خاص| بعد الزلازل الأخيرة.. هل تصل غازات براكين أوروبا إلى مصر؟
تصاعدت مخاوف المصريين، على مواقع التواصل الاجتماعي، في الـ24 ساعة الأخيرة، بسبب تداول معلومات غير رسمية، عن تعرض مصر لغازات وسحب بركانية، جراء براكين في أسبانيا واليونان القريبتين من البلاد، لكن خبراء تحدثوا إلى “مستقبل وطن نيوز”، قللوا من تأثير هذه الغازات، في الوقت الراهن.
وعاد بركان “لابالما” للنشاط من جديد في جزر الكناري القريبة من المملكة المغربية، منذ نحو 34 يومًا، ليثير قلق سكان أوروبا وشمال إفريقيا وبعض الدول الأسيوية، نظرًا لخطورة الأدخنة والحمم المتصاعدة من الفوهة البركانية، فيما تتعرض جزيرة كريت اليونانية، القريبة من الإسكندرية، لهزات أرضية متعددة نتيجة نشاط بركاني بشكل شبه متواصل، يؤثر على المناطق المحيطة بها، لاسيما في وجود الرياح التي تحمل الأبخرة والغازات المتصاعدة.
بركان اليونان يؤثر على مصر
وكشف الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية - في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز" - أن سماء مصر تتعرض خلال الوقت الجاري لبعض السحب والأبخرة البركانية، بسبب نشاط بركان في اليونان، القريبة من مصر، مستدركا، بقوله: "الأبخرة البركانية الموجودة في مصر بسبب بركان اليونان، قليلة للغاية، ولا داعي للقلق منها".
وتعرضت مصر خلال الفترة الأخيرة إلى مجموعة من الزلازل، التي وصلت قوة إحداها إلى أكثر من 6 درجات على مقياس ريختر، بسبب تأثير البراكين النشيطة في أوروبا.
غازات بركان لابالما تصل مصر
من جهته، كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، في حديث إلى "مستقبل وطن نيوز"، أن 70% من دول العالم تأثرت بنشاط بركان “لابالما” الموجود في جزر الكناري القريب من الحدود المغربية.
وأضاف شراقي، أن السحب المحملة بالغازات من بركان “لابالما”، وصلت إلى مناطق غرب أوروبا أولًا مثل البرتغال وإسبانيا وفرنسا، ووصلت أيضا إلى شرق أوروبا وبعض دول آسيا، وهي حاليًا متجه إلى مصر بسبب اتجاه الرياح نحو السواحل المصرية، ومن المتوقع أن تصل السحب المحملة بثاني أكسيد الكبريت إلى مصر غدًا الأحد وتستمر يومي الإثنين والثلاثاء إلى أن تتلاشى بشكل نهائي.
وطمأن شراقي، المواطنين بأن تلك الغازات لن تؤثر عليهم نهائيًا، إذ أن السحب البركانية موجودة على ارتفاع يتراوح ما بين 3000 - 5000 متر فوق سطح البحر، لافتًا إلى أن البركان يوجد على ارتفاع 1300 متر فوق سطح البحر، وبه فوهات عديدة، بجانب وجود جبل ملاصق للبركان لا يسمح بمرور الغازات، في حال وجود الرياح سوى على ارتفاع لا يقل عن 2500 متر من سطح البحر.
وتسبب بركان لابالما في تدمير ما يزيد على 1800 مبنى، وسط توقعات بعدم هدوء البركان في الوقت الجاري، إذ لا تزال أمواج من الحمم البركانية تتدفق ببطء نحو البحر.
وحرصت السلطات الإسبانية على تنفيذ عمليات الإجلاء لسكان جزر الكناري سريعًا، مما حال دون وقوع ضحايا على الجزيرة التي يقطنها نحو 85 ألف نسمة، مما دفع شركات الطيران إلى إلغاء رحلاتها إلى تلك الجزر.
وذكر شراقي، أن تأثير الغازات البركانية سيؤثر على سكان الدول في حال وجود سحب محملة بالأمطار، ملاصقة للغازات في الهواء، مما يؤدي إلى سقوط أمطار حمضية عديمة اللون، وحدوث تفاعل، يؤدى إلى تكوين حمض الكبريتيك (ماء نار).
وتوقع شراقي أن يستمر بركان لابالما عدة شهور، وبالتالي من الممكن أن تصل الغازات البركانية إلى مصر بعد زوالها من مصر الثلاثاء المقبل.