بعد ظهوره في جنوب إفريقيا.. هل اللقاحات الموجودة بمصر قادرة على مواجهة متحور كورونا الجديد؟
حالة من الترقب والمتابعة الدقيقة يعيشها العالم اليوم، ومعه المنظمات والهيئات الصحية العالمية، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور متحور جديد لفيروس كورونا بدولة جنوب إفريقيا، خاصة مع عدم توافر المعلومات الكافية تجاه المتحور الجنوب إفريقي الجديد المعروف باسم "أوميكرون".
مع اتجاه أنظار العالم إلى جنوب إفريقيا للحصول على أي معلومة حول المتحور الجنوب إفريقي الجديد، تزداد الأسئلة عن مدى تفاعل لقاحات كورونا المختلفة الموجودة حاليًا مع المتحور الجنوب إفريقي؟ وماهي قدرة المتحور الجنوب إفريقي على الانتشار السريع؟ وماهي أثاره الجانبية؟
يقول الدكتور جمال عصمت، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب القصر العيني- جامعة القاهرة ومستشار منظمة الصحة العالمية في تصريحات خاصة إلى "مستقبل وطن نيوز": "حتى الآن جميع اللقاحات الموجودة في مصر والعالم غير معروف مدى تفاعلها وقدرتها على تحجيم المتحور الجنوب إفريقي الجديد".
وصرح الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، القائم بأعمال وزير الصحة والسكان، إن أبحاث التسلسل الجيني للعينات الإيجابية لحالات الإصابة بفيروس كورونا أثبتت عدم وجود المتحور الجديد"أوميكرون" حتى الآن في مصر.
وأوضح الدكتور محمد يونس، استشاري أمراض الصدر، في تصريحات خاصة لـ "مستقبل وطن نيوز"، أن مستشفيات وعيادات الصدر لم ترصد حتى اليوم أي علامات لأعراض جديدة بالنسبة لمرضى كورونا، تدل على وجود المتحور الجنوب إفريقي، أو وجود أي متحور جديد لكورونا بشكل عام.
وأضاف وزير التعليم العالي والقائم بأعمال وزير الصحة، خلال اجتماعا موسعا للمجموعة الطبية لمواجهة انتشار فيروس "كورونا"، ترأسه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم الأحد، أن وزارة الصحة تتابع موقف المخازن الاستراتيجية للتخزين الطبي، بالإضافة إلى استمرارها في متابعتها الدقيقة للحالة الوبائية للمتحور الجديد، مع التشديد على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة في المنافذ فيما يخص القادمين من الدول التي ظهر بها المتحور الجديد.
وتابع مستشار منظمة الصحة العالمية: أن "المتحور الجنوب إفريقي الجديد ظهر منذ 3 أيام فقط، فالوقت لم يمهل فرصة للعلماء والمتخصصين، ومنظمة الصحة العالمية لدراسته بدقة، وتحديد نقاط قوته وضعفه".
وأصدرت وزارة الصحة، مساء اليوم، بيان كشفت فيه إن إجمالي عدد الجرعات التي تم توريدها من مختلف أنواع اللقاحات المعتمدة بلغ نحو 88.2 مليون جرعة، بين لقاحات تامة الصنع، أو في صورة مواد خام للتصنيع المحلي.
وشدد استشاري أمراض الصدر على ضرورة إتباع الناس للإجراءات الاحترازية المعروفة، من غسل اليدين بالماء والصابون، وتطهيرها من حين لآخر بالمطهرات، وارتداء "الكمامة" بالأماكن المزدحمة، والحفاظ على مسافة التباعد الأمنة مع الأخرين، مع ضرورة الحصول على لقاحات كورونا المختلفة التي توفرها الدولة.
وذكر -بيان الصحة- إلى أنه قد تم تقديم 45.2 مليون جرعة، موزعة بواقع 29.6 مليون كجرعة أولى، و15.6 مليون كجرعة ثانية، وأن مساء أمس السبت، شهد استقبال ٣ ملايين و٨٩٠ ألف جرعة من لقاح فيروس كورونا، من إنتاج شركة "فايزر" بمطار القاهرة الدولي.
وأشار الدكتور جمال عصمت، إلى أن الرصد الأولي لتداعيات المتحور الجنوب إفريقي الجديد سجل ملاحظة خاصة بـ (سرعة انتشاره) فقط.
وأعلن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة، أن الوضع الجديد فرض اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة من اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس "كورونا"، تمثلت في إيقاف الطيران المباشر من وإلى جنوب افريقيا، إلى جانب تنشيط ترصد المرض بنقاط الدخول عن طريق إجراء تحاليل" " PCR IDNowللقادمين من الدول التي ظهرت بها حالات "أوميكرون".
وعن سبب تسمية المتحور الجنوب إفريقي الجديد بـ "أوميكرون"، يقول الدكتور جمال عصمت، مستشار منظمة الصحة العالمية: أن "العادة جرت تسمية الفيروسات بأسماء لاتينية، فكان عندنا الفا، وبيتا، وكما، ودلتا، ومؤخرًا أوميكرون"، وهذا الاسم الذي أطلق على المتحور الجنوب إفريقي هو الحرف الـ15 في الحروف اللاتينية، وتسمى الفيروسات بأسماء لاتينية بدلاً من تسميتها بأسماء الدول والمدن التي تظهر بها، تجنبًا لملاصقة السمعة السيئة لهذه المدن على مدار تاريخها.
وفي سياق آخر، وجه الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال خلال اجتماعا موسعا للمجموعة الطبية لمواجهة انتشار فيروس "كورونا" بأهمية الإسراع في تنفيذ مشروع المخازن الاستراتيجية للتخزين الطبي الذي وجه بإنشائه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، نظراً لأهمية هذا المشروع في توفير احتياطي استراتيجي لتغطية احتياجات الاستهلاك الحالي والمستقبلي من المستلزمات الطبية والدواء سواء من الإنتاج المحلي أو العالمي، وبما يساعد في مواجهة أي تداعيات طبية طارئة.
وتم خلال الاجتماع، التأكيد على أهمية الجهود المبذولة للتفاوض مع عدد من شركات تصنيع اللقاحات العالمية، بهدف إنتاج هذه اللقاحات في مصر، لأغراض الاستهلاك المحلي وكذا التصدير.
كما تمت الموافقة على تطعيم الأطفال من عمر 12 إلى 15 عاما بلقاح "فايزر" المضاد لفيروس "كورونا"، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنه سبق أن تمت الموافقة على تطعيم الفئة العمرية من 15 إلى 18 عاما.