قائد القوات البحرية: ندعم الأمن القومي العربي عند باب المندب.. ونحمي السفن التجارية في مناطق التهديد
- القوات البحرية تنقل التكنولوجيا الحديثة من خلال التصنيع المشترك
- 21 أكتوبر 67.. يوم العزة والكرامة للقوات البحرية المصرية
- القيادة السياسية تحرص دائمًا على تطوير السلاح البحري
- تطوير القوات المسلحة لسلاحها مرتبط بالتوازن العسكري مع دول الجوار
في إطار احتفال القوات البحرية بعيدها الرابع والخمسون، كشف الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية العديد من الجوانب الهامة الخاصة بتطوير سلاح البحرية، وطرق إعداد وتدريب ضباط وضباط صف وجنود البحرية، وكيف يفرض سلاحنا البحري كامل سيطرته على المياه الإقليمية المصرية، ويحمي ثرواتنا الطبيعية من كل طامع.
** يتضمن تاريخ القوات البحرية سجل وافر من التضحيات والبطولات في سبيل مصر وشعبها العظيم، فما أسباب اختيار هذا اليوم بالتحديد عيدًا للقوات البحرية؟
يوم 21 أكتوبر 1967 هو يوم العزة والكرامة، واستعادة الثقة لقواتنا البحرية خاصة، ولقواتنا المسلحة، ولشعبنا العظيم عامة، ففي ذلك اليوم انتفضت فيه جميع أجهزة القوات البحرية حين تم رصد اقتراب أكبر الوحدات الإسرائيلية في ذلك الوقت "المدمرة إيلات" تبحر داخل المياه الإقليمية المصرية في جولة لاستعراض القوة صلفاً وغروراً، وعلى الفور اقتنصت القيادة السياسية والقيادة العسكرية واغتنمت الفرصة، وصدرت الأوامر التي لطالما انتظرها جنودنا البواسل بتنفيذ الهجوم على المدمرة الإسرائيلية إيلات.
في هذا اليوم المجيد تم تنفيذ هجمة بحرية مصرية مفاجئة ومباغتة بعدد 2 لنش صواريخ على المدمرة إيلات، وكانت الضربة قاصمة، والمفاجأة كبيرة، والتي دوت أصداؤها ليس فقط على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي، وإنما في جميع أنحاء العالم، وجاء الخبر مشئوماً على قوات العدو، برداً وسلاماً وعزاً وفخراً على قلوب جميع المصريين، تم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، وكان للقوات البحرية المصرية السبق في خوض أول معركة صاروخية بحرية في العالم، والتي أصابت العدو بارتباك وأذهلت العالم.
لتعلن القوات البحرية المصرية عن درجات استعداد عالية لتنفيذ المهام القتالية تحت مختلف الظروف، وفى جميع الأوقات، وتنفيذ تكتيكات قتالية أدت إلى تغيير في الفكر الاستراتيجي العالمي بتدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم بواسطة وحدات بحرية صغيرة الحجم، وإيذاناً ببدء عصر جديد ترفع فيه هامات جميع المصريين جنداً وشعباً، وتنكس فيه رؤوس العدو.
وحُفر تاريخ هذا الحدث بحروف من نور في قلوب ووجدان كل مصري، واتخذته القوات البحرية المصرية عيداً سنوياً لها.
** حرصت مصر على تطوير قدراتها العسكرية في كافة الأفرع والتخصصات، وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية، فهل تم التعاقد على أنظمة جديدة في ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح؟.. وما مدى ارتباط هذه السياسة بتأمين الأهداف الحيوية بالبحرين المتوسط والبحر الأحمر؟
في ظل التحديات الخاصة بالأمن البحري في منطقة الشرق الأوسط، وتعدد الصراعات الناتجة عن التغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومي المصري والعربي كان قرار القيادة السياسية للدولة بتطوير القوات المسلحة المصرية، بما يتناسب مع تقديرات دقيقة تتجه نحو المهام المستقبلية للقوات البحرية ضمن رؤية استراتيجية شاملة للحفاظ على الأمن القومي المصري، ودعم مطالبه، حيث سعت إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية، وذلك بالتعاقد على أحدث الوحدات البحرية ذات النظم القتالية والفنية المتطورة، من ضمنها امتلاك مصر لحاملات المروحيات، طراز "ميسترال"، والفرقاطات الحديثة طراز "فريم، جوويند، ميكو 200"، والغواصات طراز" 209 / 1400"، مما كان له الأثر على إحداث نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية، وجعلها قادرة على استمرار تواجد وحداتها البحرية بالمياه العميقة، والحفاظ على مقدرات الدولة بالمناطق الاقتصادية الخالصة، كما ساهم ذلك في التأكيد على الثقل الإقليمي لجمهورية مصر العربية، وجعل قواتنا البحرية نقطة اتزان لاستقرار مسرحي البحر المتوسط والأحمر، ومسار لا يمكن تجاوزه عند وضع الترتيبات الأمنية بالمنطقة.
** شاهدنا خلال افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية في شهر يوليو الماضي رفع العلم على عدد من الوحدات المنضمة حديثا لقواتنا البحرية، والتي تم بناءها في شركة ترسانة الإسكندرية، وترسانة القوات البحرية بأيادي وسواعد مصرية؟
حرصت القوات المسلحة على تطوير قدراتها العسكرية في كافة الأفرع والتخصصات، وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية، بضم قطع جديدة للأسطول البحري المصري من خلال الإحلال والتجديد للوحدات البحرية، والتي تخضع لعدة معايير منها التهديدات الحالية والمستقبلية، التوازن العسكري مع دول الجوار ، التطور العلمي والتكنولوجي في مجال التسليح ، والقدرات الاقتصادية للدولة من خلال التصنيع المشترك للوحدات البحرية بترسانة الإسكندرية البحرية من "فرقاطات طراز جو ويند، ريبات، لنشات 28م "، و الذى يعتبر الخطوة الأولى على طريق النجاح، حيث تمكنت الأيدي العاملة المصرية من اكتساب الخبرات والحصول على المعرفة من الشريك الأجنبي، حتى تصل بإذن الله إلى مرحلة التصنيع بأيدي مصرية بنسبة 100٪ .
** كيف ترى مستقبل الصناعات البحرية المحلية؟ وما الذي ستضيفه هذه القطع للقوات البحرية؟
إن أحد الركائز التي تقاس عليها قدرات بحريات العالم هي القدرة على التصنيع العسكري المحلى، فكانت رؤية القوات البحرية هي الإصرار على نقل التكنولوجيا البحرية الحديثة من خلال التصنيع المشترك مع الشركاء الدوليين، وهو ما ساهم بشكل كبير وفعال في إكساب العمالة المصرية خبرات جديدة ومتطورة أدى إلى اقتحام مجال الصناعات البحرية بشكل احترافي، وهو ما ساهم بشكل ملحوظ في تصنيع وإضافة عدد كبير من الوحدات البحرية مختلفة الأنواع والطرازات لتلبى كافة احتياجات القوات البحرية في كافة الاتجاهات، مما رفع القدرات القتالية للقوات البحرية، والقدرة على العمل في المياه العميقة، والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية وساهم في دعم الأمن القومي المصري، والحفاظ على المقدرات الاقتصادية الهامة بالبحر في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا.
** على مدار الفترة الماضية تم تسليح القوات البحرية وتزويدها بصفقات على درجة كبيرة من الأهمية، هل لذلك ارتباط بينه وبين تطوير البنية التحتية والإنشائية التي تشهدها القوات البحرية حالياً؟.. وما الغرض من إنشاء قواعد جديدة، وما تمثله قاعدة 3 يوليو البحرية من قيمة عسكرية واستراتيجية لمصر؟
اتساقاً مع قيام القوات البحرية بزيادة قدراتها في مجال انضمام وحدات بحرية حديثة عن طريق تدبير وحدات جديدة، تصنيع مشترك، فإن زيادة القدرات في الصيانة والإصلاح يتم على التوازي بإنشاء قواعد جديدة لاستقبال أكبر عدد من القطع البحرية، وكذا توفير قواعد لوجستية، ومناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية، لتوفر الانتشار المناسب والمتوازن بمسرحي العمليات البحري في "المتوسط -الأحمر"، بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية في اتجاه التهديد في أقل وقت ممكن، وقد تم تطوير وإنشاء قواعد بحرية جديدة بتصميم يفي بمطالب جميع الوحدات البحرية الحديثة، تزامناً مع إعادة تنظيم القوات البحرية في أسطولين، وعدد من الألوية البحرية التابعة لها، وانضمام الوحدات البحرية الحديثة" حاملات الطائرات المروحية، فرقاطات، لنشات، صواريخ، غواصات"، حيث تم إنشاء قاعدة برنيس البحرية، وقاعدة 3 يوليو البحرية، بالإضافة إلى قاعدة شرق بورسعيد البحرية.
** يقاس تقدم الشعوب بمدى امتلاكها لمنظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنية القادرة على الابتكار والتطوير والبحث وبناء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفني والصيانة والإصلاح، كيف يٌترجم هذا داخل القوات البحرية؟
تحرص بحريات الدول العظمى على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية العسكرية بمصر، وذلك لما تشهده القوات البحرية المصرية من تطوير متسارع ومتنامي بفضل الدعم المستمر من القيادة السياسية والعسكرية للدولة، حيث تسعى بحريات العالم إلى تنفيذ تدريبات مشتركة عابرة مع القوات البحرية المصرية، تأكيداً على ما توصلت له قواتنا من تقدم من خلال منظومة متكاملة تتكون من العنصر البشرى القادر على الابتكار والتطوير. يأتي ذلك من خلال التركيز على أهم مكونات القوة البحرية وهى:
1- العنصر البشرى، والذى يتم تأهيله بالمنشآت التعليمية للقوات البحرية بدءً من الجندي المقاتل، وانتهاءً بقادة الوحدات والتشكيلات على أحدث ما وصل إليه العلم العسكري البحري، وباستخدام مناهج مطورة، ومحاكاة تدريب، ووسائل تعليمية على مستوى عالمي، بالإضافة إلى اكتساب الخبرات من بحريات الدول المتقدمة، من خلال الدورات المنعقدة بالخارج أو المشاركة في التدريبات المشتركة.
2- منظومة تأمين فنى على أعلى مستوى، حيث تمتلك القوات البحرية ثلاثة قلاع صناعية، تتمثل في كل من "ترسانة القوات البحرية، الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، شركة ترسانة الإسكندرية"، وهى تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفني، وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقاً لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة.
وقد بدأت بالفعل في تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ، ولنشات الإرشاد، والقاطرات، بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا، حيث يجرى العمل في مشروع الفرقاطات طراز "جوويند"، بالتعاون مع الجانب الفرنسي، والفرقاطات طراز "ميكو 200 " بالتعاون مع الجانب الألماني، وتتم الصناعة في هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.
** في ظل التقدم المستمر في تكنولوجيا التسليح العالمية والمنظومات الحديثة التي زٌودت بها القوات البحرية، كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلي القوات البحرية وكذا طلبة الكلية البحرية للتعامل مع هذه المنظومات؟
سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية في منظومة الاستعداد القتالي للقوات المسلحة، ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين، وهو معنى بتأهيل الفرد المقاتل "فنيًا، تخصصيًا، لغويًا، تدريبيًا"، ليكون قادراً على استيعاب التطور العالمي في مجال التسليح، والتعامل مع المنظومات الحديثة، وتسعى القوات البحرية للاستمرار في تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف في جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية، كونهم العمود الفقري للقوات البحرية، حيث يتم توزيع ضباط الصف المتطوعين في مراحل التأهيل والتعليم الأساسي على المدارس البحرية والمنشآت التعليمية المطورة، وطبقًا لقدراتهم الشخصية، ويتم التركيز خلالها على التدريب النظري والعملي من خلال المدارس المتخصصة في العلوم البحرية لتأهيلهم في المناهج التخصصية المتطورة، والتي تشمل تخصصات التشغيل والإصلاح لتلبية احتياجات ومطالب القوات البحرية بطريقة علمية منهجية لمواكبة التطور في منظومة التسليح البحري العالمي من خلال وسائل التعليم الحديثة على يد ضباط متخصصين في هذا المجال. بالنسبة للضباط يتم تأهيلهم بدءاً من التقدم للكليات العسكرية، حيث يتم انتقاء أفضل العناصر، والتي تخضع للعديد من الاختبارات الحديثة والمتطورة، بما فيها من اختبارات سمات وقدرات، بالإضافة إلى الاختبارات النفسية المتطورة، التي تؤكد على مدى استعداد وكفاءة الطالب لمواكبة الحياة العسكرية، ويتم تأهيل الضباط في المراحل المختلفة منذ دخوله الخدمة، حيث يخضع إلى أحدث نظم التعليم المتطورة والمواكبة للتكنولوجيا الحديثة أثناء الدراسة، بالإضافة إلى اشتراكه في معسكرات التدريب الخارجي التي تجعله ملم بأحدث النظم في بحريات العالم وتدريبه العملي لفترات طويلة أثناء الإبحار على أحدث الوحدات البحرية المصرية.
وينتقل بعد ذلك الضابط إلى مرحلة التدريب طوال فترة الخدمة، والتي تستمر منذ تخرجه حيث يستمر تأهيله من وقت إلى أخر في معهد الدراسات العليا البحري، بالإضافة إلى إيفاده إلى العديد من البعثات والمأموريات للتدريب التخصصي مع كبرى دول العالم لمواكبة التكنولوجيا المتطورة، ويعتمد جزء كبير من تدريب الضباط والأفراد على الاشتراك في التدريبات المشتركة والتدريبات العابرة مع الدول المختلفة للوصول إلى أرقى مستوى تدريبي للقوات البحرية والحفاظ على كفاءتها القتالية العالية وحماية الدولة وأمنها.
** شاركت القوات البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة علي مدار الفترة الماضية بالعديد من المهام لحماية ركائز الأمن القومي المصـري والعربي من خلال عملية "إعادة الأمل"، ما هو الدور الذي تشارك به القوات البحرية المصرية في تأمين المسرح الجنوبي "باب المندب".. وما يمثله من أهمية استراتيجية لقناة السويس؟
تشارك القوات البحرية في العملية إعادة الأمل من منطلق تحقيق مفهوم الأمن البحري، حيث يتضمن الأمن البحري عناصر مختلفة، بدءاً من حرية الملاحة البحرية إلى القدرة على التصدي للتهديدات التي تشكلها القرصنة والإرهاب والإتجار بالمخدرات والتهريب بالبحر خاصة تهريب الأسلحة، حيث استوجب ذلك تغيير المفهوم التقليدي للأمن المبنى على قدرة الدولة على حماية أرضها وحدودها البحرية
في مواجهة أي تعدى، لذلك أصبح هذا المفهوم غير كافي لحماية مقدرات الدولة، وأستوجب ضرورة التواجد بمناطق السيطرة البحرية، والتي تعتبر حاكمة على الممرات الملاحية، وخطوط الملاحة، وتحقيق
الحماية للمجرى الملاحي "قناة السويس"، كونه شريان ملاحي عالمي، لذلك وجب على القوات البحرية المحافظة على استمرار تدفق الملاحة الآمنة في هذا الشريان الحيوي بدءاً من مضيق باب المندب ومروراً بالبحر الأحمر ، كما تقوم القوات البحرية بدعم الأمن القومي العربي عند باب المندب بالمشاركة في العملية "إعادة الأمل" لمساندة الدول العربية الشقيقة في تأمين مصالحها القومية، وحماية أمنها القومي في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة، وتقوم القوات البحرية المصرية بتنفيذ مهام إنفاذ القانون بالبحر بمنطقة باب المندب كذلك تقديم الحماية للسفن التجارية أثناء عبورها مناطق التهديد حيث قامت القوات البحرية المصرية بتأمين وحراسة الكثير من ناقلات البترول والسفن التجارية واعتراض السفن المشتبه بها بتلك المنطقة.
** في ضوء النجاحات التي حققتها القوات المسلحة المصرية في مكافحة الإرهاب بشمال سيناء، ما هو الدور الذي قامت به القوات البحرية في عملية تطهير أرض سيناء من العناصر الإرهابية؟
القوات البحرية كفرع رئيسي بالقوات المسلحة المصرية، وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية، والتشكيلات التعبوية، تقوم بتأمين الأهداف الإستراتيجية، التعبوية، التكتيكية على جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة، كما تقوم بأداء دور كبير في العملية الشاملة بسيناء، هذا الدور يتلخص في عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية، وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية ومنع أي دعم يصل لهم من جهة البحر ، والاستمرار في تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالي الشرقي، وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمات أو سفينة مشتبه بها، مع قيام عناصر الصاعقة البحرية بإستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل، وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالي لسيناء.
وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة بسيناء للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.
** أحد أهم المواضيع التي تشغل الرأي العام المصري حاليا إن لم تكن أهمها هي اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية المصرية مع الدول المتشاطئة، فما هي تلك الاتفاقيات؟ وما أهميتها وفوائدها على مصر؟ وما دور الذي قامت به القوات البحرية وأجهزة الدول المختلفة من أجل الوصول لهذه الاتفاقيات؟
حافظت الدولة المصرية على ثوابتها في حماية حدودها، وعدم التفريط في أي جزء منها بكل السبل التي تتفق مع القواعد القانونية الدولية ذات الصلة والتشريعات الوطنية، التي أسست الضوابط المنظمة لاتفاقيات تعيين الحدود البحرية.
أ - المكاسب التي حققتها مصر من الاتفاقيات:
1- أتاحت الاتفاقيات لمصر الانطلاق لاستثمار الثروات الطبيعية واستكشافات الطاقة في المياه الاقتصادية الخالصة المصرية.
2- فتح المجال أمام توقيع اتفاقات أخرى بين مصر وتلك الدول لاستغلال وجود موارد طبيعية مشتركة ممتدة بين المناطق الاقتصادية الخالصة مع تلك الأطراف.
3- التأكيد على المصداقية والإرادة المصرية لإنجاز اتفاقيات تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة وفقاً لقواعد القانون الدولي ذات الصلة، و مراعاة مبادئ حسن الجوار واحترام حقوق الدول المتجاورة مع مصر.
4- تشكل الاتفاقيات مرحلة متقدمة لتعزيز التعاون الاستراتيجي المصري مع تلك الدول خاصة في مجال التعاون المشترك في ملف الطاقة ومنتدى غاز شرق المتوسط.
ب – دور القوات البحرية و أجهزة الدولة المختلفة للوصول لتلك الاتفاقيات:
1- تقوم على أعمال التفاوض لجنة متخصصة من أفضل الكفاءات والخبرات في هذا المجال من أجهزة الدولة المعنية، وقد أدارت المفاوضات في ظل دعم فني وقانوني من الدولة المصرية.
2- لدى القوات البحرية كفاءات فنية متخصصة في تعيين الحدود البحرية تستخدم احدث البرمجيات على مستوى العالم، و التي لديها القدرة على التطبيق الفني الكفء لقواعد القانون الدولي والممارسات الفنية والقانونية في موضوعات تعيين الحدود البحرية أثناء مراحل التفاوض المختلفة.
** شهد شرق المتوسط في الآونة الأخيرة العديد من التحديات الناجمة عن اكتشاف الثروات الطبيعية، فكيف تعاملت القوات البحرية مع هذه التحديات بما يحافظ على المقدرات الاقتصادية لمصر، وبما يحفظ الأمن والسلم البحري في المنطقة؟
نتيجة لتزايد الاكتشافات للثروات الطبيعة لمصادر الطاقة بقاع البحر بشرق المتوسط قامت القوات البحرية باتخاذ العديد من الخطوات التي من شأنها الحفاظ على و تأمين ثروات و مقدرات الدولة المصرية في المياه الاقتصادية الخالصة كالآتي:
1- توزيع القوات على كلا المسرحين "المتوسط – الأحمر" لضمان سرعة رد الفعل في اتجاه التهديد بإنشاء أسطولين "شمالي – جنوبي"، ثلاث قواعد بحرية جديدة "برنيس، جرجوب، شرق بورسعيد"، كذا اعتناق مبدأ المناورة الديناميكية بالقوات من مسرح عمليات لآخر حسب اتجاه التهديد.
2- تدبير وحدات بحرية حديثة ومتطورة بالتعاون مع الدول الصديقة.
3- ا لتعاون الوثيق في مجال التصنيع المشترك للوحدات البحرية "فرقاطات طراز جوويند، ريبات، لنش 28م، لنشات إرشاد، ميكو 200".
4- الارتقاء بمستوى العنصر البشرى بالقوات البحرية "بدنياً، علمياً، عملياً".
مما أدى لامتلاك مصر لقوة بحرية حديثة وذات كفاءة عالية بما يعزز من الأمن البحري والاستقرار في المنطقة، فمصر مسئولة عن تأمين مساحة من البحر تبلغ 114 الف ميل مربع، 74 ألف ميل مربع في البحر المتوسط، و40 ألف ميل مربع في البحر الأحمر، بالإضافة لقناة السويس، والتي تعد من أهم الممرات الملاحية في العالم، مما يتطلب الآتي:
1- التعامل مع كافة التهديدات والعدائيات المختلفة، بما يمكنها من فرض سيطرة بحرية وقتيه لحماية مصالح الدولة القومية بالبحار، خاصة بعد اتساع نطاق مسئولية القوات البحرية، والذى لم يعد مقتصراً على المياه الإقليمية، وإنما امتد حتى عمق 200 ميل في البحر.
2- تزايد الاكتشافات للثروات الطبيعة لمصادر الطاقة بقاع البحر بشرق المتوسط، يجعل القوات البحرية في حاجة لهذه النوعية من الوحدات البحرية ذات الإمكانيات العالية لحماية مقدرات الدولة في مياهها الاقتصادية الخالصة "أعمال تعرض، استطلاع، حماية أهداف اقتصادية بالبحر، العمل كمركز قيادة وسيطرة للتشكيلات البحرية، توفير الحماية ضد الأهداف الجوية، السطحية لتشكيل بحرى، تأمين خطوط المواصلات البحرية".
3- يتطلب التصدي لتفاقم ظاهرة ممارسة الأنشطة غير المشروعة بالبحر وما صاحبها من تهديدات غير نمطية توفر نوع متقدم من التقنيات الدفاعية الحديثة للتصدي لها.
4- تواجد تشكيلات القوات البحرية بمناطق بعيدة عن قواعدها بمنطقة جنوب البحر الأحمر للمشاركة في عملية إعادة الأمل ذات الطبيعة الإنسانية، يتطلب وحدات لها القدرة على البقاء في البحر كذا توفر التسليح الكافي للتعامل مع التهديدات غير النمطية المتواجدة بكثافة في تلك المناطق.
** شهدت القوات البحرية الفترة الماضية تنفيذ مجموعة من التدريبات المشتركة والعابرة بوتيرة متصاعدة وغير مسبوقة مع البحريات العالمية من الدول الصديقة والشقيقة، فما أهمية تلك التدريبات؟ وما تمثله من توطيد للعلاقات الثنائية في ظل ما يسمى بـ"الدبلوماسية العسكرية"؟
إن الجهود التي تبذلها القيادة السياسية على الساحة الدولية بهدف توطيد وتعميق أواصر التعاون مع كافة الدول الصديقة والشقيقة ودول الجوار والمتزامنة مع التطور غير المسبوق كماً ونوعاً في القوات البحرية، وتحولها من بحرية ساحلية إلى أحد كبريات البحريات الزرقاء بالإقليم، والذى أدى إلى الرغبة الدولية المتزايدة من كافة بحريات العالم وفى مقدمتها بحريات الدول العظمى إلى تنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات البحرية المصرية، وهو الأمر الذى يعود بالنفع على كلا الجانبين من مواكبة التطور في التكتيكات البحرية الحديثة بمختلف اتجاهاتها "شرقية- غربية"، وتكنولوجيا التسليح البحري، ودراسة مسارح عمليات بحرية لها تأثير على الأمن القومي المصري وتعزيز ثقة الفرد المصري المقاتل بنفسه وبقواته البحرية لما تتميز به من ميزات تنافس كبرى بحريات العالم وكذا تبادل الخبرات
في التدريب على عمليات الأمن البحري، وكيفية الحد من الأنشطة غير المشروعة بالبحر ، والقوات البحرية قامت بإنجازات غير مسبوقة في القضاء على الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، ويشير إلى ذلك إشادات دولية بهذا الشأن، مع الاحتفاظ بعلاقات متميزة مع كافة الأطراف الدولية، كما أن تعايش أطقم القوات البحرية لمختلف الدول مع أطقم قواتنا البحرية خلال تلك التدريبات يعمل على تقوية علاقات الصداقة والتعاون المشترك مستقبلاً وبما يدعم مكانة الدولة المصرية وثقلها السياسي والعسكري على الساحة الدولية.
** ما الآليات التي اتخذتها القوات البحرية لمواجهة الموجات المتتالية لفيروس كورونا المستجد، وما تبعه من توزيع اللقاحات على كافة أفراد القوات البحرية؟
أصبح فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19"، هو التهديد الأكبر الذى يواجه الدول على مستوى العالم المتقدمة منها و النامية، لقد اتخذت القوات البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة خطوات جادة منذ بداية ظهور فيروس كورونا للحد من انتشاره واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية بجميع وحدات القوات البحرية التي من شأنها الحفاظ على الاستعداد القتالي و الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات والتصدي له باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية مع الحفاظ على تنفيذ جميع التزامات القوات البحرية والقيام بمهامها لحماية وتأمين مقدرات الدولة الاقتصادية، وكذا الموانئ والأهداف البحرية الحيوية و الخطوط الملاحية التجارية، ومصادر الثروة البحرية على مدار الأربع والعشرين ساعة. اتخذت القوات البحرية عديد من الإجراءات للحفاظ على الفرد المقاتل، أبرزها:
- تطعيم نسبة 100% من الضباط و الدرجات الأخرى بالقوات البحرية بلقاحات فيروس كورونا المستجد"كوفيد-19".
- بث الوعى لدى "الضباط، الطلبة، الدرجات الأخرى"، بمدى خطورة الإهمال في اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وتنفيذ إجراءات النظافة الشخصية، والطب الوقائي أثناء تنفيذ كافة الأعمال اليومية وكذا أثناء نزول وعودة الإجازات.
- تجهيز المستشفى بحيث تكون مجهزة فنياً وإدارياً من حيث توافر الأجهزة الطبية والتعقيم.
- تخصيص قسم في كل مستشفى به غرف استقبال وطوارئ للحالات القادمة للكشف أو الاشتباه.
- التأكيد على عدم الانسياق وراء أي شائعات وحملات مغرضة يتم بثها عبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال عناصر مناوئة للدولة المصرية، والتمسك بما تم طرحه بوسائل الإعلام الرسمية من خلال المختصين في هذا الشأن "حالات الإصابة، الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الدولة لمواجهة الفيروس.
** ما هي الكلمة التي يود قائد القوات البحرية أن يوجهها لأبنائه من رجال القوات البحرية والشعب المصري بهذه المناسبة؟
أوصيهم بالاستمرار في المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات، واليقظة التامة والإدراك العالي لمستجدات المرحلة التي تمر بها بلدنا الحبيبة مصر، للحفاظ على مكتسبات الشعب المصري، والحفاظ على الاستعداد القتالي العالي لقواتكم البحرية لتكونوا جاهزين في أي وقت لتنفيذ المهام الموكلة إليكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بحرفية وقوة وإصرار جديرين بثقة الوطن فنكون مستحقين للقب خير أجناد الأرض.
وأبعث لشعب مصر الأبي العظيم رسالة طمأنينة و ثقة بأن أبناءكم و أبناءنا من ضباط و ضباط صف و جنود و صناع القوات البحرية مستعدين لبذل الغالي و النفيس و على أهبة الاستعداد للزود عن مقدرات مصرنا الحبيبة الغالية و على أعلى درجات الجاهزية.
ونعاهدكم بأن نظل أوفياء مخلصين مدافعين عن سواحلنا ومياهنا الطاهرة، رافعين علم مصر خفاقا عاليا بكل فخر و كرامة.