4
قمة جلاسكو.. محطة على طريق مصر نحو «مستقبل آمن» من الغرق والتصحر
تتمثل أهمية قمة تغير المناخ في نسختها الـ26، التي انتهت فعاليتها، اليوم الثلاثاء، بمدينة جلاسكو البريطانية، في أنها أول قمة تسعي لمراجعة مدى التقدم أو التأخر الذي أحرزه العالم، نحو الأهداف المطلوبة منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015.
ما الذي يمكن أن تجنيه دول العالم ومن بينها مصر، حال الالتزام بالتعهدات الدولية التي أوصت بها قمة تغير المناخ بجلاسكو للحفاظ على مناخ مستقر لا تزيد درجة حرارته عن درجتين مئويتين على أقصى تقدير؟.
ووفقا لخبراء تحدثوا إلى "مستقبل وطن نيوز"، فإن نحو 200 دولة شاركت في قمة المناخ كوب 26، بالإضافة إلى الدول التي لم تشارك بشكل رسمي، يمكنها تجنب احتمالية اختفاء مدن وغرق الدلتا فى مناطق بعينها، بالإضافة إلى الشح المائي، والندرة الغذائية، وإصابة شعوبهم بأمراض السرطان المختلفة، حال التزمت بتعهداتها.
وكجزء من اتفاقية باريس للمناخ المبرمة عام 2015، اتفقت الدول على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والحد من زيادة درجة حرارة الأرض في هذا القرن إلى درجتين مئويتين، قياسا بعصر ما قبل الثورة الصناعية، ومتابعة الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية.
وتضمنت الاتفاقية تقديم الدول لخطط العمل الخاص بها وكيفية تحقيق أهدافها، وهذا ما ستجري مناقشته في القمة المنتظرة.
تصريحات بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا البلد المضيف لقمة تغير المناخ "كوب 26"، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، وكثير من رؤساء دول وحكومات العالم تنذر بخطر قاب قوسين أو أدنى من كوكب الأرض.
ووصف رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون -خلال كلمته الافتتاحية في قمة تغير المناخ بجلاسكو- التغيرات المناخية المقبل عليها العالم بـ"ساعة الصفر"، وما لايقل عن 4 ملايين شخص حول العالم عانوا من تداعيات تغير المناخ حسبما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة.
ما التغيرات التي ستطرأ على مصر من تغير المناخ؟
وأوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي -في كلمته خلال اجتماع الشق رفيع المستوى من قمة الأمم المتحدة للتغيرات المناخية "كوب 26"، أمس الاثنين- أن مصر بادرت باتخاذ خطوات جادة لتطبيق نموذج تنموي مستدام، يأتي تغير المناخ والتكيف مع آثاره في القلب منه، ويهدف إلى الوصول بنسبة المشروعات الخضراء الممولة حكوميا إلى 50% بحلول 2025 و100% بحلول 2030.
فما التغيرات التي ستطرأ على مصر حال انفلات المناخ العالمي؟ والتي تجعلها حريصة بكل السبل لإيجاد حلول لإيقاف عملية تغيير المناخ عالميًا.
يقول المهندس صابر عثمان، المنسق الأسبق لاتفاقية تغير المناخ، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز": "انتبهت مصر إلى خطورة قضية تغير المناخ، منذ توقيعها على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في 9 يونيو 1992، التي دخلت حيز التنفيذ في 21 مارس 1994".
تأثر حركة السياحة مرتبطة بشكل وثيق بتغير المناخ
ويوضح المنسق الأسبق لاتفاقية تغر المناخ، أن هناك عوامل خطر عدة تهدد مصر في حال عدم سيطرة دول العالم على ظواهر التغيرات المناخية، منها تأثر المحاصيل الزراعية، والثروة السمكية، وحركة السياحة، وشح مائي.
وتمثل مصادر الطاقة المتجددة اليوم في مصر، كما أشار الرئيس عبدالفتاح السيسي -في كلمته بقمة كوب 26- نحو 20%، من مزيج الطاقة في مصر، وتعمل مصر على وصولها إلى 42% بحلول عام 2035 بالتزامن مع ترشيد دعم الطاقة.
ويقول الدكتور على قطب، الرئيس السابق للهيئة العامة للأرصاد الجوية، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز": "مصر في حال تغير المناخ شأنها شأن باقي دول العالم، سيصيبها كوارث طبيعية كبرى، نتيجة عملية الاحتباس الحراري، وتلف المحاصيل الزراعية، وتعرض بعض المناطق المصرية للغرق، خاصة المناطق القريبة من سواحل البحر الأبيض المتوسط".
غرق الدلتا نهاية القرن 21
ويحذر عثمان، من غرق الدلتا في نهاية القرن الحالي، نتيجة الارتفاع في متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية، الذي يؤدي إلى ذوبان القطبين، وتمدد حركة مياه البحار والمحيطات، ومع كون الدلتا أكثر منطقة منخفضة في مصر، فإنها تصبح الأكثر عرضة للغرق، فى ظاهرة لا تهدد مصر وحدها، بل تواجه الدلتا في بنجلاديش وفيتنام أيضا.
ونوه الرئيس السيسي -في كلمته أمام قمة كوب 26- بأن مصر تعمل على التحول إلى النقل النظيف من خلال التوسع في شبكات المترو، والقطارات، والسيارات الكهربائية، وتجهيز البنية التحتية اللازمة لذلك، فضلاً عن إنشاء المدن الذكية والمستدامة، كما تنفذ مصر مشروعات لترشيد استخدامات المياه، وتبطين الترع، والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية. ولتمويل تلك المشروعات، وأصدرت مصر مؤخرا الطرح الأول للسندات الخضراء بقيمة 750 مليون دولار.
اتساع ثقب الأوزون سيؤدي للإصابة بكافة أمراض السرطان
ويشيد المنسق الأسبق لاتفاقية تغير المناخ، بجهود الدولة المصرية في إطار مواجهة تغير المناخ على أسس مؤسسية، منها تأسيس إدارة مركزية لتغير المناخ بوزارة البيئة، والمجلس الوطني لتغير المناخ برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وإصدار تقارير تحت اسم "الابلاغ الوطني" خاصة بتغير المناخ، وصلت إلى 3 تقارير.
وحتى تضع مصر هذه الجهود في إطارها المؤسسي، انتهت من إعداد الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، التي ستفتح الطريق أمام تحديث مصر لمساهماتها المحددة وطنيا، بحيث تكون السياسات والأهداف والإجراءات المتضمنة بهذه المساهمات مكملة لجهود الدولة التنموية ولمساعيها للتعافي من آثار جائحة كورونا، لا عبء عليها.
ويضيف الرئيس السابق للهيئة العامة للإرصاد الجوية، أن اتساع ثقب طبقة الأوزون، له تأثيره الصحي أكبر من البيئي، فتسرب الأشعة فوق البنفسجية إلى كوكب الأرض ستزيد من نسب الإصابة بمرض السرطان.
ويشير قطب، إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى تقلب حالة الطقس؛ ما يؤدي إلى ندرة الغذاء نتيجة تلف العديد من المحاصيل الزراعية، مثلما حدث هذا العام في موسم زراعة المانجو، والشح المائي لتبخر المياه، وتوغل ظاهرة التصحر.