في ذكرى رحيل خيري شلبي.. أسرار في حياة ساكن القبور

سكن المقابر، وعاش حياة المهمشين في الأرض، وهو القيمة والقامة وسط أدباء الوطن العربي، ووتد الرواية المصرية، لكن كل شيء عند الروائي الكبير خيري شلبي الذي تمر اليوم ذكرى رحيله العاشرة، يهون من أجل عيون البسطاء الذين عشقهم وعاش بينهم في المقابر ليكتب عنهم صفحات وصفحات، ويحول واقعهم وشخصياتهم لأبطال في رواياته. 

صاحب الأوباش

صاحب "الأوباش" الرواية الأجمل في تاريخ الروائي خيري شلبي الذى ولد في 31 يناير 1938، بقرية شباس عمير التابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، كان صاحب رصيد كبير من الأعمال الروائية والأدبية التي تحول الكثير منها لأعمال سينمائية ودرامية.

خيري شلبي الذى كتب عن"السنيورة" 

خيري شلبي الذى كتب"السنيورة" ينتمي لـ(لجيل الأعظم في تاريخ الأدب المصري)، جيل الستينات، رغم اسمه البارز وسط أسماء هذا الجيل، إلا أنه كان يهوى ويعشق تفاصيل عيشة الكادحين في هذا البلد، الذين كانوا مصدر إلهامه في أغلب أعماله الأدبية.

العم خيري شلبي

عم خيري شلبي كما كان يلقبه تلاميذه، يعتبر أحد رواد الذين كتبوا بفن الواقعية السحرية، فكل شيء في روايته يتبدل وينقلب للنقيض؛ حيث تصبح الأسطورة واقعا، ويرتقى الواقع لدرجة الأسطورة، فرواية "الشطار" التي تحولت لفيلم سينمائي عام 1993، أخرجه نادر جلال، واشترك في كتابة حواره مع خيري شلبي بشير الديك، يرويها من بدايتها لنهايتها كلب.

الوتد خيري شلبي

"الوتد" عم خيري شلبي، لم يمتعنا فقط بسطور رواياته، بل امتد سحره للدراما التليفزيونية، فكان على سبيل المثال وليس الحصر مسلسله الأشهر في تاريخ التليفزيون المصري والعربي "الوتد"، بطولة الفنانة الراحلة هدى سلطان، والفنان الراحل يوسف شعبان، وعدد كبير من نجوم الفن المصري.

استطاع"سارق الفرح" أو بمعنى أدق خيري شلبي صاحب رواية"سارق الفرح" أن يتبوأ مكانًا مميزًا بين رسامين فن البورتريه لاتقانه التفاصيل الداخلية والخارجية للشخصيات التي يرسمها قلمه بجملة بديعة وكلمة رشيقة، فهو من جسد 250 شخصية بيده من أبرز الشخصيات المصرية، مثل أم كلثوم، وعبدالوهاب، وكامل الشناوي، وغيرهم الكثير.

نجل خيري شلبي يطلب لوالده الدعاء

يقول الكاتب الصحفي زين العابدين خيري، نجل الرائع الراحل خيري شلبي لـ"مستقبل وطن نيوز": "لا يوجد أي شيء يمكن أن أتمناه أو أطلبه للأب والمعلم والقدوة والأديب خيري شلبي في ذكرى رحيله غير الدعاء له بالرحمة والمغفرة".

وأضاف زين العابدين، أن أسرة الراحل خيري شلبي تحيي ذكرى رحيله بالشكل المعتاد لأغلب الأسر المصرية التي عشق خيري شلبي تفاصيل حياتها اليومية، ورصدها في فصول وصفحات روايته، عن طريق ختم القرآن الكريم بمنزل الأسرة بقرية شباس عمير بكفر الشيخ، وزيارته قبره.

وأوضح نجل شلبي، أن الجديد في إحياء ذكرى رحيل خيري شلبي منذ العام الماضي، هو تخصيص جائزة باسم الراحل، تكون عبارة عن نشر أول عمل أدبي لأديب شاب، مشيرًا إلى أن الفائز بالجائزة هذا العام هي كاتبة شابة اسمها رحمة ضياء، وروايتها"النقشبندي" تحمل الجانب التوثيقي أكثر.

جائزة خيري شلبي الأدبية

جائزة خيري شلبي التي تمنح في ذكرى رحيله للأدباء الشباب، هي فكرة ابنته الفنانة إيمان خيري شلبي، التي تمر بأزمة ومحنة صحية صعبة، تحتجز على إثرها في المستشفى منذ فترة قصيرة، ويطلب شقيقها زين العابدين خيري من كل محبين والدهما خيري شلبي الدعاء لها بالشفاء العاجل.

من أشهر روايات الروائي الكبير: العراوي، موال البيات والنوم، ثلاثية الأمالي «أولنا ولد- وثانينا الكومي - وثالثنا الورق»، لحس العتب، من مجموعاته القصصية: سارق الفرح، الدساس، أشياء تخصنا، المنحنى الخطر. من أعماله المسرحية: صياد اللولي، المخربشين، غنائية سوناتا الأول.

جوائز عديدة حصدها خيري شلبي منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة أفضل رواية عربية عن رواية «وكالة عطية»، والجائزة الأولى لاتحاد الكتاب للتفوق، وجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.