خاص| إقبال على شراء «المستعمل» في سوق السيارات.. والتجار: «الزيرو» السبب
سجلت مبيعات السيارات المستعملة في السوق المحلي طلبًا متزايدًا بلغ نسبة تجاوزت 50 بالمئة، في وقت يرى التجار، في تصريحات لـ«مستقبل وطن نيوز» أن تراجع المعروض من السيارات الحديثة «الزيرو» إثر أزمة نقص الرقائق الإلكترونية، أحد أهم عوامل الإقبال على شراء «المستعمل».
من جانبه، يقول إيهاب المسلمي نائب رئيس شعبة السيارات بالغرف التجارية، إن هناك ارتباط بين المعروض من السيارات الزيرو والمستعمل فكلما زاد المعروض من الزيرو زاد المستعمل، لافتًا إلى أن زيادة الأسعار وتراجع إنتاج السيارات الزيرو رفع الطلب على المستعمل.
أزمة نقص الرقائق الإلكترونية عالميًا تعمق جراح المنتجين
وضاعفت أزمة نقص الرقائق الإلكترونية وأشباه المواصلات، من متاعب إنتاج السيارات عالميًا، حيث تتواصل الأزمة منذ 20 شهرًا، وسط توقعات باستمرارها حتى نهاية العام الجاري، متسببةً في تراجع الإنتاج والمعروض من السيارات بسبب هذه القطعة الصغيرة.
ويوضح إيهاب المسلمي، أن هناك إقبالاً على شراء السيارات المستعملة حاليًا، في ظل أزمة نقص المعروض من السيارات الحديثة وتوقف بعض الشركات عن الإنتاج جزئيًا بسبب أزمة الرقائق الإلكترونية، مشيرًا إلى أن ارتفاع الطلب على «المستعمل» يرفع سعره بشكل نسبي.
وتأثرت بنقص القطعة الإلكترونية، شركات عملاقة مثل «تويوتا»، «فولكس فاجن»، «أودي»، «سيات»، «فولفو»، «فورد موتورز»، وقُدرت خسائر الشركات المنتجة بـ100 مليار دولار، جراء تراجع الإنتاج وبالتالي تراجع مبيعاتها الفترة الماضية، مقارنة بما كانت عليه.
توجه حالي إلى «المستعمل» كوسيلة لاقتناء سيارة خاصة
من جهته، يشير اللواء عفت عبد العاطي رئيس شعبة السيارات بالغرف التجارية، إلى أن سوق الزيرو يشهد حالة من الترقّب والحذر نتيجة انتشار ظاهرة «الأوفر برايس» التي قفزات بالأسعار وذلك رغم تفضيل العديد من المشترين للسيارات الجديدة، حيث توجهت شريحة كبيرة من المستهلكين إلى السيارات المستعملة كوسيلة لاقتناء سيارة خاصة.
وبدأت الحكومة ممثلة في وزارة قطاع الأعمال العام ووزارة التجارة والصناعة، العمل على استراتيجية لتصنيع سيارات كهربائية مصرية، بالاستعانة بالخبرات الصينية، عبر إعادة إحياء شركة النصر للسيارات مرة أخرى، في وقت تختبر فيه الأخيرة، عدد من السيارات الكهربائية النموذج في شوارع القاهرة، تمهيدًا لبدء الإنتاج محليًا.
وأوضح رئيس شعبة السيارات بالغرف التجارية، أن السيارات المستعملة باتت الخيار الأمثل لشريحة كبيرة من العملاء الراغبين في اقتناء سيارة خاصة، وذلك دفع العديد من وكلاء السيارات المعتمدين والموزعين إلى تدشين صالات عرض لبيع السيارات المستعملة مع توفير وسائل تمويلية مناسبة لبيعها بالتقسيط.
مبيعات السيارات المستعملة في السوق تقدر بضعف «الزيرو»
وبتوجيهات من القيادة السياسية طرحت الحكومة، مبادرة إحلال السيارات المتقادمة، لتوفير بدائل حديثة بوقود نظيف للسيارات المتقادمة المُسيرة في مصر منذ أكثر من 20 عامًا، ما يمثل أول تحرك رسمي قوي لإنهاء ملف السيارات المتقادمة، والحد من انبعاثات الملوثات الضارة بالبيئة من عوادم هذه السيارات، وتقدم مبادرة إحلال السيارات أسعارًا خاصة للسيارات المشاركة بها، وحافزًا أخضر مقابل تخريد السيارات المتقادمة.
ويرى أسامة أبو المجد رئيس رابطة تجار السيارات، إن مبيعات السيارات المستعملة في السوق المحلية تقدر بضعف السيارات الزيرو حاليًا، والسبب في ذلك هو عدم تناسب مستويات الدخول مع أسعار الزيرو التي تعد مرتفعة، خاصة أزمة الرقائق الإلكترونية وهناك تخوفات من حدوث ظاهرة «الأوفر برايس» في المستعمل بعد تراجع إنتاج الزيرو وارتفاع أسعارها، مضيفًا أن سوق المستعمل مقبل على زيادات أسعار بسبب نقص التوريدات من السيارات الزيرو.
ويشير رئيس رابطة تجار السيارات، إلى أن كافة العوامل السابقة أدت إلى أن التداول على السيارات المستعملة أصبح أكبر بكثير من الزيرو، وأن مخاوف المستهلكين من اقتناء سيارة مرتفعة السعر أدى إلى تأجيل قرار الشراء بهدف الحفاظ على السيولة المتاحة، ومع التفكير في خيار اقتناء مستعملة كبديل لحين استقرار الأوضاع الاقتصادية.
