«أوشريا» و«ساع آوى».. حكاية الصول إدريس والشفرة النوبية التي حيرت إسرائيل

عمرو جمال

نشر الثلاثاء 21/سبتمبر/2021 - 07:40 م

فقدت مصر اليوم بطلًا ثانيًا من أبطال القوات المسلحة بعد المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، ألا وهو الصول أحمد إدريس، صاحب الشفرة النوبية التي استخدمت في حرب أكتوبر 1973 وكانت سببًا رئيسيًا في نجاح ملحمة استرداد الأرض والكرامة.

الصول أحمد محمد أحمد إدريس، ابن النوبة من قرية توماس وعافية بمحافظة أسوان، التحق بالجيش عام 1954 متطوعًا وشارك في حروب رئيسية خاضتها مصر وهي العدوان الثلاثي وحرب اليمن وحرب 1967 وحرب أكتوبر 1973.

الشفرات وجيش الاحتلال

بعد تولي الرئيس السادات مقاليد الحكم في عام 1970 كانت هناك أزمة في التواصل بين قادة الجيش بسبب فك جيش الاحتلال الإسرائيلي الشفرات حينها وظل الجيش المصري نحو 7 أيام لا يستطيع إرسال إشارات بين القيادات.

الصول إدريس، طرح حينها فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة خلال الحرب، التي كان لها دورًا كبيرًا في التواصل بين القادة ولم تستطع إسرائيل فكها.

بدون حروف

وقال إدريس حينها إن اللغة النوبية لا تكتب، ولن يستطيع أحد فكها نظرًا لخلوها من الحروف الأبجدية، فوافق الرئيس الراحل محمد أنور السادات على اقتراحه وأكد على السرية التامة.

وقرر الجيش الاستعانة بالمجندين النوبيين من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، من الداخل إلى الحدود حتى حرب 1973.

الضربة الأولى

وكان الصول إدريس سببًا في نجاح حرب أكتوبر نتيجة استخدام اللغة النوبية كشفرة لأمر الضربة الأولى والتي لا يعرفها إلا النوبيين فقط في العالم.

اللغة النوبية تعتمد على الدلالات أكثر من اعتمادها على المعاني والمفردة النوبية تعبر بحسها وذاتها عن المعنى المراد التوصل إليه.

الكنوز والفديكا

وتشمل اللغة النوبية لهجتين "لهجة نوبة الكنوز"، وهي متطورة من اللهجة "الدنقلاوية" نسبة إلى دنقلة جنوب السودان، و"لهجة نوبة الفديكا"، بينما يعود أصل "الفديكا" إلى اللهجة "المحسية"، التي كان يتحدث بها سكان شمال السودان.