سجن جلبوع.. هل ساعد نشر خريطته الهندسية على الإنترنت الأسرى الفلسطينيين
سجن جلبوع الإسرائيلي.. انتشرت عمليات البحث عليه خلال الساعات الماضية بعد أن استطاع الأسرى الفلسطينيين الستة الهروب من سجن جلبوع شديد الحراسة.
ورغم تقدم الأجهزة واستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تستطع الكشف عن الهروب إلا بعد مرور ساعتين على الواقعة، مما أمهل الأسرى الفلسطينيون الابتعاد عن دائرة الرقابة.
وأظهر الكشف الأول لسلطات سجن جلبوع، عن وجود محطات زمنية فى عملية هروب الأسرى، حيث كانت البداية عند الساعة 1.30 ليلاً عندما دخل السجناء الستة إلى حمام زنزانتهم، وقاموا برفع إحدى الفتحات المعدنية الموجودة على الأرض وبدأوا التسلل واحدً تلوا الأحر للفتحة الضيقة للنفق، حتى زحفوا على طول عشرات الأمتار، إلى الفتحة الخارجية للنفق، تحت برج المراقبة.
وقام الأسرى بإخفاء ملابسهم بعد تبديلها وواصلوا عملية الهروب باستخدام سيارة كانت بانتظارهم على مقربة من سجن جلبوع، والتي كانت تبعد نحو 3 كليومترات من مكان فتحة النفق الخارجية
وفي تمام الساعة 1.49 فجرأ، تلقت الشرطة مكالمة من مواطن كان يقود سيارته على طريق قرب سجن جلبوع، وأبلغهم أنه شاهد شخصاً مشبوهاً قرب السجن ويحمل بيده أشياء غريبا، وفي تمام الساعة 2.00 فجراً، وصلت دورية الشرطة لمكان الحادث وبدأت تعقب الأثر بحثاً عن أي علامات تساعد فى كشف ملابسات الحادث وضبط الأسرى الستة.
وعند تمام الساعة 2.14 فجراً، أبلغ مواطن آخر عن ما شاهده بمشتبه به في المكان، والساعة 2.15، أبلغت الشرطة الإسرائيلية المسؤولين بسجن جلبوع عن بلاغات المواطنين، وتمام الساعة 3.29 فجراً، أعلنت سلطة سجن جلبوع الإسرائيلي فقدان 3 أسرى فلسطينيين، وبعد أقل من ربع ساعة أعلنت السلطات الإسرائيلية فرار 6 أسرى فلسطينيين.
صحف إسرائيل تكشف كواليس هروب الأسرى من سجن جلبوع
صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، ذكرت أن الخريطة الهندسية لـ سجن جلبوع العسكري الإسرائيلي الذي فر منه 6 أسرى فلسطينيين، سبق وأن تم نشرها بشكل علني على شبكة الإنترنت.
وذكرت الصحيفة أن الخريطة نشرها مكتب الهندسة الذي أشرف على تصاميم بناء سجن جلبوع، مبينة أنها كانت متاحة لكل شخص أراد الاطلاع عليها، موضحة أنه لا يعرف في هذه المرحلة ما إذا كانت الخريطة قد ساعدت الأسرى على الهروب من السجن، ام لا.
نشر مخطط سجن جلبوع على الإنترنت ساعد في هروب الأسرى
وقالت الصحيفة إن هناك خطأ أمنى فادح من الدرجة الأولى لهروب الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع، كما أن نشر مخطط بناء سجن أمنى على الإنترنت ماهو إلا خطأ أمنى فاشل لمصلحة السجون التى سمحت بنشر مثل هذا.
وزير الدفاع الإسرائيلى بينى غانتس، أمر بتعزيز الجيش الإسرائيلي على المعابر الحدودية لمنع هروب الأسرى الفلسطينيين الذين لاذوا بالفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي.
لم يكتف بهذا وزير الدفاع الإسرائيلي، بل أمر بتحرك أعداد كبيرة من قوات الشرطة إلى المنطقة والاستعانة بطائرات الاستطلاع والمروحيات لعمل الاستكشاف والبحث عن الفارين.
وبدأت الشرطة الإسرائيلية عملية التحقيق في احتمالية أن يكون بعض السجانين بـ سجن جلبوع ، على دراية بعملية هروب 6 أسرى فلسطينيين من السجن.
الإذاعة الإسرائيلية أكدت بأن قسم التحقيق مع السجانين يعمل على فحص إمكانية اشتراك بعض السجانين بعملية هروب 6 أسرى فلسطينيين، من خلال مساعدتهم.
وألمحت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أنه من الممكن أن يكون هناك أياد خارجية، شاركت فى عملية هروب الـ 6 أسرى من سجن جلبوع الإسرائيلي، والأسرى الستة الذين تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع، هم " زكريا زبيدي، ومناضل يعقوب انفيعات، ومحمد قاسم عارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كممجي، ومحمود عبد الله عارضة.
وصنفت مصلحة السجون الإسرائيلية، الأسرى الستة الهاربين بأنهم "شديدى الخطورة"، ووصفت ثلاثة منهم بأن احتمال فرارهم من السجن مرتفع.
معلومات عن سجن جلبوع الذي فر منه الأسرى
ويقع سجن جلبوع، في شمال فلسطين المحتلة، وتحديداً بمدينة بيسان، والتي تشتهر بسهلها الخصب، والمبني للسجن على شكل "القلعة الحصينة".
عام 2004 افتتحت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلى "سجن جلبوع" وتفاخرت بأنه الأشد تحصيناً بين سجونها آنذاك وفقاً للمعايير العالمية، أودعت به المئات من الأسرى الفلسطينيين بعد حملات اعتقال واسعة شنتها سلطات الاحتلال خلال الفترة الأخيرة.
والسجن من الداخل مؤمن بدرجة عالية حتى أن تصميمه من الداخل على أساس أقسام منفردة غير متصلة فيما بينها، وكأن كل سجين بسجن منفرد، وكل خروج من القسم محاط بالجدران وأجهزة رقابة عالية الجودة.
كما أن أرضية السجن مبنية من طبقة فولاذية تصنع منها صفائح الفولاذ الذى تصنع منه دبابات المركبات، والسجن مخصص لأصحاب الأحكام العالية والمؤبدات.
وسجن جلبوع محاط بكلاب الحراسة شديدي الخطورة والأجهزة عالية الاستشعار، وتتولى إدارة التأمين الكشف يومياً على الفحص لأرضية الزنانين، وضمان عدم وجود عمليات عبث أو محاولات هروب.
في وقت سابق اكتشفت مصلحة السجون الإسرائيلية محاولة اشبه بمحاولة الهروب للسجناء الستة، فقاموا بتكثيف الاحتياطات الأمنية، ومتابعة الكشف الدوري بشكل يومي بحيث يمكن القدرة على إحكام عنصر الأمان بالسجن يوماً بعد يوم وتفادى تلك المحاولات الفاشلة.
وسجن جلبوع يتكون من 5 أقسام، فى كل قسم منها 15 غرفة، تتسع كل منها لـ 8 أسرى، والأسرى به يعانون من ظروف بيئية وإنسانية صعبة
ومعروف بين الأسرى داخل سجن جلبوع بأن غرفة داخله تسمى الخزينة بسبب قوة تحصينها، وأن الفتحة الصغيرة التى خرقها الأسرى هى بقطر 40 سم، ما تتطلب منهم تخفيف أوزانهم بشكل كبير، من خلال حفر نفقاً استمر العمل فيه لشهور طويلة وفقاً لما أكدته سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأصبحت قضية عالمية أذهلت الجميع نظراً لما بذله الفلسطنيين الستة الذين ظلوا مستمرين في حفر نفق الحرية عبر نظام الصرف الصحي.
تفاصيل حفر نفق "سجن جلبوع" مثيرة للفضول والاهتمام
قوات الامن الإسرائيلية تكثف مجهوداتها للبحث عن الأسرى الفلسطينيين الهاربين، من خلال فتح التحقيقات، وماذا إذا كانت الأسرى الفلسطينيين استخدموا "عمود السرير" فى حفر نفق سجن جلبوع من داخل حمام الزنزانة، أم من خلال المعلقة كما يردد البعض الكلام.
والتكهنات المبدئية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقد بأن الأسرى الفلسطنيين عزموا الهروب من نفق سجن جلبوع من خلال وجود مساحة أسفل المبنى وليس عن طريق حفرة كما يردد البعض، فاستفادوا من الفراغات تحت المبنى، وليس هناك نفقاً بالمعنى الحرفي.