خاص|توقعات بهدوء سوق النفط العالمية بعد تدخل أمريكي.. وخبراء: وضع مصر آمن
تتجه سوق النفط العالمية إلى الاستقرار؛ بعد تحقيقات أمريكية بشأن تلاعب الشركات المنتجة في السوق لإبقاء الأسعار مرتفعة؛ حيث دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، لجنة التجارة الفيدرالية إلى اتخاذ إجراءات فورية لتحديد ما إذا كانت شركات النفط والغاز قد تورطت في «سلوك غير قانوني» بهدف إبقاء الأسعار مرتفعة.
ولا يزال إنتاج النفط الأمريكي يتراجع بسبب انخفاض الطلب في عام 2020 وهروب رأس المال، حيث كانت الولايات المتحدة تضخ حوالي 11.4 مليون برميل في اليوم من النفط الخام في أكتوبر، وفقًا لآخر تقدير من إدارة معلومات الطاقة.
إنتاج النفط أقل 1.5 مليون نفط من مستويات نوفمبر 2019
وظل الإنتاج أقل بنحو 1.5 مليون برميل في اليوم من ذروة ما قبل الجائحة في نوفمبر 2019، ولكن من المتوقع أن يرتفع إلى متوسط إنتاج سنوي يبلغ 11.9 مليون برميل في اليوم في عام 2022.
ويرى خبراء الطاقة في تصريحات لـ«مستقبل وطن نيوز»، أن الأسعار قد تتجه إلى التراجع في حال استقرارها بدعم من زيادة الإنتاج، وبالتالي وفرة المعروض النفطي في السوق العالمي، في ظل ارتفاع الطلب على النفط.
وقال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول بالجامعة الأمريكية، في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز» إن التكهن بالأسعار صعب على المدى البعيد، لكن في ظل مساعي الدول لتقليل الانبعاثات الضارة، والبحث عن بدائل نظيفة للوقود، فإن الأسعار مرشحة للاستقرار على المدى المتوسط.
سعر برميل النفط تجاوز 80 دولارا بدعم من انحسار الوباء
وشهدت أسعار النفط العالمية، خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعا، ليسجل خام النفط الأمريكي سعرا أعلى من 80 دولارا، وذلك بعد القفزة في جانب الطلب عقب انحسار الوباء العالمي، واستئناف النشاط الاقتصادي.
وأضاف القليوبي، إن مصر لجأت إلى تخزين كميات ضخمة من النفط، لمواجهة التقلبات في سوق النفط العالمي، بالإضافة إلى انتهاجها سياسة التشجيع على التحول نحو استخدام الغاز الطبيعي كبديل نظيف ومتوافر بحكم تحقيق الاكتفاء الذاتي منه؛ وهو ما يزيد من كفاءة استخدام الموارد الطبيعية في مصر.
وفشلت الضغوط الدولية التي قادتها الولايات المتحدة والدول المستهلكة الأخرى الشهر الماضي في إقناع دول «أوبك +» بوضع المزيد من المعروض من النفط الخام في السوق؛ حيث تمسك المنتجون بقرارهم بزيادة الإنتاج بمقدار متواضع 400 ألف برميل في اليوم شهريًا.
خفض فاتورة الاستيراد في مصر بفعل الاكتشافات
من جانبه، اعتبر المهندس أسامة كمال، الخبير البترولي، أن الاكتشافات المحققة في الشهور الأخيرة في مصر ساهمت في خفض فاتورة استيراد النفط بشكل كبير، بالإضافة إلى الجهود الحالية من جانب وزارة البترول والثروة المعدنية لزيادة الاستثمار في القطاع الواعد، وجذب الشركات وحفر العديد من الآبار، وهي كلها أمور تبشر الفترة المقبلة بارتفاع الإنتاج المصري من البترول.
وأضاف كمال -في تصريحات إلى«مستقبل وطن نيوز»- أن هناك خطة حالية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية بحلول العام 2023، وبالتالي تخفيض تكاليف التكرير التي كانت تضاف على فاتورة استيراد النفط الخام.
وارتفع الطلب على النفط عالميا، بدعم من اتجاه الدول الصناعية الكبرى، خاصة الصين، لإعادة بناء مخزوناتها الاستراتيجية لإعادة التعافي من آثار الجائحة وتحقيق ما ترنو إليه من معدلات نمو اقتصادية مرتفعة.
«المركزي» يتوقع الإفراج عن مخزون الاحتياطي الأمريكي
وحسب نشرة البنك المركزي المصري، الصادرة أمس الأربعاء، للتعليق على الأسواق المحلية والعالمية، فقد سجلت أسعار النفط انخفاضًا أسبوعيًا وذلك للأسبوع الثالث على التوالي؛ حيث خسرت 0.69% لتنهي تعاملات الأسبوع عند 82.2 دولارًا للبرميل، وتأثرت الأسعار بارتفاع الدولار والتكهنات بأن إدارة الرئيس جو بايدن قد تفرج عن مخزون النفط من الاحتياطي الاستراتيجي من البترول الأمريكي لتهدئة الأسعار.
إضافة إلى ذلك، خفضت أوبك اليوم الخميس، توقعاتها للطلب العالمي على النفط للربع الرابع من عام 2021 بواقع 330 ألف برميل يوميًا عن توقعات الشهر الماضي، حيث أعاق ارتفاع أسعار الطاقة التعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد -19.
وتعتبر أسعار النفط «خام برنت» أحد مكونات المعادلة السعرية في آلية التسعير التلقائي للوقود، التي تجريها الحكومة كل 3 شهور لتسعير المنتجات البترولية بشكل عادل.
