«ثقافة التنوع».. ندوة لمنظمة خريجي الأزهر بالتعاون مع مطرانية البحيرة
أُقيمت اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان "ثقافة التنوع" بمركز الإبداع الثقافي بدمنهور وذلك برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وإيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وتوجيهات الدكتور منصور أبو العدب فرع منظمة خريجي الأزهر بالبحيرة بالتعاون مع مطرانية البحيرة، ومطروح ومركز الإبداع الفني والثقافي التابع لوزارة الثقافة.
وخلال كلمته، قال الدكتور منصور أبو العدب، إن التنوع الثقافي حق مشروع لأن التنوع ينبع من مفهوم الحياة وهي حق أصيل لكل الناس وما أنشئت الأرض إلا للعمارة فقد قال تعالى "هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" وفي مقابل الإعمار الإفساد الذي أنهى عنه كل الشرائع قال تعالى "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا" فإذا أردنا الحياة يجب علينا قبول التنوع الثقافي وتعريف التنوع الثقافي هو مجموعة من المعتقدات والسلوكيات التي تؤدي إلى اشتراك جميع أطياف البشر لإعمار الأرض.
وأضاف: ويقوم التنوع على احترام الاختلاف واحترام الإبداع وتشجيعه وأكد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هذا الحق فالإسلام يحترم إبداع الجميع فالذي أشار بحفر الخندق في غزوة الأحزاب هو سلمان الفارسي ذو الثقافة المختلفة عن العرب وتعريف الثقافة عند "تايلور" هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والأعراف والقدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوًا في المجتمع وهناك فرق بين الثقافة التي تتسم بالمحلية والحضارة الشمولية المتسمة بالعالمية والمدنية وهي المادية التكنولوجية وخلاصة القول لابد أن يضفي الإسلام قبول التنوع الثقافي على اتباعه فيبتعد عن التعصب ويؤمن بأحقية الإنسان على ماله ونفسه ودمه وماله وعرضه وله الحق في الانتقاد وحرية الرأي طالما كان الهدف منه الانتماء.
وفي كلمة القمص قال طوبيا إسكندر: لابد من تفاعل الحضارات فلا يستقيم التفرد والانعزال وجميع الحضارات ترتبط بالدين أيا كانت الحضارة سومارية يونانية فرعونية قبطية إسلامية، فنحن مطالبين بالتواصل لأن الانغلاق يؤدي إلى التخلف والحضارات في تنوعها ثلاثة أسس مهمة اللغة والدين والعادات والتقاليد ودراسة المعتقدات والثقافات ليس معناها الإيمان بها ولكن العلم بها وقبولها واحترام معتنقيها وهذا يتواءم مع قول الرئيس "التنوع والتعدد من سمات الكون وكل ما يدعو للصدام سيفقد مكانه".
واستكمل: وفي الكتاب المقدس في سفر التكوين التنوع في الثمر الواحد، وهناك من القصص ما يؤكد على أهمية التنوع مثل قصة سيدنا يوسف صاحب الثقافة المختلفة عن ثقافة الفراعنة والذي حماهم وحمى العالم من مخاطر الجفاف وكذلك حكاية السومري واليهودي وكذلك حكاية الأم التي أرادت من المسيح شفاء ابنتها رغم أنها أممية وكل ما في الكون يدل على التنوع فالمناخ به تنوع والأرض بها تنوع في التضاريس.
اختتم هذا اللقاء الأخوي بالشكر الجزيل لفرع المنظمة بقيادة الدكتور منصور أبو العدب ومطرانية البحيرة والقمص طوبيا إسكندر والدكتور بشارة عبد الملاك عضو المجلس الملي، والدكتور مينا عازر عضو لجنة العلاقات العامة بالمطرانية، وياسمين الشباسي مدير مركز الإبداع.