شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري يطلقان دعوة للتوعية بأهمية لقاحات كورونا
أطلق فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وجاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، دعوة للتوعية بأهمية لقاحات فيروس كورونا، وأعربا عن مخاوفهما من رفض البعض لتلقي لقاحات فيروس كورونا، وأن هذا بمنزلة دفع العجلة إلى الوراء، مؤكدين ثقتهما فيما توصل إليه العلماء المتخصصون من نتائج، وتقديرهما لما يبذلونه من جهود ثمينة للإنسانية.
ودعا شيخ الأزهر، ورئيس أساقفة كانتربري -خلال لقائهما بمقر إقامة شيخ الأزهر في الفاتيكان على هامش مشاركة فضيلته في قمة قادة الأديان من أجل تغير المناخ تحت عنوان "الإيمان والعلم"- إلى ضرورة التوصل إلى حلول عملية تضمن سياسة توزيع عادلة للقاحات خاصة للدول الإفريقية الفقيرة والأكثر احتياجًا.
ورحَّب فضيلة الإمام الأكبر بجاستن ويلبي، مؤكدًا سعادته بهذا اللقاء الذي يتجدد بعد 3 سنوات من عقد برنامج شباب صناع السلام بالتعاون بين الأزهر وكنيسة كانتربري في العاصمة البريطانية، مؤكدًا أن البرنامج أنتج مجموعة من الشباب الواعي بأهم التحديات التي تواجه الإنسانية، وأن أحد أبرز التحديات التي تواجهنا بعد كورونا هو بناء قيادات شابة قادرة على المضي قدمًا في صناعة السلام.
من جانبه، أعرب رئيس أساقفة كانتربري عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، مؤكدًا اتفاقه مع رؤية فضيلته في ضرورة استكمال برنامج شباب صناع السلام، وأنه قد لاحظ عودة كثير من الشباب للدين وتزايد الاهتمام بالجوانب الروحانية، والبعد عن العلمانية، مشيرًا إلى ضرورة تفعيل بيان قادة الأديان المتعلق بالعناية بالإنسان والخليقة، وتمكين الشباب من المشاركة في اتخاذ القرارات، ودمجهم إيجابيًّا بما يضمن صقلهم بالخبرات وسريان المعرفة عبر الأجيال.
وتناول اللقاء الحديث عن الصراعات التي تدور حول العالم، وأكَّد الطرفان أن الصراع السياسي بين الدول المتقدمة قد أدى إلى ضياع حقوق الدول النامية، وبدأ صراع القوميات يطل برأسه من جديد بعد أن ظننا أنه اختفى تمامًا، وشددا على ضرورة تفعيل دور القادة الدينيين لما يمتلكونه من تأثير، وتقليل الفجوة بينهم وبين صناع القرار العالمي، والتصدي للانزلاق المتعمد من تكريس الجهود لبناء السلام إلى مثل هذه الصراعات التي طالما أرقت البشرية.
وتابع شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري أهمية التوعية بمخاطر التغير المناخي، وسيطرة النزعة المادية للدول الكبرى على مستقبل كوكب الأرض واستدامة الموارد البيئية، وأعربا عن قلقهما من أن ينحصر الحديث عن التغير المناخي في الاجتماعات والخُطب والجُمل الرنانة، ويكون أشبه بصرخةٍ في وادٍ يذهب صداها سريعًا، مطالبين صناع القرار في العالم بتفعيل بنود المواثيق الدولية للحفاظ على البيئة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.