خطة استراتيجية للقضاء على داء الكلب بحلول 2030
قال رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان الدكتور علاء عيد، إن القطاع الوقائي من خلال الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية يعمل على الارتقاء بالخدمات الوقائية في مجال ترصد ومكافحة الأمراض المشتركة عموما وما يخص ترصد ومكافحة مرض السعار بصفة خاصة، ويجرى العمل على تطوير خدمات الوقاية ما بعد التعرض للعقر أو الخدش من الحيوانات على مستوى أكثر من 300 مركز موزعة على مستوى الجمهورية.
جاء ذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي للسعار اليوم الثلاثاء، بحضور عدد كبير من الجهات المشاركة في مكافحة هذا المرض في مصر، إذ عرض الإطار الاستراتيجي للقضاء على داء الكلب (السعار) الذي يصيب الإنسان في مصر، والذي جرى إعداده في ظل جهود مشتركة بين وزارة الصحة والسكان، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ووزارة البيئة، بدعم من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وقال عيد إنه تم البدء في تنفيذ خطة ميكنة مراكز علاج العقر والخدش من الحيوان على مستوى الجمهورية، وتعتبر هذه المراكز هي الركيزة الأساسية في مكافحة الإصابة بمرض السعار، مع العلم أن ميكنة هذه الخدمات يواكب التوجه العام للدولة ضمن خطة التحول الرقمي من ناحية ومن ناحية أخرى يسهم في تيسير الخدمة المقدمة للمواطن، وكذلك تحسين جودة البيانات والمعلومات، والتي تساعد في اتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة والصحيحة في الوقت المناسب.
بدورها، قالت ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر ورئيسة البعثة الدكتورة نعيمة القصير إنه حتى عهد قريب، كانت الاستجابة العالمية لداء الكلب تتسم بالتجزؤ وانعدام التنسيق، والآن وللمرة الأولى، فإن كلا من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب، يعكفون على توحيد القوى تحت مظلة نهج الصحة الواحدة من أجل دعم البلدان في سعيها إلى تسريع وتيرة الإجراءات الرامية إلى التخلص من داء الكلب المنقول بواسطة الكلاب بحلول عام 2030".
وبدوره، قال الدكتور عبد الحكيم محمود رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية إن الهيئة تلتزم بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، بتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتحقيق المبادرة العالمية للقضاء على داء الكلب بحلول عام 2030.
ولفت إلى أن الخطة الاستراتيجية تشمل جميع القطاعات، لذا أدعو كافة الشركاء للعمل سويا لتنفيذ هذه الاستراتيجية حتى يصبح داء الكلب في مصر شيئا من الماضي.
فيما قال زيلاليم تاديس، رئيس وحدة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود في منظمة "الفاو" إن داء الكلب هو أحد الأمراض الحيوانية المنشأ التي تؤثر على المجتمعات الفقيرة، وبالتالي فالمنظمة تؤكد التزامها بتقديم الدعم لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للقضاء على داء الكلب.
وأضاف أنه في الآونة الأخيرة دعمت منظمة "الفاو" عملية وضع خريطة وصفية لمخاطر داء الكلب في مصر بهدف توجيه جهود المكافحة في المناطق عالية الخطورة التي تم تحديدها، كما أن المنظمة وبالتعاون مع هيئة الخدمات البيطرية وشركاء آخرين من خلال نهج الصحة الواحدة، يخططون أيضا لتنفيذ تجربة استرشادية لجهود مكافحة داء الكلب في مواقع محددة يتم الاتفاق عليها مع الشركاء للتخلص التدريجي من داء الكلب.
يشار إلى أن داء الكلب مرض حيواني المنشأ، ويمكن أن ينتقل إلى البشر عن طريق العقر أو خدوش الحيوانات، وخاصة الكلاب، ويبلغ العدد التقديري للوفيات الناجمة عن داء الكلب في البشر 65 ألف حالة سنويا على الصعيد العالمي، ولا يزال هذا المرض شائعا في بلدان مختلفة، حيث تتسبب الكلاب المصابة بداء الكلب في 99 في المئة من حالات الإصابة بداء الكلب في البشر.