رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

محمود العربي.. وداعا شهبندر تجار مصر 

نشر
محمود العربي
محمود العربي

رحل «شهبندر تجار مصر» الحاج محمود العربي، مودعا صخب الأسواق وتجاذبات التجار، بعد مسيرة مهنية طويلة، بدأ خلالها تاجرا للخردوات، وألعاب الأطفال، ثم تدرج في المجتمع التجاري، وصولاً إلى رئاسة الاتحاد العام للغرف التجارية لمدة 16 عاما "1988-2004".

التاجر الذي بدأ حياته "1932-2021" بحفظ القرآن الكريم صغيرا في كتاب القرية فتشبعت به نفسه، وكان له الأثر الطيب بداخله، فكان التاجر الأمين؛ حيث هوى التجارة، مستعينا بنحو 40 قرشا قبل أكثر 7 عقود، اختبر التجارة خلالها طفلاً واختبرته، ومارسها وعرف عنها الكثير؛ حيث عمل لدى أحد تجار حي الحسين، ونشأ على حرفة تاجره ومعلمه تاجرا للخردوات هو الآخر.

مسيرة طويلة في أسواق التجارة

كان محمود العربي، شاهداً على فترات عصيبة مرت بها الأسواق، وأخرى تميزت بالانتعاش، فسعى عام 1973 للانضمام لغرفة القاهرة، عضوا بشعبة الخردوات، والأدوات المكتبية، ولعب الأطفال، وامتلك محلاً بحي الموسكي، ثم تدرج في موقعه إلى أن أصبح عضوا بمجلس الإدارة في عهد محمد البليدى حين كان يرأس الغرفة التجارية بالقاهرة.

ترشح محمود العربي، لمجلس إدارة الغرفة، وفاز بفارق كبير جدا بالمقارنة بالقوائم الأخرى، وأصبح رئيسا لغرفة القاهرة وجمع بين رئاسة غرفة القاهرة والاتحاد العام الغرف التجارية وذلك لمدة 16 عاما.

علاقة الرجل لم تكن منقطعة عن الصناعة وأحوالها، فقد كانت له تجربة صناعية متواضعة في مقتبل عمره عندما كان صاحب مصنع لتصنيع الألوان والأحبار، قبل أن يلجأ إلى تجارة الخردوات، والأدوات المكتبية، ولعب الأطفال بعد ذلك.

اليابان.. نقطة الانطلاق نحو إمبراطوريته الصناعية

زار الراحل دولة اليابان في منتصف سبعينات القرن الماضي، وأعجب بتجربة هذا البلد، ورأى هناك مصانع توشيبا اليابانية، وعرض عليهم أن يكون وكيلهم في مصر ووافقوا، ثم شرع في بناء إمبراطورية صناعية بمكون محلي 40% وصولاً إلى 95%.

لم يهوى محمود العربي، عالم السياسة، فكان عضواً بمجلس الشعب لدورة واحدة فقط، عاد بعدها إلى سوقه، فزاد من صادرات مصنعه للأسواق الخارجية، ووفر فرص عمل كثيرة للشباب، وعرف عنه أيضا حبه للعمل الخيري، وأحد أوجه هذا العمل، مستشفى بناه في مسقط رأسه بقرية أبو رقبة مركز أشمون، محافظة المنوفية، وشاءت الأقدار أن يرحل منه بعد مرض ألمّ به عدة أشهر، ليرحل بذلك جسدًا، وتبقى سيرة شهبندر التجار حية لا تموت.

الراحل محمود العربي 

 

عاجل