خاص| الجنيه المصري صامد في ذكرى «التعويم».. واقتصاديون يكشفون الأسباب

تمر ذكرى تحرير سعر الصرف الخامسة على الجنيه المصري صامدا بدعم من الإيرادات النقدية الأجنبية للبلاد؛ رغم جائحة كورونا وتداعياتها السلبية.

وشهد الجنيه المصرى حالة من الاستقرار فى مواجهة العملة الخضراء، رغم التقلبات السعرية لكافة العملات فى عدد كبير من الدول، وأرجع متعاملون فى سوق الصرف، في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز» الأمر إلى ارتفاع الاحتياطى النقدى وقوة الاقتصاد المصرى فى مواجهة التقلبات العالمية.

وأعلن البنك المركزي المصري، أمس الأربعاء، ارتفاع الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية إلى 40.849 مليار دولار بنهاية أكتوبر الماضى، مقابل 40.82 مليار دولار بنهاية سبتمبر السابق، وزادت إلى 40.672 مليار دولار في أغسطس من  40.609 مليار دولار في يوليو، بزيادة 63 مليون دولار.

سر استقرار الدولار أمام الجنيه المصرى

قال إيهاب الدسوقى، الخبير الاقتصادى بأكاديمية السادات، إن استقرار الدولار أمام الجنيه المصرى يرجع إلى الإصلاحات الاقتصادية التى اتخذها البنك المركزى المصري، التي انعكست إيجابا بجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغيرة المباشرة.

وارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي منذ يونيو 2020، أي منذ عام و4 أشهر بعد أن تراجعت إلى نحو 36 مليار دولار من ما يزيد عن 45.5 مليار دولار بسبب تداعيات جائحة كورونا، وهو ما انعكس على سعر العملة المحلية بالاستقرار خلال هذه الأشهر الماضية طبقًا لتطورها على بيانات الموقع الإلكترونى للبنك المركزى ليباع الدولار بسعر 15.75 مقابل 15.66 جنيه للشراء.

زيادة حصيلة قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج

وأضاف: «كما نجحت زيادة حصيلة قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج وتراجع الاستيراد وزيادة الصادرات فى تعزيز الاحتياطى النقدى، وبات الإيراد أعلى بكثير من الطلب وبالتالى أصبح الاحتياطى فى تزايد مستمر».

وبلغت إيرادات قناة السويس من العملة الصعبة، 4.090 مليار دولار في أول 8 شهور من العام 2021 مقابل 3.666 مليار دولار في نفس الفترة في 2020 بزيادة قدرها 11.6 في المئة، ما يمثل إنجازا حققته الهيئة في ظل التأثير السلبي لأزمة كورونا على كل المجالات ذات الصلة بحركة الملاحة الدولية والنقل البحري.

ويرى على الحريرى سكرتير الشعبة العامة لشركات الصرافة بالغرف التجارية فى تصريحات خاصة لـ«مستقبل وطن نيوز» أنه  منذ شهر يونيو من العام الماضى وحتى الآن لم تشهد شركات الصرافة أى شكوى من عدم توافر الدولار، ونقوم بتوفير الدولار لكافة العمليات الاستيرادية.

ارتفاع قيمة الصادرات المصرية إلى دول العالم

وكشفت بيانات رسمية الشهر الماضي، عن ارتفاع قيمة الصادرات المصرية إلى دول العالم خلال الـ5 أشهر الأولى من العام الجاري لتسجل نحو 15.5 مليار دولار، مقابل 11.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2020 بنسبة ارتفاع تبلغ نحو 30.1 في المئة، حيث تعد الصادرات أحد أبرز مصادر النقد الأجنبي للبلاد.

ويوضح سكرتير الشعبة العامة لشركات الصرافة بالغرف التجارية، أن هناك وفرة من العملة الصعبة في شركات الصرافة، وتؤول بعد تدبير احتياجات العملاء، إلى البنوك، لافتا إلى أن البنوك شهدت تدفقات نقدية ونموا متزايد بعد نجاح الإصلاح الاقتصادى السنوات الماضية.

انتهاء السوق السوداء 

وفي وقت سابق، توقعت مؤسسة «فيتش سولوشنز»، استمرار تداول الجنيه المصري، ضمن نطاق ضيق على الأجل القصير، متوقعةً أن تتراوح قيمة تداول الجنيه المصري بين 15.50 و15.80 جنيه مقابل الدولار على المدى القصير خلال 2021، بدعم من تحويلات العاملين بالخارج، وتعافي قطاع السياحة؛ ما يشكل دعما للقيمة الشرائية للجنيه المصري، بعدما شهدت تدفقات تحويلات العاملين بالخارج زيادة مستمرة بنسبة 10 في المئة، طوال فترة تفشي جائحة كورونا في 2021-2020.

وانتهت السوق السوداء للعملة في مصر قبل سنوات، بدعم من قرار البنك المركزي المصري، بتحرير سعر الصرف في 3 نوفمبر 2016، وبالإصلاحات الاقتصادية في القطاع المصرفي.