وزير الري الأسبق: الماء جوهر تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية
قال الدكتور محمود أبوزيد رئيس المجلس العربي للمياه، وزير الموارد المائية والري الأسبق، إن الماء هو جوهر التنمية المستدامة وهو أمر بالغ الأهمية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والنظم الإيكولوجية الصحية وبقاء الإنسان نفسه، مشيرا إلى أنه أمر حيوي للحد من العبء العالمي للمرض وتحسين صحة السكان ورفاههم وإنتاجيتهم.
وأضاف أبوزيد -في كلمته خلال الجلسة العامة الثالثة بعنوان "المياه من أجل التنمية المستدامة"، ضمن فعاليات المنتدى العربي الخامس للمياه بدبي، اليوم الخميس- إن المياه أيضا في صميم التكيف مع تغير المناخ، حيث تعمل كحلقة وصل أساسية بين نظام المناخ والمجتمع البشري والبيئة.
وتابع أن الماء مورد محدود ولا يمكن الاستغناء عنه، وهو أساسي لرفاهية الإنسان وهو قابل للتجديد فقط إذا تمت إدارته بشكل جيد، لافتا إلى أن أكثر من 1.7 مليار شخص يعيشون في أحواض الأنهار، ويتجاوز النضوب من خلال الاستخدام التغذية الطبيعية، وهو اتجاه سوف يعيش فيه ثلثا سكان العالم في البلدان المجهدة بالمياه بحلول عام 2025.
وأوضح رئيس "العربي للمياه" أنه يمكن أن تشكل المياه تحديا خطيرا للتنمية المستدامة، ولكن إذا تمت إدارتها بكفاءة وإنصاف، يمكن أن تلعب دورا تمكينيا رئيسيا في تعزيز مرونة النظم الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في ضوء التغيرات السريعة وغير المتوقعة.
وأشار إلى أنه تم تعريف التنمية المستدامة بوضوح في وثيقة الأمم المتحدة "مستقبلنا المشترك" على أنها "تنمية تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة" (الأمم المتحدة ، 1987)، لافتا إلى أن الوثيقة ركزت على ركائز لرفاهية الإنسان هي: الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية.
وذكر أبوزيد، أنه في يوليو 2010، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يعترف بالحق في مياه الشرب المأمونة والنظيفة والصرف الصحي كحق من حقوق الإنسان وهو أمر ضروري للتمتع الكامل بالحياة وجميع حقوق الإنسان.
وشدد على أن الهدف الشامل للجنة الأمم المتحدة للمياه يتمثل في "تأمين المياه المستدامة للجميع"، حيث تتناول أهداف وغايات المياه بشكل مباشر أهداف التنمية للمجتمعات، وتعزز كرامة الإنسان، وأن تكون الإنجازات مستدامة على المدى الطويل، ما يؤدي إلى نتائج التنمية المرجوة.
ونوه بأنه على المستوى الإقليمي العربي، تلعب أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه دورا رئيسيا في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهدافها وغاياتها المترابطة، مشيرا إلى أن المراقبة الإقليمية لأهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه تدعم فهما أفضل للمياه عبر أجندة التنمية المستدامة وتوفر رؤى حول التقدم والتحديات التي تواجه المنطقة العربية لأنها تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية والأهداف الوطنية المرتبطة بها، في ظل ظروف ندرة المياه، وزيادة الإجهاد المائي.
وفي ختام كلمته، قال رئيس المجلس العربي للمياه إنه من الواضح أنه ينبغي بذل الجهود لتعزيز التعاون الإقليمي وشبكات المعرفة عبر التخصصات، والاستجابة للثغرات في العلوم والبيانات لإدارة المخاطر، وتعزيز استخدام المؤشرات وأنظمة الإنذار المبكر، وبناء القيادة والقدرات المحلية للمخاطر والقدرة على الصمود، ودعم التغيير التحويلي في سياسات التنمية المستدامة.