باريس: أستراليا ارتكبت خطأ جسيماً بالتراجع عن صفقة الغواصات
قال السفير الفرنسي لدى أستراليا جان بيير تيبو، اليوم السبت، إن أستراليا ارتكبت "خطأ دبلوماسياً جسيماً" بعد أن تراجعت عن صفقة لشراء غواصات فرنسية بمليارات الدولارات لصالح صفقة بديلة مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
واستدعت فرنسا، أمس الجمعة، سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور، في قرار غير مسبوق تجاه حليفين تاريخيين، عقب إلغاء كانبيرا عقداً ضخماً مع باريس لشراء غواصات وإبرامها آخَر جديداً مع واشنطن للغرض نفسه.
وقال السفير الفرنسي لدى أستراليا: "أعتقد أن هذا كان خطأ جسيماً وتعاملاً بالغ السوء مع الشراكة، لأنه لم يكن عقداً بل شراكة يفترض أنها قائمة على الثقة والصدق والتفاهم المتبادل".
ونقلت وكالة " أسوشيتد برس" عن تيبو القول: "إنه علم بصفقة الغواصات الأميركية، مثل الجميع عن طريق الصحافة الأسترالية"، مؤكداً أنه "لم يتم إبلاغه أبداً بأي تغيير، مع وجود العديد من الفرص والقنوات والتي لم تذكر التغيير أبداً".
وبينت الوكالة أن وزيرا الخارجية والدفاع الأستراليين ماريز باين وبيتر داتون يتواجدان حالياً في الولايات المتحدة لإجراء "محادثات سنوية" مع نظرائهما الأميركيين، والتي تعد أول نقاشات لهما مع إدارة الرئيس جو بايدن.
ودعا النائب في البرلمان الأسترالي مارك دريفوس، حكومة بلاده إلى "إصلاح العلاقات مع فرنسا"، لافتا إلى أنها "دولة لها مصالح معنا، والتأثير على العلاقات معها يعد مصدر قلق".
وأضاف دريفوس: "لقد صُدم الفرنسيون بهذا القرار وعلى رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن يعمل على حماية العلاقات"، بحسب ما نقلته " أسوشيتد برس".
وصرّح وزير الدولة للشؤون الأوروبية كليمان بون لقناة "فرانس 24" الإخبارية: "نجري مفاوضات تجارية مع أستراليا. لا أعلم كيف سيكون بإمكاننا الوثوق بشركائنا الأستراليين".
ومن المقرر عقد الجولة التالية من المحادثات التي تغطي مجالات تشمل التجارة والخدمات والاستثمار وحقوق الملكية الفكرية، في خريف العام الحالي.
وكانت أستراليا قد أعلنت الخميس، أنها ستلغي الصفقة التي تم الاتفاق عليها في عام 2016 مع مجموعة نافال الفرنسية لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، وأنها ستبني بدلاً من ذلك ما لا يقل عن 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أميركية وبريطانية بعد إبرام شراكة أمنية مع الدولتين.
ووصفت فرنسا إلغاء صفقة لبناء 12 غواصة تقليدية تعمل بالديزل والكهرباء، وتقدر قيمتها بمبلغ 40 مليار دولار في عام 2016، بأنها "طعنة في الظهر"، وقررت استدعاء سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا.
وقالت أستراليا إنها "تأسف لقرار فرنسا استدعاء سفيرها في كانبيرا" وإنها "تثمن علاقتها مع فرنسا وستستمر في التواصل مع باريس بشأن قضايا أخرى".
وقال متحدث باسم وزيرة الخارجية ماريز باين في بيان إن "أستراليا تتفهم خيبة أمل فرنسا العميقة من قرارنا الذي اتُخذ بما يتفق مع مصالح الأمن القومي الواضحة والمُعلن عنها".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن فرنسا "حليف حيوي وإن الولايات المتحدة ستعمل في الأيام المقبلة على حل الخلافات".
وأعلن برايس أن بلاده "تأمل" في أن تتمكن من إثارة خلافها مع فرنسا بشأن أزمة الغواصات "الأسبوع المقبل" في الأمم المتحدة.
وأضاف أنه "يتفهم موقف" الفرنسيين، مؤكداً أنه أحيط علماً بقرار باريس غير المسبوق استدعاء سفيرها في الولايات المتحدة "للتشاور".
ويمثل الخلاف أدنى مستوى في العلاقات بين أستراليا وفرنسا منذ عام 1995 عندما احتجت كانبيرا على قرار باريس استئناف التجارب النووية في جنوب المحيط الهادي واستدعت سفيرها للتشاور.