عماد حمدي.. فنان منح زوجته الرابعة الأضواء فخسر نور عينيه
تصلح قصة عماد حمدي أن تكون فيلما سينمائيا ملئ بالدراما، والمفاجآت، فالرجل الذي بدأ حياته محاسبا بين الأرقام والدفاتر، قفز إلى شاشة السينما ليحصل بعد سنوات قليلة على لقب "فتى الشاشة" الأول، وتستمر مسيرته الفنية التي جسد فيها عشرات الشخصيات المختلفة، ليحفر عماد حمدي اسمه على قائمة الأفضل في تاريخ السينما.
في صعيد مصر ولد عماد حمدي عام 1909، ليتم تعينه عقب حصوله على دبلوم التجارة محاسبا في ستوديو مصر، ويترقى في السلم الوظيفي ليصل إلى منصب مدير التوزيع، إلا أن الفنان عبد الوراث عثر شاهد فيه موهبة استثنائية فضمه إلى فريق التمثيل ولم يخيب ظنه.
لمع اسم عماد حمدي في فترة الخمسينات والستينات، ليتم كتابة اسمه بحروف بارزة على الأفيش بجانب صورته، بوصفه نجما للشباك، ويخطف الأضواء بموهبته العالية وقدرته على تجسيد دور الفتى الرومانسي الرزين.
بداية انطلاق عماد حمدي كانت من خلال فيلم "السوق السوداء" من إخراج كامل التلمساني عام 1945، لتتوالى أعمال عماد حمدي وهو يقف أمام فاتنات السينما المصرية شادية ومريم فخر الدين وفاتن حمامة وصباح وغيرهما.
في مرحلة السبعينيات تراجع الإقبال على عماد حمدي بوصفه فتى الشاشة، إلا أن الموهبة لا تعرف العمر، تحول إلى دور الأب ولعب أروع شخصياته التراجيدية كما فعل في "الخطايا" والكوميدية خاصة كما حدث فيلم "أم العروسة" الذي أظهر فيه خفة دم جذبت إليه الأضواء من جديد.
زوجات عماد حمدي
تزوج عماد حمدي 4 مرات، كانت الأولى من حورية محمد، والثانية بفتحية شريف والتي أنجب منها ولدا أطلق عليه اسم "نادر"، قبل أن تجمعه حكاية حب بقطة السينما المصرية شادية، ليقع في غرامها ويتزوجها، إلا أن الخلافات المتعددة لم تسمح للزواج بالاستمرار، خاصة حين حاول منعها من التمثيل، لتنتهي القصة بالطلاق.
الزوجة الرابعة لعماد حمدي
أما زوجته الرابعة فكانت نادية الجندي والتي تصغره بـ17 عاما، إلا أن عماد حمدي حاول إسعادها وكانت نتيجة الزواج ولده الثاني "هشام".
وتعددت صور حب عماد حمدي لنادية الجندي خاصة حين أنتج لها فيلم "بمبة كشر"، ويمنحه دور البطولة، إلا أن العمل لم يحقق جماهيرية، ومع ذلك لم يفقد عماد حمدي إيمانه بها وكرر الأمر في أكثر من عمل.
أنفق الفنان حمدي ثروته حتى يحظى بكسب قلب نادية الجندي، والنتيجة أن عماد حمدي أعلن إفلاسه، ما اضطره إلى المشاركة في أفلام سينمائية بأجور لا تتناسب مع تاريخه الكبير، حتى أنه قبل المشاركة في فيلم "ثرثرة فوق النيل" مقابل 800 جنيه فقط، ولكن نادية الجندي لم تقدر حبه لها وانفصلت عنه.
نهاية عماد حمدي
لازم الاكتئاب عماد حمدي في سنواته الأخيرة، وتفاقم الأمر ليصاب بالعمى، في حين لم يجد من يعطف عليه باستثناء طليقته فتحية شريف، والتي وقفت إلى جواره، ولم تقصر في رعايته حتى توفي عام 28 يناير 1984.