على رأسهم السندريلا وملكة الإحساس
بين معتزل ومنتحر.. فنانون رفعوا شعار الرعاية النفسية للجميع قبل «الصحة العالمية»
ترفع منظمة الصحة العالمية، اليوم الأحد، في اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يحتفى به سنويًا يوم 10 أكتوبر، شعارالرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا الشعار واقعًا.
جائحة كوفيد-19 كان لها أثر فادح على الصحة النفسية للناس منذ ظهورها مع مطلع عام 2019، كما أوضحت منظمة الصحة العالمية، وتضررت بعض الفئات من ذلك بشكل خاص، في مقدمتهم العاملين في الرعاية الصحية والخطوط الأمامية، والطلاب والأشخاص الذين يعيشون بمفردهم، وأولئك المصابين بحالات صحية نفسية أصلاً، مشيرة في الوقت ذاته إلى توقف خدمات الصحة النفسية والعصبية بشدة، واضطرابات تعاطي مواد الإدمان.
أغلب الأطباء النفسيين يصفون المرض النفسي بأنه أخطر بكثير من المرض العضوي، لأن كثير من المرضى النفسيين لا يعلمون أنهم يعانون من مشاكل صحية نفسية، حتى الذين يعلمون منهم يخشون نظرات المجتمع فيخفون الأمر.
وتزداد مشاكل المرضى النفسيين إذا كانوا من الشخصيات العامة أو المعروفة جماهيريًا، لكن من بين هؤلاء من يقررون مواجهة المجتمع بشجاعة، والإعلان عن نوع مرضهم النفسي الذي يعانون منه.
الإعلامية ريهام سعيد اعترفت في احدي حلقات برنامجها بأنها تعاني من مرض نفسي، وحاولت العلاج منه، وأنها كانت تتردد على العيادات النفسية، مبررة سبب إصابتها لكثرة الحالات الإنسانية الصعبة التي تشاهدها وتتعامل معها، وتعرضها في برنامجها.
ملكة الإحساس كما يلقبها جمهورها الفنانة إليسا، صرحت أكثر من مرة في سواء في حوارات صحفية أو لقاءات تليفزيونية أنها لا تخجل من الذهاب لعيادات الأمراض النفسية كلما شعرت بحاجتها لهذا.
الاكتئاب من أشد أنواع الأمراض النفسية فتكًا بالإنسان، خاصة إذا ما وصل لدرجة متقدمة، وأهمل علاجه، حينها يمكن أن يفكر المريض في الانتحار، ويتمرد على كل مظاهر الحياة من ملابس وتنزه وسفر، ويفضل العزلة، هذا ما حدث مع الفنانة غادة عبدالرازق، التي اعترفت بإصابتها باكتئاب حاد، لم ينقذها منه غير العلاج المكثف.
الفنانة مي عز الدين لم تنجوا هي الأخرى من الإصابة بالاكتئاب، حيث أعلنت هذا في وقتًا سابق عبر مقطع فيديو على حسابها الشخصي على موقع الصور الشهير "إنستجرام".
الوضع مع المطربة شيرين عبدالوهاب كان في غاية الصعوبة، لدرجة أنها كانت تفاضل بين اعتزال الفن أو الانتحار، لكنها اختارت القرار الأول، الذي ما تراجعت عنه سريعًا، مطالبة جمهورها بدعمها والوقوف بجانبها للخروج من حالة الاكتئاب الحادة التي تمر بها.
وأثناء إقامة فاعليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الأخير، أعلنت الفنانة إلهام شاهين في ندوة تكريم الفنان خالد الصاوي، أنها تذهب لطبيب نفسي في فرنسا بدلاً من مصر، خوفًا من نظرة المجتمع، و"الفضيحة" على حد وصفها.
وأوضحت إلهام شاهين أن أكثر ناس عرضة للإصابة بالأمراض النفسية هم الفانيين، نتيجة تقمصهم للعديد من الشخصيات التي يجسدونها في أعمالهم، التي تصل في بعض الأوقات لـ"سجن داخل الشخصية"، على حد قولها.
من بين الفنانات الذين عانوا من أوجاع الأمراض النفسية، كانت الفنانة هندي صبري، التي مرت بأزمة نفسية عندما كان عمرها 17 عاماً، بعدما أنفصل والديها عن بعضهما.
ومن أشهر الفنانين الذين تسبب المرض النفسي في موتهم، كانت الفنانة ميمي شكيب، التي تم احتجازها بمستشفى لعلاج الأمراض النفسية عام 1982، وظلت تتلقى العلاج بها، لكن دون استجابة، وذات يوماً تسللت إلى الطابق الأخير بالمستشفى، وألقت بنفسها، الأمر الذي أدي لوفاتها في الحال.
وإذا ذكرت قائمة الفنانين الذين أصيبوا بأمراض نفسية، تأتي سندريلا السينما العربية سعاد حسني في المقدمة، والتي دخلت في اكتئاب حاد بعد زيادة وزنها بشكل لافت للنظر، مما أفقدها رونقها وجمالها الذي كان يضرب به المثل، فاضطرت للسفر لمدينة الضباب لندن لتعالج من الاكتئاب، وتحاول إنقاص وزنها، لكن جميع محاولاها فشلت.