العروة الزراعية ترفع «الخضر والفاكهة».. وتوقعات بهدوء الأسعار الشهر المقبل
خاص| أسعار السلع مستقرة في الأسواق.. وخبراء: نوفمبر وديسمبر الأفضل
شهدت الأسواق خلال الشهر الماضي استقرارا في أسعار معظم السلع الاستهلاكية، واستقرت أسعار الزيوت الطبيعية والسكر ومنتجات الألبان والدقيق و المخبوزات، وكانت أبرز التغيرات في أسعار السوق ارتفاعا طفيفا في أسعار اللحوم، وارتفعت أسعار اللحم الكندوز البلدي بحوالي 8% بينما ارتفع سعر البتلو بحوالي 7%، واللحم الضأن بحدود 7% مقارنة بالشهر السابق.
وقال خبراء زراعيون وفي الاستزراع السمكي، إن المجهود الذي بُذل في الفترة الأخيرة على صعيد تطوير الريف المصري، والاهتمام مرة أخرى بقطاع الزراعة ودعم المزارعين، واستصلاح المزيد من الأراضي وإقامة مشروعات استزراع سمكي، ساهمت في توفير البروتين اللازم، والخضر والفاكهة في ظل تنامي الطلب من السوق الاستهلاكية بفعل الزيادة السكانية.
تراجع إنتاجية الفدان بسبب الظروف المناخية وراء ارتفاع الأسعار
أضافوا لـ«مستقبل وطن نيوز» أن بعض التغيرات المناخية، تسببت الفترة الأخيرة في تراجع إنتاجية الفدان، وبالتالي تراجع المعروض وارتفاع الأسعار بشكل طفيف، مشيرين إلى أن السوق في طريقها إلى الهدوء السعري اعتبارا من الشهر المقبل، بدعم من تحسن الأحوال الجوية والمناخية.
وبينما انخفضت أسعار الدواجن البيضاء بحوالي 8% وانخفضت أسعار بيض المائدة بحوالي 11%، شهدت الأسعار تباينا في أسعار الفاكهة بين انخفاض في سعر بعض أنواع الفاكهة الموسمية مع زيادة المعروض منها نتيجة زيادة حجم الإنتاج والمعروض بنسب تتراوح بين 10 إلى 20 % وارتفاع في أنواع أخري تراوح بين 5 إلى 10%، كما شهدت الأسواق ارتفاعًا في أسعار بعض أنواع الخضر الطازجة والتي بدأت في التراجع خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري مثل الليمون والطماطم والتي تراجعت أسعارهم بشكل كبير بعدما سجلا ارتفاعا كبيرا خلال الشهر الماضي.
مشروعات زراعية لتعويض فاقد الأراضي وتلبية الطلب المتنامي
وشمل تقرير المتابعة الشهرية لحركة الأسواق المحلية - الذي تلقاه المهندس إبراهيم محمود العربي رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية والذي يصدر بالتعاون مع الغرف التجارية بجميع المحافظات لرصد جميع المتغيرات التي تشهدها حركة التجارة الداخلية - أسباب ارتفاع أسعار الخضر الطازجة خلال الشهر الماضي والذي يرجع لنظام العروة الزراعية ومواسم الزراعة والحصاد للمحاصيل الموسمية، وتوقع التقرير أن تشهد الأسواق استمرارا في انخفاض أسعار الخضروات الطازجة الموسمية خلال الشهر الحالي لتعود لمعدلاتها الطبيعية مع بداية الشهر المقبل.
ونوه المهندس إبراهيم العربي، إلى أن لجان المتابعة باتحاد الغرف التجارية ترصد حركة التغيرات التي تشهدها الأسواق من حيث حجم و توزيع وسعر كافة السلع وتقوم بتحليل تلك البيانات ومقارنتها بالمتغيرات العالمية لوضع تصورات مستقبلية لحركة الأسواق و المتغيرات السعرية التي قد تؤثر علي الأسواق المحلية، كما تبحث في أسباب أي ارتفاعات في الأسعار لمواجهتها لضمان استقرار الأسواق.
وقال عادل زيدان، الخبير الزراعي، إن المشروعات الزراعية التي دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، الفترة الماضية، مثل مشروع الصوب والدلتا الجديدة وغرب المنيا في إطار الـ1.5 مليون فدان، ساهمت في تعويض النقص في الأراضي الزراعية، وعملت على توفير الخضر والفاكهة في الأسواق بوفرة.
وأضاف عادل زيدان، أن المزارعين أصبح لديهم الوعي الكافي لمعرفة الزراعات المطلوبة التي تغطي تكاليف الزراعة وتحقق هامش ربح مناسب لهم كل عام، بدعم من برامج الإرشاد الزراعي التي توفرها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وهو ما يبشر بتلبية احتياجات الأسواق من الخضر والفاكهة، بالإضافة إلى مواصلة التصدير الفترة المقبلة، بعد نموه الملحوظ مؤخرا.
ثبات أسعار المنظفات والأدوات الكهربائية والمكتبية
ورصد تقرير المتابعة ثبات أسعار البقوليات، قطع غيار السيارات، المنظفات والكيماويات، الأدوات الكهربائية، الأخشاب و الأدوات المنزلية والزجاج والحدايد والبويات والمنسوجات والأقمشة والأدوات المكتبية، وبالرغم من بدء الاستعداد لموسم العام الدراسي الجديد وما يصاحبه من ارتفاع كبير في الطلب علي تلك المنتجات وارتفاع أسعارها إلا أن التقرير توقع انخفاض أسعارها، بالإضافة لأسعار الملابس و المنتجات الجلدية والأحذية مع انطلاق سلسلة معارض أهلاً مدارس والتي تنطلق تحت رعاية الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء و بالتعاون مع وزارات التموين والتجارة الداخلية والصناعة والغرف التجارية بأنحاء الجمهورية.
من جانبه، قال مازن الصواف، خبير الاستزراع السمكي، إن مصر تحتل المركز الثالث في إنتاج البلطي على مستوى العالم، وأن هناك وفرة في الإنتاج من الأسماك في السوق المصري، وإن لم يخلو الأمر من بعض المشكلات مثل تواضع أسعار الأسماك التي تحددها بورصة الأسماك في كفر الشيخ مقارنة بارتفاع مستلزمات ومدخلات الإنتاج.
أسماك بحجم أكبر ووفرة في المعروض خلال نوفمبر وديسمبر
أضاف خبير الاستزراع السمكي، أن بعض المزارعين يعمدون إلى تخزين الأسماك وإبقائها في الأحواض لمدة أطول لحين تعطيش السوق، بغرض الاستفادة من ارتفاع الأسعار تعويضا لفاتورة الإنتاج المرتفعة، مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت إنشاء عدد كبير من المواطنين، ممن يمتلكون الأراضي، أحواض استزراع سمكي، كمشروع صغير يدر عائد ربح جيد.
وأوضح أنه من المنتظر خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين، أن تتمتع الأسواق بوفرة في المعروض، بالإضافة إلى أن طعم الأسماك تكون أفضل في الشتاء، لأنها لا تستهلك الكثير من الطعام، فيما يعرف بظاهرة الصوم، وفي المقابل استهلاك الدهون المتراكمة في جسم السمك.