تحول من ملاك بريء إلى شيطان.. زوجة تحكي مأساتها أمام محكمة الأسرة
بجسد هزيل أنهكه التعب والحزن، وقفت "سعاد" صاحبة الـ28 عامًا، أمام محكمة الأسرة في مصر الجديدة، تروي للقاضي عن مأساة زوجها الذي تحول ملاك إلى شيطان، قائلة "سيدي القاضي لم أكن أتخيل يومًا أن الظروف ستدفعني للوقوف أمامكم، لكي أطلب خلع زوجي.. لكن هو من اضطرني لذلك، بعدما تحول إلى شيطان لا يفكر سوى في مزاجه ونزواته المراهقة".
جلست مُقيمة الدعوي على كرسي داخل القاعة، وشردت في ذكريات حياتها مع زوجها بداية من لقاءات التعارف، والكلام العسول وتحملت معه أعباء المعيشة لكونه شخصًا متوسط الحال كان يعمل بإحدى المؤسسات.. وتهمس في أنين كيف أنها وافقت علي الزواج بعد أن ضحك عليها بمظاهر المروءة والشهامة الخادعة.. لا يقطع شرودهها سوى صوت جهور حاجب ينادي "محكمة".
انتفضت السيدة ولملمت شتات أفكارها، وامتثلت أمام منصة المحكمة وسردت مأساتها، قائلة "ارتبطت بشريك حياتي الذي اخترته ليكون سندًا ومعينًا لي.. وسارت الأيام السعيدة بيننا في بدايتها حتى رزقني الله بمولود منه".
"دوام الحال من المحُال".. عبارة استشهدت بها صاحبة الدعوى، قبل أن تصمت لبرهة وتُكمل: "بمرور الأيام تحول زوجي من ملاك برىء إلى شيطان لعين.. تغيرت معاملته وتصرفاته معي، وبات لا يهتم بمسئولية أسرته، ولا يعطف عليَّ ولايغازلني بالكلام المعسول الذي اعتدت على سماعه منه.. في حين اعتاد العودة إلى البيت في وقت متأخر من الليل، وعندما كنت اعاتبه عن سبب التأخير، لم أجد منه سوى التهرب من الإجابة"، قائلا: "شغلي ربطني أعمل ايه".
أصيبت في أحد الأيام بالذهول عندما عاد الزوج إلى المنزل وهو في حالة سكر عمياء يترنح يمينًا ويسارًا، ويخرف بكلام غير مفهوم "سكران طينة "، وعندما عاتبته على ذلك سبني وضربني بشكل مبرح.. تحولت الحياة إلى جحيم لا يطاق.
وتشير المخدوعة إلى أنها كلما فكرت في الانفصال عنه كانت تنظر إلى طفلها الصغير الذي ليس له ذنب أن يتربي وسط أسرة مشتتة لأب وأم منفصلين، مضيفة "حاولت بشتى الطرق أنصحه بأن يعود لصوابه ويهتم ببيته، ولكن دون جدوى، اللا مبالاة كانت تزداد لديه، وكل همه إرضاء نزواته وإشباع مزاجه.
وتابعت الزوجة في دعواها: "وصل به الأمر أن سرق مصوغاتي الذهبية، وباعها لشراء المخدرات، والاستمتاع مع الساقطات، يأست من العيش والبقاء مع أنني طلبت منه الطلاق والانفصال لكنه رفض، ولذلك جمعت ما تبقى من كرامتي وأخذت طفلي وجرجرت حقيبة أملي وتسالت: "كيف أربي طفلي تحت مظلة رجل مراهق لا يعي شيئًا عن معاني الإنسانية والرجولة".