«فسحة ملوكي».. قصر محمد علي من خراب الإرهاب لأيقونة تحكي تاريخ مصر
يسابق المعماريين وخبراء الترميم ومهندسين فن العمارة الزمن، لترميم قصر محمد علي بشبرا، وإعادته لسيرته الأولى التي شيد عليها عام 1808، بعد أن دفع ثمنًا غاليًا من رقيه وجماله في تفجير إرهابي بحي شبرا الخيمة أصاب المباني المجاورة لقصر محمد علي يوم 20 أغسطس 2015.
قصر محمد علي بشبرا يدخل مرحلة الترميم الأخيرة
قصر محمد علي بشبرا الخيمة المقام على مساحة 26 فدانًا، ويضم في حرمه مبنيان يعتبران تحفا معمارية في البناء والزخارف والتزيين، هما مبنى "الفسقية"، ومبنى "الجبلاية"، في المراحل الأخيرة من عمليات الترميم، والتي استعرضها، الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، في جلسة استثنائية لمجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار، اليوم الأربعاء، وذلك بمقر الوزارة بالزمالك.
كوبري مشاة يربط القصر بمرسي نيلي لاستقبال الزوار نهاية 2021
الاستعدادات النهائية لافتتاح قصر محمد علي بشبرا نهاية العام الجاري غير مقتصرة على مباني القصر وحديقته، بل تمتد الأعمال للمرسى النيلي السياحي الموجود أمامه، الذي سيتم ربطه بالقصر عن طريق كوبري مشاة جارٍ تنفيذه لنقل السائحين والزوار المحليين.
قصر محمد علي بشبرا الخيمة الذي استمرت عملية بناءه 4 سنوات انتهت عام 1812، وشهد على مدار تاريخه الكثير من الأحداث الهامة والحفلات الرسمية، طبقًا لما أشار إليه الدكتور خالد العناني وزير السياحة والأثار أثناء زيارة سابقة للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، للقصر تفقد خلالها خطوات ترميم ورفع كفاء القصر، ومتابعة سير الأعمال والموقف التنفيذي للمشروع.
نسبة الترميم لقصر "الفسقية" تخطت 93%
نسبة التنفيذ والترميم لمبنى قصر الفسقية تخطت نسبة 93%، حيث تم الانتهاء من أعمال الرفع الفوتوغرافي والمعماري، والمساحي للقصر بالكامل، كما تم الانتهاء من أعمال ترميم الرخام للأرضيات، والحوائط الرخامية، إضافة إلى الانتهاء من رفع كفاءة البحيرة، حيث تم إزالة جميع الأرضيات، وتم عمل دكة أسفلها وعزلها، كما تم عمل الوصلات الكهربائية الخاصة بالبحيرة، وإعادة تركيب الأرضيات الرخامية لها، واستكمال الأجزاء المفقودة من أرضية البُحيرة.
بتكلفة 55 مليون جنيه تم ترميم القصر عام 2005
لم تكن هذه المرة الأولى التي تدرج الدولة القصر ضمن خطط الترميم للمواقع الأثرية، فمنذ أشرف المهندس المعماري ذو الفقار كتخدا على بناءه في عهد محمد علي باشا والي مصر، وتم زخرفته بواسطة المهندس يوسف حكيكيان، أجرت عملية ترميم للقصر من بين عامي 2004 و2005 بتكلفة بلغت 55 مليون جنيه.
تفجير إرهابي أستهدف شبرا الخيمة حطم واجهات القصر
9 لوحات فنية أثرية تم سرقتهم من قصر محمد علي بشبرا، تعود جميعها إلى عصر الأسرة العلوية، طبقًا لما أعلنته وزارة الثقافة عام 2009، وفي عام 2011 تم إغلاق القصر بسبب أحداث الانفلات الأمني، وظل الإغلاق مستمر للقصر حتى اليوم بسبب أعمال الترميم التي تتم به، نتيجة تحطم أجزاء خارجية وداخلية منه لوقوعه في حزام موجة تفجيرية لعملية إرهابية تمت بالقرب منه عام 2015.
قصر محمد علي كان سببًا في إنشاء حي شبرا الخيمة
أهمية قصر محمد علي باشا بعد التطوير كبيرة للغاية، ولا تقل أهمية عن الاهتمام بأي أثر ماضي، مثل قصر عابدين والقلعة، وفقًا لما قاله الدكتور عاصم دسوقي أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة حلوان، في تصريحات صحفية سابقة.
محمد علي بنى هذا القصر رغم أنه لم يكن يقيم به، ويسكن بالأصل في القلعة، ولكن جاءت فكرة بناءه من الأساس، لاحتمال الحاجة له، بسبب أنه وافد على مصر ولم يكن يطمأن لوجوده بين المصريين، وخصوصا في ظل الشروط التي تم تعيينه بها، والتي تقتضي بأنه لا يقضي أي أمر أو يصدره دون الرجوع للقضاة.
المؤرخ المصري أشار إلى أن محمد علي شيد القصر، وكان حجر الأساس واللبنة الأولى لحي شبرا الموجود حاليا، ومن هنا بدأت شبرا تظهر، وبدأ تشييد بعض الأماكن الأخرى، لذا يعتبر محمد علي هو من أنشئ شبرا في ثمانينيات القرن 19.
شارع الترعة البولاقية، كما أوضح الدكتور عاصم الدسوقي كان عبارة عن ترعة حقيقية، تحد جزيرة بدران من جهة ونهر النيل من ناحية روض الفرج من جهة أخرى، قبل أن يردمها محمد علي، حتى يليق بالمكان والقصر من حوله وتصبح الشوارع المحيطة بالقصر راقية وزاهية.