تبون: الدبلوماسية الجزائرية تستند على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن السياسة الخارجية لبلاده تستند على عدة ثوابت من بينها نصرة حق الشعوب في تقرير المصير، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية، إلى جانب ضرورة إقامة علاقات دولية متوازنة وعادلة وعدم الانحياز.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح أعمال المؤتمر الذي عقده مع رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية، اليوم الإثنين، بقصر الأمم بالجزائر العاصمة تحت عنوان "الدبلوماسية الجزائرية والتحديات الدولية للجزائر الجديدة".
وأوضح تبون أن النظام الدولي شهد، في الآونة الأخيرة، اضطرابات غير مسبوقة نتيجة سلسلة من العوامل والظواهر، وبروز العديد من الفاعلين الجدد، مما يستدعي عملية تكييف مستمرة لمهام الدبلوماسية الجزائرية، ومجالات انتشارها، وذلك في إطار احترام المبادئ والقيم الثابتة للسياسة الخارجية.
وأضاف أن النظام المتعدد الأطراف، الذي يقوم جوهره على تعزيز الحلول الجماعية للتحديات المشتركة أظهر حدوده في مواجهة وباء كورونا، الذي سلط الضوء على نقص جاهزية المجتمع الدولي للعمل الجماعي والميل المؤسف للأحادية، ومن ثم فإن تداعيات هذا الوباء سيكون لها الأثر البالغ في صياغة ملامح العالم ما بعد الجائحة.
وفي المحيط الجغرافي الجزائري، أشار الرئيس الجزائري إلى أن التحديات التي تواجه بلاده تعدُّ أكثر خُطورة في ظل الأزمات متعددة الأبعاد التي تشهدها المنطقة، وكذلك بؤر التوتر في العديد من دول الجوار، على طول الشريط الحدودي الجزائري، والأزمة الليبية التي لا تزال تشهد تجاذبات بفعل التدخلات الأجنبية المتعددة، وكذلك الوضع في منطقة الساحل الأفريقي الذي يستمر تحت تأثير عوامل عديدة، مرتبطة بصراعات متعددة الأوجه، وانتشار التهديد الإرهابي والجريمة المنظمة بجميع أنواعها.
وتابع قائلاً إن بلاده تواجه ما يعرف بحرب "الجيل الرابع" في إطار مخطط أوسع يستهدف أفريقيا والشرق الأوسط.
أما على الصعيد العالمي، ثمن الرئيس الجزائري، أهمية اتخاذ إجراءات استباقية من أجل ترسيخ دور الجزائر كفاعل مؤثر يساهم بجدية في مواجهة التحديات الدولية، وذلك من خلال طرح الأفكار والمبادرات، التي من شأنها تعزيز العمل متعدد الأطراف.
ونوه تبون بأن السياسة الخارجية لبلاده ينبغي أن تعطي أولوية لعضوية الجزائر المقبلة في مجلس الأمن للأمم المتحدة، خلال الفترة 2024 -2025، للمساهمة في الجهود الرّامية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، فضلاً عن تعزيز التعاون مع الدول التي تشارك بلاده وجهات النظر والمواقف على تعزيز دور الأمم المتحدة، لحملها على الاضطلاع بالمسؤوليات المنوطة بها، لا سيما تجاه الشعب الفلسطيني.
وعلى المستوى القارّي، أكد تبون، ضرورة مواصلة الجهود لتقوية أواصر الأخوة والصداقة مع الدول الأفريقية، التي تمثل العمق الاستراتيجي والجغرافي والحضاري لبلاده، وتقوية الاتحاد الإفريقي لحمايته من "المحاولات الخبيثة التي تستهدف وحدة صفه ودوره المركزي".
وفي علاقاتها الثنائية مع شركائها الأوروبيين، أكد الرئيس الجزائري أن بلاده لن تتسامح مع أي تدخل في شؤونها الداخلية وستظل دوما على استعداد، لإقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل، والالتزام الكامل، بمبدأ المساواة السيادية بين الدول.
وفيما يخص علاقاتها مع كل من روسيا والولايات المتحدة والصين، أوضح تبون أنه يجب أن يعمل الجهاز الدبلوماسي على تعزيزها بصورة أكثر، خاصة على المستوى الاقتصادي، فضلاً عن العمل على تعزيز العلاقات مع الدول الأخرى في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وجزر المحيط الهادي، لإعادة التواصل على جميع المستويات وتوسيع علاقات التعاون، مع هذه الدول.