شادي عبد السلام.. مخرج المومياء قضى 40 يوما في تصوير هذا المشهد
شادي عبد السلام الذي تحل ذكرى رحيله اليوم الجمعة لم يكن مخرجًا عاديًا، بل كان رمزًا للون سينمائي مبهر انفرد به وحده واندثر بعد وفاته، ليكتب اسمه بحروف بارزة في لوحة الشرف على مر العصور، ويصبح اسم شادي عبد السلام مقترنًا بفيلم "المومياء" الذي لا يزال العالم يتحدث عن روعته حتى اليوم رغم مرور نصف قرن على إنتاجه.
شادي عبد السلام الذي ولد عام 1930 كان حالة فنية من الصعب وصفها، متعدد الهوايات يرسم ويصور ويصمم الملابس، والديكورات المميزة، لعدد من أفضل الأفلام السينمائية التي ترك فيها بصمته بوضوح.
أما طريقة شادي عبد السلام في الإخراج فقد حيرت أساتذة السينما، وهو يخلط بين التراثين الإسلامي والقبطي، ويظهر الروح المصرية الخالصة من خلال ملامح الأبطال وخطواتهم، في لوحات فنية مكتملة تجذب المشاهد والباحث، وتطلق صيحات الإعجاب على ألسنة كل من يراها.
تكريم شادي عبد السلام
تحول فيلم شادي عبد السلام “المومياء” (إنتاج عام 1996) إلى أيقونة فنية صاغها بطريقة لم تخطر على جائزة "جورج سادول" في العاصمة الفرنسية باريس، ويعد رحيل شادي عبد السلام (1986) اختارت المؤسسة العلمية للسينما "المومياء" إخراج شادي عبد السلام كواحد من أفضل وأهم الأفلام في التاريخ العالمي للسينما، في الوقت الذي قامت المؤسسة بترميم النسخة الأصلية من الفيلم، ليحتفي به عشاق السينما خلال مهرجان كان العالمي في العام نفسه.
لم يهتم شادي عبد السلام في فيلم المومياء بالحكاية التقليدية، وإن كان استلهم العمل من واقعة حقيقية في صعيد مصر حدثت خلال القرن الثامن عشر وبطلها قبيلة "الحربات" التي كانت تعمل في سرقة الآثار، ولكن الخلافات تتصاعد بعد موت شيخ القبيلة عندما يرفض الأبناء العمل في تلك المهنة.
يتطور الصراع ليقتل العم ابن أخيه، في حين يستطيع الأخ الثاني في إرشاد بعثة الآثار عن المقبرة، وتتمكن من نقل التوابيت من الدير البحري لتعبر به النهر في الوقت الذي يصطف فيه أهل القرية جميعا وهم يودعون الملوك في توابيتها، بعيون حزينة وسط صراخ النساء، وهو المشهد الذي أفرد له شادي عبد السلام 7 دقائق كاملة واستغرق في تصويره 40 يوما كاملة.