«وخير جليس في الأنام كتاب».. شعار يتحول لواقع في معرض تونس الدولي للكتاب
"القراءة غذاء الروح" عبارة جسدها الشعب التونسي المحب للثقافة والذي توجه بإقبال كثيف إلى قصر المعارض بالكرم لزيارة معرض تونس الدولي للكتاب في دورته ال36 والذي افتتحه الرئيس قيس سعيد منذ أيام قليلة في تحد واضح لجائحة كورونا التي فشلت في منعه من إشباع هوايته المفضلة.
وفي عطلة نهاية الإسبوع اصطحب رواد المعرض الشغوفين بالقراءة والمطالعة من الآباء والأمهات أبناءهم إلى المعرض ليتجولوا به ويستمتعوا بكل ما هو جديد من إصدارات مع اتباع كامل الإجراءات الصحية من ارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي كما هو موضح من قبل الجهات المنظمة للمعرض، وقد شهدت صالات المعرض إقبالا كثيفا على الأجنحة المختلفة به هذا العام في دورته الحالية المقامة تحت شعار "وخير جليس في الأنام كتاب".
وكان للجناح المصري نصيبا من الإقبال الكثيف من الزوار الكبار والأطفال، فإن دور النشر المشاركة متعددة ومختلفة وتقدم إصدارات متنوعة بين الثقافي والترفيهي والتعليمي والديني بالإضافة إلى الترجمات.
وبين آلاف الكتب ذات الأغلفة الملونة والجذابة، وقف محمود المسئول ب"دار القيروان" للنشر والتوزيع يتابع تهافت رواد المعرض على الإصدارات المختلفة، وقال - إن هذه ليست المشاركة الأولى للدار في معرض تونس للكتاب فقد شاركت عدة مرات سابقة، مشيرا إلى أنه من المعارض القوية في الوطن العربي.
وأضاف أن دار النشر تقدم مجالات مختلفة بالمعرض بينها كتب متخصصة في التنمية البشرية وأخرى في تعليم اللغات وغيرها من قصص الشخصيات التاريخية وكتب دينية مختلفة بالإضافة إلى روايات تناسب جميع المراحل العمرية.
وأشاد محمود بتنظيم المعرض ووصفه ب"الجيد جيد" ، موضحا أن هناك مزيدا من الاهتمام هذا العام بسبب جائحة كورونا وتم التشديد على اتباع البروتوكول الصحي للحفاظ على صحة الجميع من المشاركين والعارضين والجمهور.
بدوره، وصف خالد نبيل مالك "دار النهار" للنشر والتوزيع بمصر تنظيم المعرض هذا العام بأنه على "أعلى المستويات" ، معربا عن اعتقاده أن المعرض هذا العام يعد مبشرا ، حيث أن الإقبال يعتبر كبيرا منذ يوم الافتتاح.
وحول ما تقدمه دار النشر التي يمتلكها، قال إنها تعرض كتبا مختلفة ومتنوعة تضم كتبا للأطفال وأخرى حول التنمية البشرية وغيرها من العبقريات.
أما العارضون في "دار نشر الكرمة" و"دار نشر كيان"، فقد أشاروا إلى أن "دار كيان" قد شاركت قبل ذلك في معرض تونس مرتين وهذا العام تعد المشاركة الثالثة لها أما "دار الكرمة" فهي مشاركتها الأولى في المعرض بتونس.
وأوضح العارضون أن هناك تدفقا للجماهير على المعرض لأن الجمهور التونسي محب للقراءة ، وأن هناك إقبالا على كتب مختلفة من بينها كتب الكاتبة التونسية الدكتورة خولة حمدي وخاصة كتاب "ياسمين العودة" وبالطبع كتب دكتور أحمد خالد توفيق.
وتوقع العارضون أن تزيد الكثافة من قبل الجماهير على المعرض خلال غدا أيضا ، حيث أنه عطلة لنهاية الأسبوع، مشيرا إلى أن المعرض سيظل مفتوحا حتى يوم 21 من شهر نوفمبر الجاري.
من جانبها، قالت سعاد حمدي من "مؤسسة البسمة" إن هذه ليست المشاركة الأولى للمؤسسة في المعرض وأوضحت أن أبرز الكتب التي تقدمها المؤسسة هي في مجال تعليم الأطفال ، كما أنها تعرض أيضا قصصا قصيرة وقصص عن السيرة النبوية وإصدارات ملونة ومجسمة للأطفال لجذب الانتباه.
وأشارت إلى أن هناك أيضا قصص للأنبياء تقدم على أقراص مدمجة إلى جانب الكتب وغيرها تقدم على فلاشات لمواكبة التطورات الحديثة والتكنولوجيا في هذا المجال، موضحة أن الإقبال على الإصدارات التعليمية يعد أكثر من نظيرتها الترفيهية.
أما أحمد محمد إبراهيم من "شركة ماس" للإنتاج التعليمي، قال إن المنتجات والإصدارات التي تقوم الشركة بعرضها هي تعليمية تناسب مختلف أعمار للأطفال ، بالإضافة إلى سلاسل قصصية ابتداء من ثلاث سنوات ، مضيفا أن هناك ألعابا تعليمية كألعاب لتنشيط الذاكرة وألعاب الذكاء وغيرها من الألعاب التي تقوي الملاحظة عند الأطفال.
وأشار إلى أن ألعاب حل المشكلات وتعليم الألوان والاشكال الهندسية تلقى إقبالا كبيرا من قبل الجماهير بالمعرض وتبدأ أسعارها من 25 دينارا تونسيا بالإضافة إلى أنواع البازل الخشبية والكرتونية.
وكان الرئيس قيس سعيد قد افتتح يوم الخميس الماضي الدورة ال36 لمعرض تونس الدولي للكتاب واستمع إلى النشيد الرسمي ثم قام بجولة في عدة صالات عرض من تونس ومن دول شقيقة وصديقة مشاركة حيث اطلع على عدد من المؤلفات والمنشورات المعروضة وتحدث الرئيس مع مجموعة من الكتاب ومسئولي دور النشر والعارضين.