السياحة تنظم احتفالية بمناسبة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل بأسوان
تنظم وزارة السياحة والآثار، بمناسبة ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، التي سيشهدها المعبد فجر غد الجمعة، احتفالية تضم مجموعة من الفعاليات بهذه المناسبة بأبو سمبل من قلب محافظة أسوان بحضور ٥٠ سفيرًا من سفراء أكثر من ٣٠ دولة في العالم في مصر، وتحت رعاية البنك الأهلي المصري.
واستهل، اليوم الخميس، الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، هذه الفعاليات بإلقاء محاضرة عن معبدي أبي سمبل، تناولت تاريخهما والقصة العظيمة لحملة إنقاذ المعابد المصرية لبناء السد العالي حيث تم نقل أكثر من ٢٠ معبد ومقصورة بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
واستقبل اليوم، اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، الوزير والسفراء والوفد المشارك من الوزارة الذي ضم غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة، وعمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، ومساعدي الوزير لكل من الشئون الفنية والترويج، والمشرف العام على الإدارة العامة العلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، وبعض مستشاري الوزير.
واستهل الدكتور خالد العناني المحاضرة بالترحيب بالسفراء، متمنيا لهم الاستمتاع بمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل التي سيشهدها المعبد غدا، التي تعتبر أكبر ظاهرة فلكية هندسية في العالم، موضحا أن الأثريين يعتبرون معبد أبو سمبل العجيبة الثامنة من عجائب الدنيا السبعة للعالم القديم؛ حيث إن قصة اكتشافه والنقوش على جدرانه وألوانها في حد ذاتها عجيبة، وعليها سُجلت معركة قادش وأول معاهدة سلام في تاريخ البشرية.
واستعرض الدكتور خالد العناني -من خلال عرض تقديمي- تاريخ وقصة اكتشاف المعبد والطريقة العلمية التي تمت بها عملية نقله وإنقاذه بمراحلها المختلفة، لافتا إلى أن عملية إنقاذ معبدي أبو سمبل بدأت في ستينيات القرن الماضي من قبل فريق متعدد الجنسيات يضم علماء الآثار والمهندسين ومشغلي المعدات الثقيلة الماهرة.
وأشار إلى أن عام ٢٠٢٢ سيكون عاما هاما لمصر، لافتا إلى أنه سيشهد مرور ١٠٠ عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون وكذلك مرور ٢٠٠ عاما على فك رموز الكتابة المصرية القديمة (الهيروغلفية)، وأضاف أن كل قرن من الزمن تعطي مصر شيئا وذكري تاريخية هامة لا تُنسى للبشرية.
وألقى الوزير الضوء -خلال حديثه- على أهم التطورات التي يشهدها القطاع السياحي والأثري في مصر، والخطوات التي اتخذتها مصر للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والسائحين والعاملين بالقطاع، مستعرضا أهم الإجراءات الاحترازية والوقائية وضوابط السلامة الصحية التي تتخذها الدولة المصرية، ويتم تطبقها بكل دقة وجدية في المنشآت الفندقية والسياحية والمتاحف والمواقع الأثرية والمطارات والأنشطة السياحية المختلفة، التي تم وضعها وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا.
وذكر العناني أن المقصد السياحي المصري مقصدا آمنا، وينفرد بتميزه طوال العام وبمقوماته السياحية والأثرية التي لا مثيل لها، مشيرا إلى أنه يقدم للسائح تجربة سياحية متفردة بأمان كامل يستمتع خلالها بشواطئ مصر الخلابة وجوها الرائع والمشمس والصحي، إلى جانب الاستمتاع بالحضارة المصرية العريقة وآثارها الفريدة.
ولفت إلى أن مصر تعمل الآن على تعزيز الاستفادة من هذه المقومات السياحية والأثرية من خلال خلق منتج سياحي جديد متكامل يجعل السائح يستمتع بتجربة سياحية فريدة ومميزة ويعطيه فرصة للاستمتاع بالأنماط السياحية المختلفة خلال زيارته لمصر؛ مثل دمج منتج السياحة الثقافية بمنتج السياحة الشاطئية والترفيهية، وربط مدن وادي النيل بالمدن السياحية الساحلية في منتج جديد عن طريق استحداث خطوط طيران داخلي تربط بين الأقصر وشرم الشيخ والغردقة وأسوان وأبو سمبل.
وأشار إلى أن بداية من يوم 27 أكتوبر الجاري سيتم تشغيل أول خط طيران من مدينة شرم الشيخ إلى مدينة الأقصر وسيكون سعر تذكرة الطيران ذهاب وعوة شاملة الضرائب بسعر موحد 1800 جنيه.
يذكر أن معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان يُعد واحدا من أشهر المعابد الأثرية الموجودة في مصر، حيث يشهد المعبد ظاهرة تعامد الشمس مرتين كل عام إحداهما يوم ٢٢ أكتوبر والأخرى ٢٢ فبراير من كل عام، ويقع بجانبه معبد صغير لزوجته نفرتاري، وهما متقابلان لا يفصلهما إلا وادٍ صغير.
وبدأت عملية إنقاذ معبدي أبو سمبل في ستينات القرن الماضي من قبل فريق متعدد الجنسيات من علماء الآثار والمهندسين ومشغلي المعدات، واستغرق العمل لنقل المعبدين قرابة ست سنوات، ليعاد تشييدهما في موضع أعلى بحوالي ٦٤ مترا، وبدأ العمل بتقطيع المعبدين بعناية فائقة إلى كتل كبيرة، وتم نقلها وأعيد تركيبها مرة أخرى في موقع جديد على ارتفاع حوالي 64 مترا، عن سطح مياه بحيرة ناصر وعلى بعد حوالي 180 متر من الموقع الأصلي، في واحدة من أعظم تحديات الهندسة الأثرية في التاريخ.