وزير الأوقاف من النمسا: الدول الراعية للإرهاب أخطر على الأمن العالمي
دعا وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، إلى تفعيل القانون الدولي، في محاسبة الدول الراعية للإرهاب، وسن القوانين الرادعة لها، قائلا: إن الدول الراعية للإرهاب أخطر بكثير على الأمن العالمي من الجماعات الإرهابية.
وأضاف وزير الأوقاف - في كلمته أمام القمة العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب بفيينا، اليوم الخميس- أن الحفاظ على كيان الدول واستقرارها أحد أهم عوامل القضاء على الإرهاب، وأن إضعاف الدول ومحاولات إسقاطها، بمثابة توفير حواضن خطيرة للإرهاب، لافتا إلى أن الدول التي تسقط في الفوضى هي بيئة حاضنة ومصدرة للإرهاب.
وتابع "إن جانبًا كبيرًا من العنف، الذي نشهده على الساحة الدولية؛ إنما يرجع إلى فقدان أو ضعف الحس الإنساني، واختلال منظومة القيم أو التفسير الخاطئ لبعض النصوص الدينية"؛ مما يجعلنا في حاجة ملحة إلى التأكيد على الاهتمام بمنظومة القيم الإنسانية، والتنوع الثقافي والحضاري، والانطلاق من خلال المشترك الإنساني بين البشر جميعًا.
وأورد أن الفكر المتطرف لا يدحض بالسلاح وحده بل بالفكر والثقافة جنبا إلى جنب، مؤكدا أن الوعي والثقافة والفكر المستنير والخطاب الديني الرشيد والرعاية الاجتماعية من أهم عوامل القضاء على الإرهاب والفكر المتطرف، وأن بناء الوعي والخطاب الديني الرشيد والاهتمام بالتنمية والمناطق والأسر الأولى بالرعاية من أهم عوامل نجاح التجربة المصرية في الإرهاب والجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وأشار إلى أن الحق - سبحانه وتعالى - كرَّم الإنسان على إطلاق إنسانيته دون تفرقة بين بني البشر، فقال (عز وجل): "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ"، فالإنسان بنيان الرب من هدمه هدم بنيانه (عز وجل)، كما أجمعت الشرائع السماوية على جملة كبيرة من القيم والمبادئ الإنسانية، من أهمها: حفظ النفس البشرية قال تعالى: "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً"، مضيفا: ومن القيم التي أجمعت عليها الشرائع السماوية كلها: العدل، والتسامح، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، والصدق في الأقوال والأفعال، وبر الوالدين، وحرمة مال اليتيم، ومراعاة حق الجوار، والكلمة الطيبة، وذلك لأن مصدر التشريع السماوي واحد، ولهذا قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "الأنبياء إخوة لعلَّات أُممهم شتى ودينهم واحد".
وواصل "تختلف الشرائع في العبادات وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساسًا للتعايش لم تختلف في أي شريعة من الشرائع، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
وتساءل وزير الأوقاف: هل توجد شريعة من الشرائع أباحت قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؟، أو أباحت عقوق الوالدين؟، أو أكل السحت؟، أو أكل مال اليتيم؟، أو أكل حق العامل أو الأجير؟، وهل توجد شريعة أباحت الكذب؟، أو الغدر؟، أو الخيانة؟، أو خُلف العهد، أو مقابلة الحسنة بالسيئة؟.
وأردف “بل على العكس فإن جميع الشرائع السماوية قد اتفقت وأجمعت على هذه القيم الإنسانية السامية، من خرج عليها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها”.
ونوه بضرورة إعلاء لغة الحوار والتفاهم، وترسيخ مفهوم ومشروعية الدولة الوطنية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعظيم المشترك الإنساني.