اليوم العالمي للرجل.. رحلة الشارب من هتلر إلى أمير كرارة
عرف الرجال في مصر الفرعونية طرقكم إلى الشارب ما ظھر واضحًا على تماثیل بعض الملوك إلا أن أشعار العرب (قدیما) لم ترصد شاعرًا یتغنى بـ الشارب أو یذكره في قصیدة واحدة.
قصات الشارب المتنوعة صنعت منه صورا سیریالیة یختلف مفھومھا من شخص إلى آخر، ومن زمن إلى آخر، ومن دولة إلى أخرى، بينما الشارب نفسه قد یتم تفسیره إلى معان مختلفة وفق من یحمله.
الشارب الصغير على وجه ھتلر الذي یشیر إلى الجبروت، والقسوة والموت الجماعي ھو نفس شارب شاري شبلن الذي یحمل السرور إلى القلوب ویرسم البسمة على الوجوه، وھو أیضا شارب محمد التابعي أمير الصحافة الذي یكشف عن الوسامة والنبوغ.
على مدار قرنین من الزمن لم یتخل الشارب عن موقعه فوق فم الرجل وكأنه حارسًا على كلامه، ومع بدایة الثمانینیات ظل یتوارى عن الأنظار واختفى شیئا فشیئا لیصبح مجرد ظھوره تحت أنف أحدھم مثیرًا للانتباه.
موضة الشارب أطلت علینا من جدید من خلال نجوم الكرة والفنانين في المسلسلات الدرامیة المختلفة، ما حرض الشباب على تقلیدھم لیعود الشارب في نسخته الجدیدة حاملًا توقیع حسام غالي وأمیر كرارة.
الشارب في مصر الحديثة
كان للشارب المبروم سطوته مع بدایة القرن العشرین وحتى عام 1930، وما جعل الناس یقبلون علیه تفضیل رأس الدولة (الملك فاروق) له، إضافة إلى أصحاب المناصب الكبيرة، والشخصیات العامة والأثریاء أمثال الزعیمین مصطفى كامل ومحمد فرید.
من 1930 وحتى 1940 تفوق شارب ھتلر القصیر على غیره من الشوارب وأصبح سائدا بین الناس وانتشر شرقا وغربا لیشمل الكرة الأرضیة، لیحل بدلًا منه في بدایة الأربعینیات "الشارب الخط" الذي جذب إلیه الشباب لیتجھوا إلى صالونات الحلاقة من أجل تھذیبه وتحدیده خاصة حینما شاھدوا نجوم السینما یظھرون به في الأفلام مثل عماد حمدي، وكمال الشناوي، وأنور وجدي، ومع بدایة الستینات انقلب رشدي أباظة وعمر الشریف على الشارب الخط لتزداد كثافة الشارب وتبدأ النظرة تختلف إلى الكثافة باعتبارھا نوعا من الوسامة.
وفي السبعینات تضاعفت كثافة الشارب لیغطي الفم بأكمله، بجانب السوالف العریضة كما فعل الفنان اللبناني "شوشو" ومثله في مصر یوسف فخر الدین.
الشارب في مصر المعاصرة
مع بدایة الألفیة الثالثة بدأ الشارب یختفي شیئا فشیئا أو یظھر على استحیاء بجانب لحیة صغیرة ما یطلق علیها "دوجلاس"، وقضى عمرو دیاب على الشارب نھائیا حین ظھر بـ"سكسوكة" في أغنیة "تملي معاك" لیقلده شباب الوطن العربي.