، الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، الذي يوافق اليوم ذكرى وفاته، نال من التكريم حظا لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربّع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان، ونال خلالها أيضا قدرا من الحب الذي جعل منه أسطورة لم تتأثر بمرور السنوات، بل كلما مرّ عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة، ولا يستطيع أحد نسيانه حيا أو ميتًا.
ووفقا لتقرير بثه ببرنامج "صباح الخير يا مصر"، المُذاع على القناة الأولى، وُلد الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد عام 1927م بمركز أرمنت في محافظة قنا، ونشأ في بيئة تهتم بالقرآن الكريم حفظا وتجويدا والتحق بكتاب الشيخ الأمير بأرمنت الذي لاحظ عليه أنه يتميز بجملة من المواهب.
هذه المواهب تتمثل في سرعة استيعاب ما أخذه من القرآن، وشدة انتباهه، وحرصه على متابعة شيخه بشيخ وحب وعذوبة في الصوت، وأتمّ حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة، وكان يتدفق على لسانه كالنهر الجاري، ثم حفظ القراءات السبع على يد الشيخ محمد سليم، وبدأ رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم منذ عام 1952م وانهالت الدعوات من شتى بقاع الدنيا فمن السعودية إلى الهند وفرنسا وبريطانيا وحتى جنوب أفريقيا، وقدم أشهر التسجيلات في الحرم المكي وحرم المسجد النبوي الشريف ليلقب بعدها بصوت مكة.