عوائد سياسية واقتصادية متوقعة.. والبنك الدولي يمول الإمدادات
خبراء طاقة: إمداد لبنان بالغاز المصري يضمن تشغيل «الخط العربي2»
فى وقت أعلن وزراء الطاقة في كل من مصر والأردن ولبنان وسوريا، اليوم الأربعاء، الاتفاق على خريطة طريق من أجل تزويد لبنان بالغاز المصري، في مسعى لتخفيف الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد، رأى خبراء بترول، أن الاتفاق الذي أبرمته مصر مع الدول الثلاث، يضمن إعادة تشغيل «خط الغاز العربي 2» بعد توقف دام سنوات، علاوةً على العائد الاقتصادي الذي يوفره هذا الاتفاق، والمكاسب المحققة على الصعيد السياسي.
وقال الخبراء الذين تحدثوا إلى «مستقبل وطن نيوز»، إن الاتفاق برمته بمثابة نواة مستقبلية لدعم التعاون العربي مع سوريا ولبنان، خاصة في ظل وجود تعاون وثيق مع الأردن في مجال الغاز الطبيعي، بإمداده به عبر خط الغاز المصري الأردني.
وتصل ذروة طلب لبنان على الطاقة إلى نحو 3500 ميجاوات، وتملك طاقة إنتاجية، تشمل محطات كهرباء عائمة تستأجرها، تبلغ 2200 ميجاوات، لكن الإنتاج الفعلي أقل بكثير من هذا المستوى.
إعادة تشغيل خط الغاز العربي2
وقال د. محمد سعد، رئيس جمعية مستثمري الغاز، إن مصر تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي بعدما حققت الاكتفاء الذاتي قبل عدة سنوات، وبات ينظر إليه كقوة صاعدة في سوق الغاز، ولاعب إقليمي مهم على الساحة الدولية.
وأضاف سعد، أن الاتفاق الذي أبرمته مصر، يحقق عائدًا اقتصاديًا موازيًا للعائد السياسي، وكلا الأمرين ينعكسان على بعضهما البعض، فالمصالح الاقتصادية - من وجهة نظره - تُقرب من وجهات النظر السياسية، والسياسة تدعم الاقتصاد، كما أن مصر بما تمتلكه من فوائض في شحنات الغاز المسال، باتت تتحرك على هذا الصعيد، من خلال إنتاجها السنوي، وأيضًا دورها في منتدى غاز شرق المتوسط.
مصر تعمل على سرعة وصول الغاز الطبيعى إلى لبنان
وفى وقت سابق اليوم، أعلن المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أن مصر تعمل على سرعة التنسيق لوصول الغاز الطبيعى المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا حرصًا من مصر في التخفيف عن كاهل الشعب اللبناني والمساهمة في دعم لبنان واستقراره.
جاء ذلك خلال الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي، (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، الذي استضافته المملكة الأردنية الهاشمية اليوم الأربعاء، واتفق خلاله على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك.
ضخ مليار قدم مكعب سنوياً عبر خط الغاز العربي 2
وقال د. جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن اتفاق اليوم يضمن معاودة تشغيل خطي الغاز العربي الأول والثاني، مشيرًا إلى أن خط الغاز العربي الثاني تم اختباره عام 2009م، وحقق نتائج هائلة، ويهدف إلى ضخ مليار قدم مكعب سنويًا إلى سوريا ولبنان، وقدت وقف سابقًا مع تراجع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي قبل 10 سنوات.
وأضاف القليوبي، أن خط الغاز العربي2، يمر من خليج العقبة إلى داخل الأراضي الأردنية، وصولًا إلى عمان الذي يغذيها بالغاز، ثم يمتد ليصل إلى الحدود السورية، البيضاء، وصولًا إلى دمشق وحمص، لافتًا إلى أنه يمر بـ391 كيلو متر داخل الأراضي السورية، وسيشكل نواة مستقبلية لدعم الاقتصادين السوري واللبناني.
دور داعم لمصر مع الأشقاء العرب
وزير البترول المصرى، قال اليوم، إن الاتفاق يأتي انطلاقًا من دور مصر الدائم تجاه الأشقاء العرب في كافة القضايا وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي بتسخير كافة الإمكانيات لمد يد العون للشعب اللبناني الشقيق والتكاتف معه وتضافر الجهود لتجاوز محنة أزمة الطاقة والتحديات التي تواجهها لبنان.
وابدى الملا، حرص مصر على دعم هذا التعاون إدراكًا لما يمثله الغاز الطبيعي المصري من أهمية كبيرة لمساندة لبنان وتلبية احتياجات شعبها الكريم.
فوائض من شحنات الغاز لدى مصر بعد الاكتفاء الذاتي
وأوضح القليوبي، أن مصر دولة لديها بنية تحتية قوية من الغاز الطبيعي، ولديها فوائض من شحنات الغاز المسال بعدما حققت الاكتفاء الذاتي سبتمبر 2019م، وأن الاتفاق الذي يعد قرارًا سياديًا مصريًا، يمثل مسألة أمن قومي للبنان، عبر تلبية احتياجات المصانع والمنازل هناك من الغاز الطبيعي، خاصة في ضوء الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانيها هذا البلد.
وأصيبت الحياة اليومية في لبنان بالشلل بسبب أزمة الطاقة وهي جزء من الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
وتنتج الشركة الوطنية للكهرباء (مؤسسة كهرباء لبنان) إمدادات محدودة للغاية مما يترك الشركات والمنازل معتمدة بالكامل تقريبًا على مولدات تملكها شركات خاصة صغيرة.
توفير نقص إمدادات الطاقة إلى لبنان
وقال القليوبي، إن مصر لم تقف يومًا مكتوفة الأيدي أمام دعم الأشقاء العرب، وتاريخها حافل بالمواقف الإيجابية الداعمة للدول العربية الشقيقة، مثل اليمن والمملكة العربية السعودية والإمارات وسوريا والأردن والسودان وغيرهم، وأن الأمن القومي العربي يحتم اليوم توفير نقص إمدادات الطاقة إلى لبنان، وهو أمر له بعد سياسي، وكذلك اقتصادي مهم للغاية.
وكانت الحكومة اللبنانية، قالت فى وقت سابق اليوم، إنها تعمل مع البنك الدولي على تدبير التمويل لخطة لاستيراد الغاز المصري عبر الأردن وسوريا لتوليد الكهرباء للبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة ونقص شديد في إمدادات الطاقة.