أزمة الغواصات تهدد المحادثات التجارية بين أستراليا والاتحاد الأوروبى
قالت فرنسا اليوم الجمعة، إنها غير قادرة على الوثوق بأستراليا في المحادثات الجارية بشأن إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، بعدما تخلت كانبيرا عن صفقة لشراء غواصات فرنسية لصالح غواصات أميركية.
وصرّح وزير الدولة الفرنسى للشؤون الأوروبية كليمان بون لـ “قناة فرانس 24 الإخبارية"، بأن بلاده تجري مفاوضات تجارية مع أستراليا"، مستدركا، بقوله: "لا أعلم كيف سيكون بإمكاننا الوثوق بشركائنا الأستراليين".
وكانت المفوضية الأوروبية مسؤولة منذ العام 2018، عن التفاوض بشأن اتفاقيات التجارة الحرة مع أستراليا ونيوزيلندا.
وتصاعدت حدة الازمة بين فرنسا من جهة وأمريكا وأستراليا من جهة أخرى، على خلفية إعلان أستراليا أمس الخميس، فسخ عقد ضخم أبرمته مع فرنسا في 2016 لشراء غواصات تقليدية، مفضلة عقد شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وهو ما وصفته باريس بأنه “طعنة فى الظهر”.
وألغت السلطات الفرنسية، حفل استقبال كان مقررا اليوم الجمعة في واشنطن، بمناسبة ذكرى معركة بحرية حاسمة في حرب الاستقلال الأمريكية توجت بانتصار الأسطول الفرنسي على الأسطول البريطاني في 5 سبتمبر 1781.
وأطلقت الولايات المتحدة أمس الأول الأربعاء، شراكة أمنية واسعة النطاق مع أستراليا وبريطانيا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في مواجهة الصين، تتضمّن تسليم كانبيرا غواصات ذات دفع نووي، وهو ما اعتبرته بكين صفقة "غير مسؤولة".
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أمس الخميس، إن فرنسا "شريك حيوي" للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وذلك بعد يوم من إعلان تحالف عسكري مع بريطانيا وأستراليا، وهو الأمر الذي أثار حفيظة باريس.
وقال بلينكين، في مؤتمر صحفي بواشنطن: "لا يوجد انقسام إقليمي بين مصالح شركائنا الأطلسيين والسلاميين"، حسبما ذكر موقع “قناة يورو نيوز”.
وأضاف بلينكين: "هذه الشراكة مع أستراليا وبريطانيا تظهر أننا نريد العمل مع شركائنا، بما في ذلك في أوروبا، لضمان منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة"
وانتقدت فرنسا هذا الإعلان، الذي نتج عنه فسخ أستراليا عقداً ضخماً أبرمته معها ،في 2016 لشراء غواصات تقليدية فرنسيا بقيمة 90 مليار دولار أسترالي (56 مليار يورو).
وأصر بلينكين أثناء استقباله وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين: "إننا نحيي الدول الأوروبية التي تلعب دورًا مهمًا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ونريد مواصلة التعاون الوثيق مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومع آخرين في هذا الصدد".