الحكاية الكاملة لزراعة أعضاء الخنازير في جسم الإنسان
بعد نجاح جراحين أميركيين في زراعة كلية خنزير في جسم إنسان، حالة من الجدل شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، وارتفعت عمليات البحث عبر محرك البحث الشهير جوجل في الساعات القليلة الماضية حول: ما إن كان هذا الأمر حلال أم حرام، الأمر الذي جعل علماء الإفتاء والأزهر يتدخلون فأحله علماء الإفتاء واختلف عليه علماء الأزهر.
ومنعًا لهذا الجدل والحيرة علق الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على نجاح أول تجربة لزراعة كُلية خنزير في جسم إنسان، قائلًا: "إن الحفاظ على حياة مريض بنقل جزء الخنزير مباح في حالة التداوي".
وأضاف الدكتور خالد عمران، -خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي خيري رمضان، في برنامج "حديث القاهرة"، المذاع عبر قناة القاهرة والناس_، أن زرع عضو من خنزير في جسم الإنسان من أجل العلاج يدخل في نطاق الضرورة ومباح شرعًا.
وتابع أن زرع عضو من الخنزير للإنسان بقصد العلاج تجعل المريض في حكم المضطر، لافتًا إلى أن أكل لحم الخنزير حرامًا بنص القرآن الكريم أما في حالة الحفاظ على حياة الإنسان فذلك مباح.
قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالأزهر، إن التداوي بكلية الخنزير مُحرَّم، قائلًا: رأيي في حُرمة التداوي ليس ملزمًا للكافة بل هي وجهة نظر شخصية يُأخذ أو يُرد عليها وليس مقطوعًا بها.
وقال لاشين، خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج "الحكاية"، المُذاع عبر فضائية "mbc مصر"، مساء السبت، إن الله خلق الداء، وخلق معه الدواء، ولن يحتاج شخص إلى زرع كلى من حيوان مُحرم إلى قيام الساعة مثل الخنزير.
وأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أنه إذا تعارضت صحة الأبدان مع صحة الأديان تقدمت صحة الأديان، لأن صحة الدين تؤدي إلى صحة البدن وليس العكس.
وتابع أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن الله قدم الدين على الأمن ومنه الأمن الصحي للإنسان وبدنه، مستشهدًا بقوله تعالى «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».
ومن جانبه قال الشيخ إبراهيم رضا أحد علماء الأزهر الشريف، أن الضرورات تبيح المحظورات ولا حرج في زراعة كلى خنزير في جسم إنسان، لقوله تعالى “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، مضيفًا: “نحن أصبحنا نقدس ثقافة وفتاوى الموت على الحياة ونقدم الحكم الشرعي على الفتوى مع أن الله أجاز لنا الأخذ بالأسباب عند الضرورة الملحة”.
ورد الشيخ إبراهيم رضا، على فتوى الدكتور عطية لاشين، قائلًا: “وردت فتوى للشيخ في موقع القاهرة 24 تنص على أنَّ (اللَّهَ لم يجعَلْ شفاءَكُم فيما حرَّمَ عليكُم، ويعني أن الله- سبحانه وتعالى- لم يجعل شفاء الأمة فيما حُرِّمَ عليها)، مستشهدا على صحة رأيه بما جاء في قضية الأنسولين التي كانت مثارة في الثمانينيات والتي كانت محل جدل حول التداوي بعقار الأنسولين المشتق من الخنزير والأبقار.
وأضاف الشيخ إبراهيم رضا: لو واحد في الصحراء ولم يجد طعامًا غير خنزير نافق، لو قلت لهذا الشخص الحكم في تحريم أكل لحم الخنزير فقد قتلته، ولو قلت له الفتوى التي تجيز أكل الميتة فقد أنجيته من موت محقق.
وقد حسمت دار الإفتاء، هذا الأمر، حيث قالت، إن ذلك يجوز عند الضرورة، حيث أن الحيوانات النجسة لا يجوز اللجوء إليها إلا عند الضرورة القصوى إذا تعينت، ولا تصح في وجود الأجزاء الطاهرة المباحة.
ورآت الافتاء، في ردها على سؤالًا حول «جواز استخدام مشتقات من الخنزير في العلاج والتداوي بها»، وجاء ضمن الاجابة ما يفيد في الإجابة على سؤال حلال ام حرام .. زرع أعضاء الخنزير في جسم الانسان، قائلة: « إذا كانت الضرورة ملحة في أخذها من حيوان الخنزير فإنّها تكون ضرورة يجوز العمل بها؛ لأن زرع عضوٍ من حيوانٍ كالخنزير في جسم إنسانٍ مسلمٍ يعتبر من الضرورات عند عدم وجود الحلال، فالأصل ألَّا يكون ذلك إلا عند الضرورات، وللضرورة أحكامها، على أن يُراعَى بأن ما أبيح للضرورة- يقدر بقدرها- وأن يقرر ذلك الثقات العدول من أطباء المسلمين».
كان قد أعلن علماء أمريكيون نجاحهم في جعل كلية خنزير معدل وراثياً تعمل على الإنسان، مؤكدين أن ذلك يعد إنجاز يمثل أملاً لكثير من الأشخاص الذين ينتظرون الخضوع لعمليات زرع.
وفي حال أكدت تجارب لاحقة هذا النجاح، قد تصبح تربية الخنازير يوماً ما وسيلة لتوفير الأعضاء للإنسان الذي يحتاج إليها، كالكلى والرئتين والقلب وسواها.
وأجريت العملية في 25 سبتمبر في مستشفى لانجون الجامعي في نيويورك، باستخدام كلية خنزير خضع لتعديل وراثي لكي لا يلفظ جسم الإنسان الكلية.
ولم تُزرَع الكلية داخل جسم الإنسان بالمعنى الدقيق للكلمة، بل تم وصلها بالأوعية الدموية لمريض ميت دماغياً، كانت عائلته قد أذنت بالتجربة، على مستوى الجزء العلوي من ساقه، واستغرقت العملية نحو ساعتين.
وقال مدير معهد لانجون لزراعة الأعضاء في جامعة نيويورك روبرت مونتجومري لوكالة فرانس برس إن الكلية عملت بشكل جيد خلال يومين ونصف يوم من التجربة، وأوضح أنها أدت الدور الذي يفترض أن تؤديه، إذ أنتجت البول.
ويوجد حالياً نحو 107 آلاف أمريكي على قائمة الانتظار لعمليات زرع أعضاء، بينها 90 ألف عملية زرع كلى، ويموت يومياً 17 شخصاً في الولايات المتحدة ممن يحتاجون إلى عمليات زرع.
وتُستخدم صمامات قلب الخنزير أصلاً على نطاق واسع لدى البشر، ويمكن استخدام جلودها في عمليات زرع لمعالجة الحروق الشديدة
وبعد 54 ساعة، كانت الكلية لا تزال تعمل بشكل مثالي ولم يلفظها جسم المريض.