«هيكل» حارس بدرجة فنان لقبته أوروبا بـ«أبو الهول»

يحل اليوم الأربعاء، ذكرى رحيل نجم الأهلي والكرة المصرية، محمد أحمد عادل هيكل، الذي رحل عن عالمنا يوم 22 سبتمبر عام 2018، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 84 عامًا.

ويعد هيكل من أبرز لاعبي كرة قدم في مركز حارس المرمى للنادي الأهلي، الذي بدأ رحلته الكروية عام 1947 وكان عمره وقتها 13 عاماً، ونجح في حصد الكثير من البطولات الدولية مع المنتخب المصري والكثير من البطولات المحلية مع النادي الأهلي ثم اعتزل في عام 1969 بعد إصابته بخلع في الكتف الأيمن فاضطر لاعتزال كرة القدم.

وخلال السطور التالية نستعرض أبرز المعلومات عن نجم حراسة المرمى الراحل.

نشأته

ولد محمد أحمد عادل هيكل الشهير بعادل هيكل في محافظة القاهرة بالجزيرة، يوم في 23 مارس عام 1934 وألتحق بروضة قصر الدوبارة ثم بالجيزة الثانوية ثم المعهد العلمي، ثم السعدية الثانوية ثم تخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الصحافة عام 1967 وقد عمل بالصحافة بمجلة الجيل الجديد ومجلة الأنوار اللبنانية وجريدة الوفد وذلك بدون مقابل.

بدايته الكروية
كان هيكل يمارس كرة القدم في مدرستي الجيزة الثانوية والسعدية وبرز بشدة في حراسة المرمى، واكتشفه حسين كامل مدرب الناشئين في الأهلي، وقرر ضمة لناشئي النادي عام 1947 وكان عمره 13 عاماً، ولعب مع فريق الأشبال لمدة عامين وفاز معه بالبطولات ولم تهتز شباكه بأي هدف، كما حصل على لقب أفضل حارس مرمي في بطولة سداسيات الزراعة والتي اشتركت بها جميع المدارس والجامعات واختاره المدرب بروشتش ضمن الفريق الممثل لمصر.

وتم اختيار هيكل لأول مرة للمشاركة مع الفريق الأول، عن طريق مختار التتش أحد أبرز نجوم النادي الأهلي، ولكن البداية كانت صعبة أمام فريق الترسانة، ولسوء حظة خسر الأهلي بنتيجة 6-2 ، وفكر هيكل في عدم العودة لكرة القدم مرة أخرى واعتبر نفسة مسئولاً عن هذه النتيجة وبعد المباراة انتظره مختار التتش في حديقة النادي وقال له "ستكون أفضل حارس مرمى في مصر".

وفي المباراة الثانية لعب هيكل أمام الترام وكان هذا الفريق من أصعب الفرق التي تواجه الأهلي، وبدأت المباراة ولكن اهتزت شباكة بهدفين وقبل انتهاء المباراة سمع صوت أحد المشجعين المتعصبين يهدده قائلا: "لو الأهلي خسر هقتلك دي أول مرة الأهلي يدخل فيه 8 أجوال في أسبوع"، ولكن نجح المارد الأحمر في إحراز التعادل.

تفاني هيكل في التدريب مع الأهلي بجدية حيث كان أمام حراس عظماء في حجم براسكوس وعبد الجليل وكاتو، ولقب بـ"الحارس الطائر" لقفزاته العالية وقدرته الفائقة علي السيطرة على الكرة داخل منطقة الجزاء، ونجح في الحصول مع النادي الأهلي على عشر بطولات دوري ممتاز وستة بطولات كأس مصر.

ورغم تلقيه عدة عروض، فضل هيكل البقاء في الأهلي ومصر ورفض العروض الكبيرة المغرية بشدة في ذلك الوقت، ونال هيكل إعجاب المدرب البرازيلي فيولا الذي اعتبره أحد أفضل الحراس العالميين مبديا استعداده لضمة إلى فريق عالمي لو أراد هو ذلك مشيدا بقدراته.

الانضمام للمنتخب

بعد تألقه مع الأهلي انضم هيكل لمنتخب الفراعنة، ولعب أمام منتخب إيطاليا في دورة ألعاب البحر المتوسط عام 1957 بإيطاليا ببسكارة، وتألق بشدة ثم لعب المباراة الثانية أساسيا أمام تركيا بإسطنبول، وقدم مباراة كبيرة أمام منتخب تشيكوسلوفاكيا الذي لعب المباراة النهائية ضد البرازيل في كأس العالم 1962 بتشيلى، وأجاد بشدة في هذه المباراة التي كادت أن تفز بها مصر لكن حسم منتخب تشيكوسلوفاكيا المباراة لصالحه بنتيجة 2-1 وسميت بالمباراة الحزينة.

استدعاه مجلس الثورة وعلي رأسه المشير عبد الحكيم عامر ووعدوه بتأمين مستقبله من حالة تألقه وكان هدفهم جعل حارس المنتخب من أصول مصرية بدلا من براسكوس الذي كان من أصول يونانية، ولعب هيكل مع منتخب مصر ضد الفريق الذهبي للمجر كما لعب مباراة العمر ضد اليونان وتألق وحافظ على فوز مصر 1/0 وتأهلت مصر إلى نهائيات بطولة كأس العالم العسكرية بالأرجنتين، ولعب في بطولة الدورة العربية سنة 1961 بالمغرب وفازت مصر 13/صفر علي السعودية ، ثم 8/صفر علي الكويت، ثم 5/صفر على لبنان، ثم 2/1 على ليبيا، وفي المباراة النهائية كان الفراعنة تقدموا على المغرب 2/صفر ولكن لم تكتمل المباراة بدواعي الشغب، ولعب ضد النمسا التي كانت بطلة أوربا سنة 1961 وفازت مصر 1/صفر، ولقبوا هيكل بأبو الهول الثاني، وكذلك أمام تركيا خمسة مباريات دولية في إسطنبول وأنقرة ومصر وإيطاليا والبرتغال، وأمام يوغسلافيا بطلة روما الأوليمبية مباراتين دوليتين حيث خسرت مصر المباراة الأولى 1/صفر بملعب الزمالك وتعادلت في المباراة الثانية صفر/صفر بملعب الأهلي ، ولعب تصفيات بطولة إفريقيا المؤهلة لنهائيات الدورة الأولمبية التي فازت فيها مصر بالمركز الأول على جميع الدول الإفريقية بعد تغلبها علي نيجيريا 6-2 في لاغوس ثم 3-0 في القاهرة ، وعلي تونس 3-1 علي ملعب النادي الأهلي ، والتعادل مع غانا 2/2 ثم علي السودان 1/صفر بالسودان و 3- صفر بملعب نادي الزمالك.

وتواجد هيكل بين أفضل 10 حراس مرمي أفارقة اختارتهم مجلة الألعاب الإفريقية التي تصدر في باريس وأكدت أنه ضمن أعظم عشرة حراس مرمي أنجبتهم القارة الإفريقية من عام 1958 إلى 1983، واختير هيكل أيضا أحسن حارس مرمي في بطولة إفريقيا 1959 التي أقيمت بمصر وحتى 1961، اختير أيضاً من أفضل حراس المرمي في بطولة البحر المتوسط 1963 في نابولي.

إنجازاته
حصل على بطولات مع الأهلي على المستوي المحلى 10 دوري ممتاز و 6 كأس مصر وأحرز مع المنتخب المصري علي بطولة كاس الأمم الأفريقية الثانية عام 1959 ، وحصل على بطولة أفريقيا المؤهلة لنهائيات الدورة الأولمبية، ولعب في بطولة الدورة العربية سنة 1961 بالمغرب ولكن لم تكتمل المباراة بدواعي الشغب الجماهيري.

اعتزاله
في عام 1969 أصيب هيكل بخلع في كتفه الأيمن فاضطر الاعتزال حراسة المرمي بالرغم من محاولاته للعودة ولكن أنهي مسيرته الرياضية الناجحة، ليتجه لعالم التمثيل وقدم ثلاثة أفلام هي إشاعة حب عام 1960 مع الفنانين يوسف وهبي، وعمر الشريف، وسعاد حسني، ومذكرات تلميذة عام 1962 مع الفنانين أحمد رمزي، ونادية لطفي، وحسن يوسف، وحديث المدينة عام 1964 مع الفنانين سميرة أحمد، وشويكار.

وفاته
توفي في يوم السبت الموافق 22 سبتمبر 2018 بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 84 عامًا.