بعد التحذيرات من غرق الإسكندرية.. كيف تنفذ الدولة إجراءات حماية عروس البحر المتوسط؟
طرحت تصريحات بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، في قمة تغير المناخ في دورتها الـ26، والتي انتهت فعاليتها بمدينة جلاسكو البريطانية، أمس الثلاثاء، حول غرق مدن بأكملها من بينهم مدينة الإسكندرية في حال ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض 4 درجات مئوية، العديد من الاستفسارات والأسئلة، التي أثارت الجدل المصحوب بحالة ترقب وحذر، مما دفع محافظ الإسكندرية للتعليق على تلك التصريحات.
حديث رئيس وزراء بريطانيا عن غرق مدينة الإسكندرية في حال ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض عن معدلاتها الطبيعية 4 درجات مئوية ليس بالجديد، حسبما أوضح المهندس صابر عثمان، المنسق الأسبق لاتفاقية تغير المناخ في تصريحات خاصة لـ"مستقبل وطن نيوز".
"أربع درجات ونقول ودعًا لمدن بأكملها"، بهذه الجملة البسيطة حذر رئيس وزراء بريطانيا من اختفاء أكثر من مدينة من على خريطة العالم، إذا لم يتم التصدي إلى ظاهرة تغير المناخ، مشيرًا إلى أن تلك المدن هي "ميامي الأمريكية، وشنجهاي الصينية، والإسكندرية المصرية".
ويقول المنسق الأسبق لاتفاقية تغير المناخ: "أنه صدر بحث عام 1997، للدكتور محمد الراعي، المتخصص في علوم المناخ حول التنبؤ بارتفاع سطح البحر عن منسوبه الطبيعي بواحد متر أو نص متر في ظل ارتفاع درجات حرارة سطح الكرة الأرضية ماذا سيحدث؟".
وأوضح عثمان، أن البحث توصل إلى غرق مدن بأكملها، لأن ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض سيؤدي إلى ذوبان الجليد، مما يؤدي إلى تمدد البحار والمحيطات، والتي بدورها ستغرق المناطق المنخفضة التي حولها.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، إن معلومة احتمالية غرق مدن حول العالم في عام 2100 بسبب تغير المناخ ليست جديدة، بل بمثابة مصباح أحمر مضيء لدينا منذ فترة، لكن البعض يتعامل مع الموقف على طريقة لا تقربوا الصلاة، كون الدولة تنفذ نظم حماية، مشيرًا إلى أن الدولة تعرضت خلال السنوات الماضية لسيول يمكن وصفها بحدث متطرف.
وأكد وزير الري - في تصريحات صحفية - أن الدولة اتخذت إجراءات على مدار السنوات الماضية، لتنفيذ حماية للشواطئ، مع صيانة مخرات السيول بشكل سنوي، مشيرًا إلى أن الدولة تتعامل مع الأحداث المتطرفة الخاصة بالمناخ بأسلوب الإنذار المبكر، لذلك تصدر الحكومة قرارات بمنح إجازات في أيام موجات المطر الشديدة.
ولفت إلى أن ارتفاع الموجات يصل أحيانا في الإسكندرية إلى 15 و20 مترًا خلال السنوات، وهو ما لم يكن يحدث من قبل، موضحًا أن الدولة نفذت أعمال حماية لقلعة قايتباي، بعدما عرضت للانهيار بسبب النخر.
وعلق اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، على تصريح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي حذر فيه من اختفاء الإسكندرية حال ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل 4 درجات، قائلًا: إن "التغيرات المناخية منذ عام 2015 أدت إلى تعرض المحافظة لسيول وفيضانات".
وقال الشريف في تصريحات تليفزيونية: إن "السيول والأمطار تزداد كل عام على الإسكندرية منذ عام 2015، وتسبب مشكلات كبيرة للمحافظة، وخاصة النوات التي تحدث في أمواج عاتية".
وأشار المنسق الأسبق لاتفاقية تغير المناخ، إلى أن الإسكندرية هي أكثر نقطة منخفضة في الدلتا، بالإضافة إلى أنها تطل على سواحل البحر الأبيض المتوسط، مما يعرضها في حالة ارتفاع درجات الحرارة لتمدد مياه البحر الأبيض المتوسط، ونهر النيل بسبب ذوبان الجليد فتغرق المدينة.
وتابع محافظ الإسكندرية، أن الدولة تعمل جاهدة لوضع حواجز أسمنتية لحماية الشواطئ في العديد من المناطق كمنطقة القلعة، والمناطق التي تشهد زيادة في ارتفاع منسوب المياه ومخاطر، موضحًا أن تلك الحواجز إما تحت المياه أو مرتفعة عن السطح.
وأشاد الشريف بجهود الدولة وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بصرف 1.3 مليار جنيه لمنظومة الصرف الصحي في الإسكندرية، مشيرًا إلى أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وجه ببدء وزارة الإسكان العمل على تعديلات الصرف الصحي لمواجهة الأمطار والنوات وكميات المياه التي ازدادت.
وأضاف المنسق الأسبق لاتفاقية تغير المناخ، أن المدن المصرية المطلة على سواحل البحر الأحمر ليست معرضة للغرق مثل مدينة الإسكندرية، لأنها ليست منخفضة، فهي مرتفعة عن مستوى مياه البحر الأحمر مما يحميها من الغرق.
يذكر أن مدينة الإسكندرية لها مكانة خاصة في قلوب المصريين، وأطلق الكثير من كبار الكتاب والشعراء وكتاب الأغاني عليها الكثير من الألقاب في أعمالهم الفنية، منها “الجميلة المارية”، و"عروس البحر الأبيض المتوسط".