يفتح أبواب تبادل الزوجات.. عالم دين يكشف عقوبة «المحلل الشرعي»
ظهور أحد الأشخاص إعلاميًا، وإعلانه أنه تزوج خلال 24 شهرًا بـ33 سيدة من خلال عمله محلل للأزواج، أثار حالة من الجدل والاستياء بين قطاع عريض من المجتمع المصري المعروف عنه المحافظة، ورفضه لكل الظواهر الغريبة كفكرة المحلل.
وبرر محمد الملاح الذي قدم نفسه في برنامج الإعلامي شريف عامر "يحدث في مصر" على محطة "إم بي سي مصر"، مساء أمس الأربعاء" على أنه يعمل محلل شرعي، بأن ما يقوم به هو عمل خير، من أجل الحفاظ علي البيوت من الخراب والدمار.
الإسلام يصف المحلل الشرعي بـ"التيس المستعار"
الدكتور محمود الهواري الباحث بالأزهر -في تصريحات خاصة إلى "مستقبل وطن نيوز" رفض بشدة فكرة المحلل الشرعي، وقال: "لا يوجد في الإسلام ما يسمى بالمحلل بفتح الحاء أو كسرها"، واصفًا من يقوم بهذا العمل بـ"التيس المستعار".
وتابع الملاح الذي يعمل في الأصل محاسبًا في لقائه التليفزيوني، أن ما يفعله لا يتقاضى عليه أي أجر، وبذلك يكون زواجه صحيح من الناحية الشرعية؛ طبقًا لمفهومه عن فكرة المحلل.
عقبت دار الإفتاء المصرية -في فتوى رسمية على فكرة المحلل الشرعي في الدين الإسلامي-: "الزواج بقصد التحليل يعتبر زواجا غير صحيح شرعا، ولا يترتب عليه أي أثر من آثار عقد الزواج الصحيح، والحديث الصحيح المروي عن النبي محمد يقول: "لعن الله المحلل والمحلل له".
المحلل الشرعي معترف به قانونيًا
وأضاف الباحث الأزهري، أن أصل ظهور فكرة المحلل الشرعي في مصر، يعود لغياب الوعي والثقافة الدينية عند الناس، فقديمًا كان يقوم الزوج بتطليق زوجته ثلاث طلقات، ثم يرغب في العودة لها، فكان الناس يجتهدون وبحثون عن رجل مسن يزوجونه للمطلقة، ثم يطلقها لتعود لزوجها الأول.
وما رسخ شرعية فكرة المحلل الشرعي عند بعض الناس هو الاعتراف بهذا الزواج قانونيًا، كما قال المحامي أيمن رضا المتخصص في قضايا الأسرة، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز" أن الزواج من الناحية القانونية سليم، وتتوفر فيه جميع الشروط من حيث الإشهار والإعلان والتوثيق ووجود الشهود.
وأوضح الهواري، أن جزاء المحلل الشرعي والمحلل له هو الإصابة بـ"لعنة الله عز وجل"، ولعنة الله سبحانه وتعالى هي "الطرد من رحمته"، مشيرًا أن الأصل في الزواج هو المودة والرحمة، ولا يجوز التفرقة بين الزوجين بعلة مفتعلة، فجميع العقود في الإسلام يمكن فيها تحديد المدة، أما عقد الزواج فهو الوحيد غير محدد الوقت، ونطلق عليه "عقد التأبيد".
محلل شرعي يرفض تقاضي أموال.. وينفذ شرط «أن يدخل بها»
كشف المحاسب مفجر قضية المحلل، أنه رفض الكثير من العروض المادية لعدم تنفيذ شرط "أن يدخل بها"، ويفعل هذا مجانًا.
وحذر العالم الأزهري من مخاطر انتشار فكرة المحلل، خاصة بين فئة الشباب، لأنهم وقتها سيجدونها وظيفة تدر المال السهل والمتعة ومغلفة زيفًا بغطاء الحلال، ودعا جميع مؤسسات الدولة؛ خاصة الإعلام والمؤسسات الدينية من مجابهة هذه الفكرة، حتى لا تكون بابا خلفيا شرعيا وقانونيا لما يسمى بـ"عمليات تبادل الأزواج".
ونبه الهواري، بأن هذا يمكن أن يكون قناة للمتربصين بالدولة، لهدمها عن طريق زعزعة استقرارها الأسري، وعقائدها وثقافتها.
أكثر من 218 ألف حالة طلاق في مصر خلال 2020
أعلن الموظف الذي يعمل محللا، أنه تزوج 33 مرة خلال 24 شهرًا، وأن له زوجة أصلية، وهي راضية بما يفعله، لدرجة أنها زوّجته في إحدى المرات، وأطول مدة زواج له كانت 7 أيام.
يذكر أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أعلن في آخر إحصاءاته عن نسب الطلاق في مصر خلال عام 2020 تخطت 218 ألف حالة، بهذا تكون انخفضت مقارنة بعام 2019 الذي سجل 225 ألف حالة طلاق.
وتحاول الدولة بكل جهودها، وعن طريق كافة مؤسساتها تقليل نسب الطلاق، للحفاظ على الاستقرار الأسري، وتماسك المجتمع، ومن المحاولات الناجحة التي تحسب للحكومة مبادرة مودة التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي منذ فترة قريبة، القائمة على فكرة تنظيم محاضرات للمقبلين على الزواج لتوعيتهم بكيفية بناء البيت اجتماعيًا وأسريًا، وكيف يمكن تخطي المشكلات الزوجية بيسر وهدوء.