مصر تتصدر قائمة دور النشر المشاركة في الدورة الـ40 لـ«الشارقة الدولي للكتاب»
تصدرت مصر قائمة دور النشر المشاركة في الدورة الـ 40 لمعرض الشارقة الدولة للكتاب التي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب خلال الفترة من 3 إلى 13 نوفمبر الجاري تحت شعار " هنا .. لك كتاب " بـ 295 دارا للنشر، ودولة الإمارات بـ 250 داراً، كما تشارك المملكة المتحدة بـ138 دار نشر، و لبنان 112 داراً، ومن الجمهورية العربية السورية 93 داراً، ومن الأردن 76 داراً بالإضافة إلى دور النشر الأجنبية.
ومن أبرز دور النشر الأجنبية المشاركة، 87 داراً من الهند، 48 من الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة لـ 26 من إيطاليا، و16 من كندا والبرازيل، و14 من إسبانيا، و12 من المكسيك وفرنسا، وتشارك لأول مرة في المعرض 9 دول هي: كولومبيا، وجنوب السودان، والكاميرون، وكينيا، ومالاوي، ورواندا، وتنزانيا، وأوغندا، وزيمبابوي.
ويشهد المعرض هذا العام مشاركة 1632 دارا للنشر من 83 دولة، تعرض 15 مليون كتاب منها 110 آلاف إصدار جديد يتم عرضها لأول مرة في دورة هذا العام التي تحتفي بالأدب والمعرفة والثقافة على مدار 11 يوماً.
وتشارك وزارة الثقافة هذا العام بجناح للهيئة المصرية العامة لدار الكتب والوثائق القومية وهو الجناح الأشهر والأقدم حيث شاركت مصر في الدورات الأولى للمعرض لحرصها سنويا على المشاركة في هذا الحدث العالمي ويضم الجناح هذا العام مئات العناوين المميزة.
وتعتبر موسوعة " الإفتاء المصري من الصحابي عقبة بن عامر إلى الدكتور علي جمعة" ومن تقديم الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، وتأليف الدكتور عماد أحمد هلال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة قناة السويس الأبرز في الجناح، حيث تم إصدار الموسوعة في 7 أجزاء.
ونظرا لأهمية الموسوعة حرص الدكتور شوقي علام على كتابة المقدمة، خصوصا وأنها تغطي تاريخ الإفتاء المصري من الفتح الإسلامي مرورا بالعصر المملوكي والعثماني، وحكم محمد علي لمصر وصولا للدكتور علي جمعة.
وفي لقاءات لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط للمعرض مع دور النشر المصرية المشاركة في المعرض، قالت هالة عمر صاحبة دار "هلا" للنشر والتوزيع عضو اتحاد الناشرين المصريين والعرب، إنها تشارك في معرض الشارقة منذ أكثر من 25 عاما بالإضافة إلى مشاركتها في جميع المعارض العربية والعالمية.
وأشارت إلى أن ما يميز هذا العام العدد الكبير من دور النشر، بالإضافة إلى العناوين المتنوعة مما يجعل المنافسة قوية رغم الظروف التي يمر بها العالم حاليا بسبب جائحة كورونا، مؤكدة أنها حرصت هذا العام على المشاركة في المعرض بأكثر من 500 عنوان في جميع المجالات منها السياسية والفنية والاجتماعية والفلسفة.
وأوضحت أن الدار تهتم بالكتب الموجهة إلى الأطفال حيث أن 30 % من الكتب موجهة إلى الأطفال بالإضافة إلى الكتب الخاصة بذوي الهمم وكيفية التعامل مع الأطفال وأخيرا الكتب المترجمة بالتعاون مع كبرى دور النشر الأجنبية على مستوى العالم.
وأشارت إلى أن كتاب "مدينة الشوكولاتة" الصادر عن الدار حصد جائزة الأمم المتحدة لريادة الأطفال بإفريقيا وهو للكاتب هشام الصياد، ورسومات هبة إبراهيم، في إطار البند الثالث من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وهو "الصحة الجيدة والرفاهية".
وأضافت أن الكتاب يدور عن شخص اسمه فادي يحب الشوكولاتة ويأكلها كثيرًا، وقد حذرته والدته من تناول الكثير من الحلويات حتى لو أحبها، ولكنه يواصل أكل الشوكولاتة، ولاحظ فادي ورقة ملونة تقول إنه فاز بالجائزة الكبرى وهي رحلة إلى مدينة الشوكولاتة، زار فادي المدينة حيث كل شيء مصنوع من الشوكولاتة، وفي نهاية القصة رأى الأطفال المرضى الذين مرضوا من تناول الكثير من الشوكولاتة، ولذلك لا يمكنهم العودة إلى منازلهم حتى يتعافوا تمامًا.
وقالت عمر إن الجائزة عززت الفرع الإفريقي لنادي الكتاب في أهداف التنمية المستدامة التابع للأمم المتحدة الكتب وثقافة القراءة للأطفال في إفريقيا.
وحول أسباب العزوف عن القراءة وتأثيره على عملية البيع خلال المعرض خصوصا مع انتشار ظاهرة الكتاب الإلكتروني أكدت هالة عمر، أن التكنولوجيا الحديثة لم ولن تؤثر في عملية القراءة وهناك إقبالا كبيرا من الجمهور على الكتب، مشددة على أن الكتاب الورقي لا يزال المرجع الأول لعملية القراءة وأي وسيلة أخري ما هي إلا وسيلة مساعدة لعملية القراءة وليس العكس خصوصا وأن القراءة مهمة جدا لدى الأطفال لأنها تساعد على تنمية مداركه وزيادة خبراته بل أن هناك كتب تم نشرها في الخارج عن أضرار تعامل الأطفال مع الإلكترونيات.
وعلى الرغم من أن الأغلبية المشاركة في المعرض لدور تنشر تهتم في المقام الأول بصناعة الكتب إلا أن دار النفائس للنشر والتوزيع كانت لها رأي آخر حيث شاركت هذا العام ولأول مرة بمجموعة من الصحف والمجالات والوثائق التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 80 عاما.
من جانبه قال علي محمد علي أحد الشركاء بالدار إن الفكرة بدأت بتجميع قصاصات الصحف والمجلات من سور الأزبكية وأصحاب المكتبات إلى أن تطورت الفكرة وتم إنشاء دار نشر النفائس هدفها الأساسي تجميع تلك القصاصات وعرضها للبيع.
وأشار إلى أن الدار تضم مجموعة نادرة من المجلات المصرية والعربية والخليجية بالإضافة إلى صحيفة الأهرام التي يرجع تاريخها إلى عام 1950.
كما تشارك مكتبة الإسكندرية هذا العام في معرض الشارقة الدولي للكتاب، بالعديد من المطبوعات، حيث تعرض المكتبة أحدث مطبوعاتها منها كتاب "تجديد الخطاب الديني"، ويشتمل هذا الكتاب على أطروحات متنوعة من أهل العلم والثقافة والإفتاء والفقه، حاولوا فيها الاجتهاد للخروج بمفهومٍ لتجديد الخطاب والفهم الديني، والعمل على رفع راية الوسطية، والانتصار لحضارة وعظمة الدين.
وهناك أيضا كتاب "اليونانيون وبناء مصر الحديثة"، تأليف ألكساندر كيتروف، وكتاب "هيروغليفية شامبليون .. فقه اللغة والهيمنة على العالم"، وهو تأليف ماركوس ميسلينج، وتصدير الدكتور مصطفى الفقي، وترجمة علا العجيزي، وكتاب "سكندريات إتيان كومب"، تأليف إتيان كومب، وتصدير الدكتور مصطفى الفقي، وترجمة ندية عارف، وتحقيق حسام عبد الباسط.
ويضم الجناح كتاب "البلجيك على ضفاف النيل: تاريخ الزيارات الملكية وريادة الأعمال والاكتشافات الأثرية في مصر"، تحرير مارلين د. ماير وسيبيل دي كارتيه ديف، وترجمة السيد طه.
ولم تقتصر المشاركة المصرية على دور النشر فقط بل برزت من خلال دعوة مجموعة من الروائيين والكتاب المصريين الذين اشتهروا خلال الفترة الماضية من بينهم الكاتب أحمد الغندور الشهير بـ "الدحيح".
وقدم الدحيح خلال ندوة بمعرض الشارقة الدولي للكتاب تجربته مع القراءة وعلاقته بالكتب، وكيف قادته المطالعة إلى الغوص في مجالات علمية مختلفة، أخذته إلى حقل تبسيط العلوم الذي حقق بفضله شهرة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكشف "الدحيح" خلال اللقاء الذي جمعه بجمهور الدورة الـ 40 من المعرض ، أهمية وجود الشغف ودوره في دفع الأفراد إلى الانهماك في القراءة وغيرها من أنشطة التحصيل العملي، وقال: "إن الشغف مثّل له دافعاً للتعمق في قراءة مؤلفات علمية متنوعة، وضعت أمامه حقائق مدهشة في مجالات الفيزياء والرياضيات وعلم النفس وغيرها من الحقول".
وأكد أهمية خلق صلة مع الكتب تجعل من لحظة القراءة واكتساب المعرفة نشاطاً يولّد المزيد من الرغبة إلى الاكتشاف، وإلى تنمية حس الفضول في التوسع وطلب المزيد من المعلومات، وخاصة عندما يبدأ نشاط القراءة في سن مبكر.
وعرض "الدحيح" للجمهور محطات من تجربته في المطالعة، وسرد عناوين بعض الكتب التي عززت لديه الفضول ودفعته إلى التنقل بين حقول علمية استطاع توظيف جوانب من حقائقها في المحتوى الذي يقدمه عبر الإنترنت، واعتبر أن الاختيار المناسب للكتاب يجعل من القراءة فرصة لتكوين صلة لا تنتهي مع الكتب والمعارف التي تختزنها، وتضع القارئ أمام حلقات متوالية من الاكتشافات.