المشير طنطاوي.. مسيرة بطل خاض 3 حروب وحمى وطنه من التمزق
استيقظ المصريون اليوم الثلاثاء على وفاة المشير طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، عن عمر يناهز 86 عاما، بعد سجل حافل من البطولات التاريخية، ليترك المشير طنطاوي بصمة في تاريخ مصر خلال فترة عمله بالقوات المسلحة.
وسجل التاريخ لـ المشير محمد حسين طنطاوي أنه الرجل الذي حمى وطنه من التمزق، وعبر به إلى بر الأمان، خلال عام كامل تحمل فيه مع المجلس العسكري.
مسقط رأس المشير طنطاوي وتعليمه
في 31 أكتوبر عام 1935، ولد المشير محمد حسين طنطاوي، في حي عابدين، بوسط القاهرة، لأسرة نوبية من أسوان، تعلّم القرآن في الكتاب وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية، والتحق بالكلية الحربية وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية عام 1956.
بدأ المشير طنطاوي مسيرة الشرف، ضابطا بالمشاة الميكانيكي، ثم معلمّا بالكلية الحربية في فترة الستينات، التي أتاحت له الفرصة أن يعد أجيالا كثيرة تتلمذت على يديه وغرز فيها عشق الوطن، ثم سافر إلى الجزائر لينشئ الكلية الحربية الجزائرية، وفي عام 1975، عمل ملحقا عسكريا لمصر في باكستان، ثم أفغانستان.
تولي المشير طنطاوي قيادة الجيش الثاني الميداني
وفي عام 1987، تولى المشير طنطاوي منصب قائد الجيش الثاني الميداني، برتبة اللواء، ثم قائد قوات الحرس الجمهوري عام 1988، ثم رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة، وكان له دور بارز في توجيه عمليات قتال الفرقة المصرية التي شاركت في حرب تحرير الكويت، وأشاد بدوره قائد العمليات الأمريكي، ثم تولى رئاسة الأركان 1990، برتبة الفريق، ثم وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والقائد العام 1991، برتبة فريق أول، ثم أصدر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، قرارًا 1993 بترقيته إلى رتبة المشير.
وترك المشير طنطاوي سجلا حافلا بالبطولات، بدأ على أرض سيناء، حين كان قائدا للكتيبة 16 مشاة ميكانيكي في حرب أكتوبر، وما أظهره من كفاءة قتالية شهد بها العدو في معركة المزرعة الصينية.
المشير طنطاوي صمام أمان مصر
لم يكن المشير طنطاوي مجرد مقاتل في ثلاثة حروب (1956 والاستنزاف وأكتوبر 1973)، أو وزير دفاع تحمل على عاتقه مهمة الحفاظ على الجيش المصري وتماسكه، أثناء حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ولكنه كان صمام أمان مصر في فترة الانفلات الأمني، من يناير 2011، التي أثبت فيها كفاءة عالية في إدارة وحماية البلاد من مؤامرات الداخل والخارج بصفته رئيسا للمجلس العسكري.
الأوسمة العسكرية التي حصل عليها المشير طنطاوي
حصل المشير طنطاوي -خلال مشواره العسكري- على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات منها وسام التحرير، ونوط الجلاء العسكري، ونوط النصر، ونوط الشجاعة العسكري، والتدريب، والخدمة الممتازة، ووسام الجمهورية التونسية، ووسام تحرير الكويت، ونوط المعركة، وميدالية تحرير الكويت، بالإضافة إلى ميدالية يوم الجيش.
ونعت مصر رحيل المشير محمد حسين طنطاوي الذي تولى قيادة البلاد في ظروف استثنائية، أظهرت فيها مصر صمودا وقوة أمام رياح عاصفة حملت الفوضى والخراب داخل دول مجاورة لا تزال تعاني ولا تستطيع الخروج من أزماتها المتلاحقة.
الرئيس السيسي ينعى المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق
ونعى الرئيس عبد الفتاح السيسي، المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، الذي وافته المنية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء.
وقال الرئيس السيسي -في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية-: “فقدت مصر رجلا من أخلص أبناءها وأحد رموزها العسكرية الذي وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن، المغفور له المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق”.
وأضاف الرئيس أن "الراحل بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ساهم خلالها في صناعة أعظم الأمجاد والبطولات التي سُجلت بحروف من نور في التاريخ المصري".
وتابع الرئيس أن "الراحل قائد ورجل دولة تولى مسؤولية إدارة دفة البلاد في فترة غاية في الصعوبة تصدى خلالها بحكمة واقتدار للمخاطر المحدقة التي أحاطت بمصر".
وإذ ينعى الرئيس السيسي، للأمة رجلاً كانت له صفات الأبطال، فأنه يعرب باسمه وباسم شعب مصر وحكومتها عن خالص عزائه ومواساته لأسرة الراحل المشير محمد حسين طنطاوي، ويدعو المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته جزاء صالح أعماله للوطن".
القوات المسلحة تنعى المشير حسين طنطاوي
ونعت القيادة العامة للقوات المسلحة، ابنا من أبنائها، وقائدا من قادة حرب أكتوبر المجيدة، المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، الذي وافته المنية صباح اليوم الثلاثاء.
وتقدمت لأسرته ولضباط القوات المسلحة ولجنودها بخالص العزاء، داعين المولى سبحانه وتعالى، أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
مجلس الوزراء ينعى المشير طنطاوي: كان رجل دولة من طراز خاص
ونعى مجلس الوزراء ببالغ الحزن، وعميق الأسى، المشير محمد حسين طنطاوي، الذي وافته المنية صباح اليوم، متوجهاً بخالص التعازي إلى عائلة الراحل العظيم، وأسرة العسكرية المصرية، وجموع الشعب المصري الذي طالما ناضل من أجله، داعياً الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن الراحل العظيم يكون برحيله قد ترجل كفارس نبيل بعد مسيرة طويلة مشرفة بذل خلالها الكثير في سبيل رفعة وطنه، قائداً في صفوف القوات المسلحة خلال حروب مصر الحاسمة، ووزيرا للدفاع عبر سنوات صعبة، ثم رئيساً للمجلس العسكري الذي أدار دفة البلاد في فترة شديدة الدقة ليعبر بها سنوات الضباب، حيث حمل وأعضاء المجلس العسكرى حينها، أمانة ومسئولية وطن، فى فترة من أدق فترات تاريخه، تحملوا خلالها الكثير والكثير من أجل هدف واحد، هو الحفاظ على استقرار الوطن، ووحدة وسلامة أراضيه، وفاء لما أقسموا عليه.
وأشار مدبولي إلى أن ما حققه المشير طنطاوي خلال رحلته سيجعل اسمه خالداً للأبد في تاريخ الأمة، وقلوب المصريين، وسجل شرفاء هذا الوطن، فقد كان قائداً عسكرياً فذاً، ورجل دولة من طراز خاص، استجاب لنداء الوطن في كل وقت وحين، وأدى مهامه الجسام بضمير وطني، وشجاعة وإقدام، لم يبتغ إلا أن يبصر راية مصر خفاقة، وأرضها حرة مستقلة، وإرادتها صلبة لا تلين ولا تنكسر.
رئيس البرلمان ناعيا المشير طنطاوي: قائد عظيم خرج من نبت أرض مصر الطيبة
ونعى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، باسمه وباسم أعضاء مجلس النواب، ببالغ الحزن والأسي، المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي (الأسبق)، الذي وافته المنية، صباح اليوم الثلاثاء.
وقال رئيس المجلس -في برقية عزاء، اليوم الثلاثاء-: “بقلوب مطمئنة راضية بقضاء الله وقدره ننعى إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشعب مصر العظيم، وفاة المغفور له بإذن الله ابن مصر البار المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي (الأسبق)، الذي خرج من نبت أرض مصر الطيبة، وحمل لواء الدفاع عن ترابها المقدس في مسيرة عطاء متواصلة امتدت لعقود”.
وأضاف أن “هذا القائد العظيم كان مصدراً للإلهام والصمود وسيظل شاهداً أميناً على ملحمة الشرف والعزة التي خاضتها مصر في جميع معاركها، وشارك في مسؤولية إدارة البلاد خلال حقبة من الزمن بما حوته من أحداث فارقة في تاريخها هي الأخطر أثراً والقاسية بمسئولياتها الجسام، حفلت بالأهوال والأنواء”.
وتابع أن "الراحل استطاع بحكمته وبصيرته الصائبة أن يصل بمصر إلى مرفأ الأمن والآمان رغم وعورة الطريق وجسامة التحدي، حيث تحلى برباطة الجأش والمثابرة لعلمه بما يحاك للوطن من الخارج والداخل، وحرص ألا يكون الجيش في مواجهة الشعب، بل مدافعاً وحامياً لأمنه واستقراره".
وأردف "إننا نفتقد هذا القائد العظيم ولا نملك إلا ندعو الله عز وجل أن يشمله بواسع رحمته، نظير ما قدم لوطنه ومواطنيه"، داعيا المولى عز وجل أن يسكن فقيد مصر فسيح جناته، وأن يلهم شعب مصر وتلامذته صبر المؤمنين.
تولى طنطاوي قيادة البلاد في ظروف استثنائية، أظهرت فيها مصر صمودًا وقوة أمام رياح عاصفة حملت الفوضى والخراب داخل دول مجاورة لا تزال تعاني ولا تستطيع الخروج من أزماتها المتلاحقة.
يسجل التاريخ للمشير أنه الرجل الذي حمى وطنه من التمزق، وعبر به إلى بر الأمان، خلال عام كامل تحمل فيه مع المجلس العسكري ما ينوء عن حمله الجبال.
المشير طنطاوي حصل خلال مشواره العسكري على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات منها وسام التحرير، ونوط الجلاء العسكري، ونوط النصر، ونوط الشجاعة العسكري، والتدريب، والخدمة الممتازة، ووسام الجمهورية التونسية، ووسام تحرير الكويت، ونوط المعركة، وميدالية تحرير الكويت، بالإضافة إلى ميدالية يوم الجيش.
هدية المشير طنطاوي للقوات المسلحة
وفي ديسمبر العام الماضي، أصدر الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، القرار رقم 230 لسنة 2020، بالموافقة على قبول الإهداء المقدم من المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، لصالح القوات المسلحة.
ونص القرار على قبول إهداء عبارة عن أسلحة وذخائر في حدود مبلغ 24 ألفا و300 جنيه، لصالح القوات المسلحة وتتمثل الأسلحة في الجدول التالي:
وجاءت الهدايا كالتالي:
2 مسدس بالخزنة، كولت، العيار 0.38، بقيمة 5000 جنيه
بندقية خرطوش، أنطونيو زولي، العيار 12 بروحين، بقيمة 3000 جنيه
مسدس، سترلينج، العيار 0.22 بقيمة 5000 جنيه
مسدس سترلينج العيار 0.22، بقيمة 5000 جنيه
خنجر MIROV بقيمة 200 جنيه
خنجر SOMO، بقيمة 200 جنيه
خزنة مسدس كولت العيار 3 بقيمة 150 جنيه
خزنة مسدس سترلينج احتياط بقيمة 150 جنيه
جراب مسدس كولت بقيمة 100 جنيه
أدوات نظافة خرطوش بقيمة 50 جنيها
جراب بندقية خرطوش بقيمة 100 جنيه
ذخيرة كولت 0.38، 182 طلقة، بقيمة 350 جنيها.
ونص القرار في مادته الثانية: على جهات الاختصاص تنفيذ القرار، وفي المادة الثالثة: ينشر هذا القرار في الوقائع المصرية ويعمل به من تاريخ نشره.