خاص| رغم أنه أكثر قوة.. أسباب جعلت زلزال اليوم أقل تدميرا من 92
تعرضت عدة دول شرق البحر المتوسط، في الصباح الباكر من اليوم الثلاثاء، لـ زلزال عنيف، تجاوز درجة ٦ ريختر. وأعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية المصري، أن مصر من بين الدول التي امتد لها تأثير الزلزال ، اليوم، الذي وقع في الساعة السابعة والنصف صباحا، بقوة ٦.٢ ريختر، وشعر به المصريون.
ويبدو أن مصر على موعد مع الزلازل في شهر أكتوبر، فشرائح عمرية كثيرة من المصريين، عايشت الأحداث المؤلمة لـ زلزال مصر92 المدمر، الذي وقع يوم 12 أكتوبر 1992، بقوة 5.8 على ريختر.
كثير من المصريين شعروا اليوم بـ الزلزال ، لكن لماذا لم يصب المصريين بالهلع؟. لماذا لم يكن زلزال اليوم مدمرًا مبيدًا لمئات المنازل حاصدًا لأرواح عشرات الأشخاص كما حدث في زلزال 1992، رغم أن قوة الهزة الأرضية اليوم كانت أكبر من نظيرتها التي وقعت قبل 29 عامًا؟.
يقول الدكتور جاد القاضي، مدير المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لـ"مستقبل وطن نيوز": "المقارنة والقياس بين زلزال 1992، وزلزال اليوم، غير دقيقة من الجانب العلمي.
وأوضح القاضي، أن المقارنة بين زلزال 92، وزلزال 2021، تظهر اختلافا لجهة ظرفي الزمان والمكان، وقوة ومسافة وقوع الهزة الأرضية، مشيرًا إلى أن زلزال 92 كان كارثة إنسانية بكل المقاييس لأن زمن استمراره وصل إلى 60 ثانية، وهو زمن كبير في علم الزلازل، فضلا عن أنه وقع في نطاق الدولة المصرية، ومركزه السطحي كان يقع بالقرب من مدينة دهشور، علي بعد 60 كيلومترا تقريبا من القاهرة.
خلف زلزال أكتوبر ١٩٩٢، أضرارا بالغة، وصلت إلى تدمير ٣٥٠ منزلا بالكامل، وتصدعات كبيرة في 9 آلاف منزلا آخرين، هذا بخلاف الشروخ التي حدثت في 216 مسجد، و350 مدرسة، وتشريد نحو 50 ألف شخص صاروا بلا مأوي، وسجلت الاحصائيات الرسمية 6512 ما بين قتيل ومصاب.
يقول الدكتور رأفت شميس، أستاذ العمارة بمركز بحوث الإسكان والبناء ورئيس جهاز التفتيش الفني لـ"موقع مستقبل وطن نيوز": أن "الدول الواقعة في نطاق حزام الزلازل مثل اليابان يراعى عند إنشاء مبانيها اشتراطات بنائية معينة، نعمل بها في مصر ولكن في نطاق محدود، وغالبًا يكون بعيدًا عن القاهرة".
مناطق القاهرة القديمة، كانت الأكثر تضررا، في زلزال أكتوبر 1992، فيما كان حي بولاق صاحب النصيب الأكبر من المنازل المنهارة.
وأضاف مدير المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن زلزال اليوم كان على بعد 390 كيلومتر من مصر، لذلك لم ينتج عنه أي خسائر مادية أو بشرية، ولم يشعر به كثير من الناس، مشيرًا إلى أن معهد البحوث الفلكية يسجل يوميا، هزات أرضية في مصر، لكنها ضعيفة جدًا، وأغلبها يكون في المناطق القريبة من البحر الأحمر.
وأفاد شميس، بأن مراعاة بناء بعض العقارات بالمواصفات التي تستطيع تحمل الهزات الأرضية، نستخدمه أكثر في المباني التي يتم بنائها في محيط البحر الأحمر ومناطق القناة، نظرا لأن تلك المناطق هي الأكثر تعرضًا للهزات الأرضية.