«العشاء الأخير».. حكاية رجل صدق توبة مجرم فقتله وألقى بجثته على الطريق
لم تفارق الابتسامة وجنتيه طوال الوقت، يخرج منذ الصباح للعمل في مزرعته في منطقة وادي النطرون بالبحيرة، عُرف بأخلاقه الطيبة وشهامته، لكن لم يدر "يحيى ب."، (55 سنة) أن سعيه لمساعدة أهالي قريته البسطاء في مزرعته ستكتب نهايته على يد على يد عامل وزوجته.
قبل 3 سنوات جاء "أحمد ع."، (37 سنة)، إلى مزرعة مساعد الفقراء، يطلب منه العمل، وإنه لم يجد قوت يومه "شغلني عندك أنا كنت مجرم وتوبت ومش عايز أمد إيدي للحرام تاني"، ضل الشاب الثلاثيني يعمل في المزرعة 3 سنوات، بعدما أقنع المجني عليه بالتوبة، وأنه لن يعود لطريق الحرام مرة أخرى، فتعاطف معه وقرر أن يمنحه فرصة عمل لديه في مزرعة حقلية بوادي النطرون.
كان المجني عليه يعطف على المتهم، لكن الأخير كان يتعاطى المخدرات دون أن يعلم أحد، واضطربت أحواله المالية، حتى اكتشف المجني عليه أنه يتعاطى المخدرات فحاول إجباره على الإقلاع عنها، وقرر أن يحرمه من أي أموال إضافية حتى يقلع عن المخدرات.
رفض المتهم تصرفات المجني عليه، وظل يفكر هو وزوجته في طريقة للخروج من أزمتهما المادية، فتوصلا إلى استدراجه وقتله وسرقته، وبالفعل طلب المتهم من المجني عليه أن يُلبي دعوته على العشاء، كنوع من إثبات استجابته لنصائحه، وفي يوم ارتكاب الجريمة توجه المجني عليه لمنزل المتهم تلبية لدعوته، إلا أنه فوجئ بضربة قاتلة على رأسه سددها له المتهم، بقطعة حديدية، ثم خنقه بمساعدة زوجته وحملا الجثمان معا، وألقياه في طريق زراعي، وعادا واستوليا على سيارته.
نجح رجال الأمن العام في كشف غموض العثور على جثته بأحد الطرق الفرعية بمنطقة وادي النطرون في البحيرة، وتبين أن مرتكب الجريمة هو عامل بمزرعة مملوكة للمجني عليه بمساعدة زوجته بغرض سرقته، وله معلومات جنائية وزوجته ربة منزل.
وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطهما وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة عقب استدراجهما المجني عليه لمسكنهما للتخلص منه والاستيلاء على سيارته وأمواله وإلقاء جثته بمكان العثور عليها، فتمت إحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.