درس بالأزهر وعمل صحفيا.. «جوجل» يحتفي بذكرى «الفيتوري» شاعر «القارة المقهورة»
بالضغط على الصورة التي وضعها مؤشر البحث جوجل على واجهته، اليوم الأربعاء، والمكتوب في خلفيتها حروف جوجل بالإنجليزية لكن بطريقة تبدو وكأنها حروف عربية، يظهر لك اسم الشاعر السوداني الراحل محمد الفيتوري، سوداني المولد، مصري العلم، عربي الهوية، أفريقي الهوى، محمد الفيتوري الذي لم يعشق أحدٌ القارة السمراء مثله.
زين موقع البحث الأكبر والأشهر واجهته بصورة محمد الفيتوري بشكل يبدو وكأنه مصمم بطريقة "الجرافيك"، وأستخدم اللونين الأبيض والأسود في رسم شاعر السودان الراحل، وأظهره يمسك قلمًا، وأمامه العديد من الأوراق يسطرها بخط يديه، وفي خلفيته رسم لسوق تجاري، يشبه كثير من الأسواق العربية العتيقة الشهيرة، كالاتي في حي خان الخليلي بالقاهرة، وسوق عكاظ بالسعودية، والسوق الكبير بالإمارات، وسوق أم درمان بالسودان، وأسوق مدينة القدس المحتلة.
الشاعر السوداني محمد الفيتوري، ولد بمدينة الجنينة بإقليم دارفور غرب السودان، في 24 نوفمبر عام 1936، طبقًا لما ذكره موقع "ويكبيديا" الشهير، لكن كثير من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع المتخصصة في نشر الشعر، وأخبار الشعراء تشير إلى أن محمد الفيتوري غير معلوم تحديدًا تاريخ مولده، لكن المعلومة المؤكدة هي ظرفي زمان ومكان رحيله، الذي كان يوم 24 أبريل 2015، في أحد مستشفيات العاصمة المغربية الرباط، بعد صراع مع المرض.
لقب محمد الفيتوري، بالعديد من الألقاب، وأغلبها يعود إلى أسماء دواوينه الشعرية، فعرف بشاعر السودان، وشاعر أفريقيا، وعاشق أفريقيا، ولد الفيتوري لأب ليبي وأم سودانية، واسمه بالكامل محمد مفتاح الفيوري، وتنقل بين العديد من العواصم العربية بسبب مواقفه السياسية.
درس شاعر أفريقيا بكلية العلوم بالأزهر الشريف في مصر، لكنه لم يكمل دراسته، منصرفا إلى احتراف الشعر والكتابة، فعمل في الصحف المصرية والسودانية، وعمل مستشارًا إعلاميًا في جامعة الدول العربية، قبل أن يعمل دبلوماسيًا في وزارة الخارجية الليبية.
مواقف الفيتوري السياسية التي ظهرت في العديد من أشعاره، دفعت الرئيس السوداني الراحل جعفر النميري لسحب الجنسية السودانية منه عام 1974، وينظر إلي شاعر أفريقيا على أنه واحد من رواد الشعر الحديث، المجدد فيه الكثير، المتحرر من الأغراض التقليدية كالهجاء والغزل، المبتعد عن الأوزان والقافية، كما أن أعماله أدرجت في المناهج التعليمية.
ولم يكن عاشق أفريقيا مجرد شاعر مغمس في الشأن السوداني، فقد كتب للوطن العربي، ولقارة إفريقيا، حتى عرف بأنه شاعر "القارة المقهورة"، كما كتب للإنسان بصورة عامة بصرف النظر عن أي انتماء كان.
ومن أبرز دواوين محمد الفيتوري الشعرية "اذكريني يا إفريقيا"، و "عاشق من إفريقيا"، و"أحزان إفريقيا"، و"س. و"، و"معزوفة لدرويش متجول"، وألّف مسرحية "عمر المختار"، كما له العديد من الدراسات في فنون الشعر.