«دون إجراءات تباعد».. كيف كانت صلاة الجمعة في الحرم المكي؟
بعد مرور 18 شهرًا عصيبة؛ بسبب انتشار جائحة كورونا، التي أودت بحياة ملايين المواطنين حول العالم، عادت الحياة إلى طبيعتها في صلاة الجمعة داخل الحرم المكي، الذي فتح أبوابه ليستقبل المصلين بكامل طاقته الاستيعابية.
وأزال القائمون على الحرم المكي العلامات من على أرض المسجد، التي كانت تساعد المصلين على الحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي الآمنة؛ ما سُمح للزوار بالصلاة جنبًا إلى جنب، كما اعتادوا قبل سنة ونصف.
وتم وضع قواعد صارمة للصلاة داخل الحرم المكي من ضمنها الحصول على جرعتي لقاح فيروس كورونا المستجد، وارتداء الكمامات، بالإضافة إلى استمرار عمليات التطهير والتعقيم للحرم بشكل مستمر للحفاظ على صحة المصلين.
الجمعة الأولى في الحرمين دون تباعد
وفتحت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم الجمعة، 50 بابًا للدخول والخروج، وتهيئة جميع المصليات بالمسجد الحرام، وتقديم الخدمات والتسهيلات لقاصديه من المصلين والمعتمرين، ليؤدوا مناسكهم في أجواء إيمانية آمنة.
وحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، كثفت الإدارة العامة للتوسعة الشمالية جهودها بعد الاستفادة من جميع المساحات والأماكن المخصصة للصلاة، التي تم تفعيلها، بعد إزالة ملصقات التباعد الجسدي بين المصلين، إذ أشرفت الإدارة على تعقيم وغسل وفرش المصليات وتعطير السجاد، وتوفير حافظات ماء زمزم.
ووزعت رئاسة الحرمين أكثر من 50 ألف عبوه ماء زمزم، على قاصدي المسجد الحرام في جميع مواقع المسجد الحرام وساحاته، ومتابعة توزيع الحقائب الأسطوانية داخل المصليات في عامة الأدوار المسموح لها بالصلاة وفق الإجراءات الاحترازية، وغسل كامل المسجد الحرام وتطهيره وتعقيمه.
وذكرت رئاسة الحرمين، أن في كل عملية تطهير تستهلك أكثر من 80 ألف لتر من المطهرات، و5000 عربة كهربائية وعادية لخدمة قاصدي المسجد الحرام، إضافة إلى تطبيق "تنقل" الذي من خلاله تقديم العربات قبل وبعد الاستخدام.
جاهزية منظومة الخدمات داخل الحرم المكي
وشدد المهندس سلطان بن عاطي القرشي، وكيل الرئيس العام للشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق، على جاهزية منظومة الخدمات الفنية والتشغيلية المقدمة لقاصدي المسجد الحرام، واستعداد كامل القوى البشرية الفنية لاستقبال قاصدي المسجد الحرام.
وأوضح القرشي أهمية رفع الكفاءة والطاقة التشغيلية لأصول المسجد الحرام، شاملة العناصر الكهربائية والميكانيكية والإلكترونية، مع تهيئة المساحات المخصصة للصلاة وللطواف وللسعي لضمان جودة البيئة التعبدية لقاصدي بيت الله الحرام.
وذكر القرشي أنه تم تهيئة عناصر الحركة الرأسية كالسلالم والمصاعد الكهربائية، والتأكد من وجود المشغلين وعملها بالشكل المطلوب، أو الأفقية كالمنحدرات والجسور، وكذلك تجهيز المنظومة الصوتية والتأكد من سلامتها في مكبرية الأذان، وموقع مصلى الإمام ومخارج الصوت، بالإضافة إلى عمل الاختبارات الفنية اللازمة لمكبرات الصوت وأجهزته.
وأضاف أن الوكالة قامت بتجهيز جميع المواضئ ودورات المياه، والتأكد من تدفق المياه إليها بالشكل المناسب، لخدمة كامل طاقة المصلين في الحرم المكي.