الدعاء المستجاب.. شروطه وآدابه وأوقاته
الدعاء المستجاب هو ما يبحث عنه الجميع حتى يحقق الله لهم ما يريدون، ويفرج همومهم، ويمنحهم الخير والعطايا في الدنيا والآخرة، خاصة إذا ضاقت بهم السبل واتجهوا إليه سبحانه وتعالى ما يجعل الدعاء المستجاب من الأمور المهمة في حياة كل مسلم.
وهناك بعض الشروط والآداب التي يجب توافرها في الدعاء المستجاب ، كما أن هناك بعض الأوقات التي ورد ذكرها في الأحاديث النبوية من أجل الدعاء المستجاب.
ونستعرض فيما يلي شروط وآداب الدعاء المستجاب، إضافة إلى أوقات قبول الدعاء المستجاب.
شروط الدعاء المستجاب
هناك عدة شروط لابد أن تتوافر في الإنسان المسلم حتى يستجيب الله سبحانه وتعالى لدعائه، وهي كالتالي:
- الإخلاص في الدعاء، حيث إن الإنسان المسلم لا يجب أن يسأل إلا الله، وعليه ألا يتوكل إلا على الله، وأن يرجو الخير من الله وحده، ويستعين بالله في إبعاد الشرور.
- أن يكون ملبسه ومأكله من حلال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أيها الناسُ، إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّبًا، ثم ذكر الرجلَ يطيلُ السَّفرَ، أشعثَ أغبَرَ. يمدُّ يدَيه إلى السماءِ، يا ربِّ يا ربِّ، ومطعمُه حرامٌ، ومشربُه حرامٌ، وملبَسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرام. فأَنَّى يُستجابُ لذلك".
- أن يتجنب الإنسان التجاوز في الدعاء، وذلك أن يدعوا بشيء محسوم قد كتبه الله، مثل الخلود في الدنيا.
- يجب على المسلم أن يكون صادقاً في دعائه، وأن يكون على ثقة بأن الله سيستجيب لدعائه، وأن يعطيه فوق ما يتمنى لأنه الكريم، فالله عند ظن العبد به.
آداب الدعاء المستجاب
وهنك عدة آداب يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم وهو يبتهل إلى الله سبحانه وتعالى ليحقق له ما يدعو به وهي كالتالي:
- أن يبدأ المسلم بحمد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صل الله عليه وسلم، وختم الدعاء بتلك الصيغة.
- يستحضر الإنسان قلبه، أثناء الدعاء، كما يجب على الإنسان أن يدعو الله في كل من الرخاء والشدة، حيث يجب أن يكون الإنسان في احتياج دائم إلى الله.
- أن يعترف الإنسان بذنوبه إلى الله عز وجل، وأن يكون الإنسان دائم الشكر لنعم الله عز وجل، وأن يستغفر الله على ما ارتكبه من ذنوب.
- يفضل أن يتجنب الإنسان التكلف في الدعاء، من خلال البعد عن استخدام السجع. حيث يمكن للمسلم أن يدعو الله بما يريده وما يتمناه وما في قلبه دون تكلف ألفاظ محددة.
- أن يستقبل الإنسان القبلة عند الدعاء، وأن يدعوا الله ثلاث، مع وجود الثقة واليقين في استجابة الدعاء.
- الإلحاح في الدعاء وكثرة ترديده، وتجنب استعجال الإجابة، وذلك لأن الله يحب أن يرفع العبد يديه إليه.
- يفضل أن يكون الدعاء بين الصوت المرتفع والصوت المنخفض، بالإضافة إلى التضرع والتذلل وخشوع القلب لله.
- الدعاء للنفس الأول ثم الدعاء لباقي المسلمين، وطلب الأمنيات من الله بذكر أسمائه الحسنى. كما يفضل أن يدعو الله بأي عمل صالح قام به، وهذه هي شروط الدعاء المستجاب وآدابه.
أوقات الدعاء المستجاب
هناك بعض الأوقات التي يستجيب الله سبحانه وتعالى فيها الدعاء وعلى المسلم أن يكون حريصا في أن يبتهل إلى الله بالدعاء فيها وهي كالتالي:
- جوف الليل:
روى (مسلم) عن جابر مرفوعًا: "إن في الليل لساعةً لا يُوافِقُها رجلٌ مُسلمٌ يسألُ اللهَ خيرًا مِن أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كلَّ ليلةٍ"
وفي الصحيحين: "ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى في كلِّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثُلُثُ الليل الآخر...، يقول: مَن يَدْعُوني فأستجيبَ له، مَن يسألُني فأُعطيَه، مَن يستغفِرُني فأغفِرَ له".
- ساعة الجمعة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "إن في الجمعة لساعةً لا يُوافِقُها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يُصلِّي، يسأل الله خيرًا، إلا أعطاه إياه" وأشار بيدِه يُقللها، وعند مسلم: ((وهي ساعةٌ خفيفة"
- دعوة الصائم والمسافر
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "ثلاث دعوات مُستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر"
- بين الأذان والإقامة
عن أنس مرفوعًا: "الدعاء لا يُرَدُّ بين الأذان والإقامة
- حال السجود:
في صحيح مسلم عن أبي هريرة: "أقربُ ما يكون العبد مِن ربِّه وهو ساجدٌ، فأكثِروا الدعاء".
الدعاء في مجالس الذِّكْر:
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله تبارك وتعالى ملائكةً سيَّارةً فُضلًا يتتبَّعون مجالس الذِّكر، فإذا وجَدوا مجلسًا فيه ذكرٌ قعدوا معهم، وحفَّ بعضهم بعضًا بأجنحتهم، حتى يَمْلؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرَّقوا عرجوا وصعِدوا إلى السماء، قال: فيسألهم الله عز وجل - وهو أعلم بهم -: مِن أين جئتم؟ فيقولون: جئنا مِن عند عبادٍ لك في الأرض يُسبِّحونك ويُكبِّرونك ويُهللونك ويحمدونك ويسألونك، قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتَك، قال: وهل رأَوْا جنتي؟ قالوا: لا؛ أي رب، قال: فكيف لو رأَوْا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك، قال: ومم يستجيرونني؟ قالوا: من نارك يا رب، قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك، قال: فيقول: قد غفرتُ لهم، فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتُهم مما استجاروا، قال: فيقولون: ربِّ فيهم فلانٌ عبدٌ خطَّاءٌ، إنما مرَّ فجلس معهم، قال: وله غفرتُ، هم القومُ لا يَشْقَى بهم جليسُهم"
- الدعاء عند التقلب مِن النوم:
عن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن تعارَّ مِن الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، سبحان الله تعالى، ولا إله إلا الله تعالى، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، ثم قال: اللهم اغفِرْ لي، أو دعا - استُجِيب له، وإن توضأ وصلى قُبِلت صلاته".
- عند سماع صياح الدِّيك:
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمِعتُم أصوات الديكة، فسلُوا الله مِن فضلِه، فإنها رأتْ ملكًا، وإذا سمعتم نَهِيق الحَمِير فتعوَّذوا بالله مِن الشيطان؛ فإنها رَأَتْ شيطانًا".