«أنت لست حيواناً».. تحذير أمريكي من دواء بيطري يتناوله المصريون لعلاج كورونا (القصة الكاملة)

الخوف شعور وغريزة بشرية مدمرة لمن يصاب به، وفي أوقات ليست بالقليلة يمكن أن يؤدي لموت صاحبه، وعندما يتمكن من الإنسان يشل حركته، ويلغي عقله، ويوقف تفكيره.

التصرفات تحت مظلة الخوف، دائماً ما تكون عشوائية غير مدروسة، فيمكن أن تدفعك لتناول أدوية الأبقار والخيول والحيوانات، وهذا ما كشفته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

هيئة الغذاء والدواء الأمريكية حذرت في تغريدة بموقع "تويتر"، المواطنين الأمريكيين، من تناول الأدوية الخاصة بعلاج الأبقار والخيول وبعض الحيوانات الأخرى.

الأمريكان بدأوا استخدام "الإيفرمكتين" بعدما انتشرت شائعة تقول: "إن هذا الدواء واقٍ من الإصابة بـفيروس كورونا، وأنه أظهر نتائج ناجحة بشكل كبير في العديد من البلدان".

في بلد تخطى فيه إجمالي نسب الإصابات بفيروس كورونا حاجز 38 مليون إصابة، كان لإشاعة مثل هذه أن تجد بيئة خصبة لتكبر وتنمو، لدرجة أن هناك إقبال كبير على شراء هذا الدواء رغم تحذيرات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.
 

وأوضحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن عقار"الإيفرمكتين"، ليس دواءً مضاداً للفيروسات بشكل عام، وأنه يستخدم لعلاج منع الطفيليات في الحيوانات، مؤكدة أن هذه الأدوية شديدة التركيز لأنها تستخدم للحيوانات الكبيرة مثل الخيول والأبقار، وتناول الجرعات العالية منها تسبب التسمم عند البشر، حسبما أعلنت شبكة "إن بي سي" الأمريكية.

 وفي أفضل الأحوال، يتسبب تناول جرعة زائدة من الدواء الحيواني في الشعور بالغثيان والقيء والإسهال، وانخفاض ضغط الدم، واختلال التوازن، والنوبات القلبية.

هيئة الغذاء والدواء الأميركية حذرت أيضاً من المكونات غير النشطة الموجودة في المنتجات الحيوانية لا يتم تقييمها لاستخدامها على البشر. وقالت: "في بعض الحالات، لا نعرف كيف ستؤثر هذه المكونات على كيفية امتصاص الإيفرمكتين في جسم الإنسان".

أقراص "الإيفرمكتين" التي وافقت عليها هيئة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج البشر، كانت في حدود وبشروط معينة، فالمسموح لهم بتناول تلك الأقراص هم الذين يعانون من الإصابة بالديدان الطفيلية، والمصابون بقمل الرأس، وبعض الأمراض الجلدية، ويكون تناول الجرعات بشكل محدد جداً وبجرعات أقل بكثير من الممنوحة للحيوانات.

صدمة.. المصريون يتناولون “أيفرمكتين”

المفاجأة الصادمة أن أدوية علاج "قمل العشر" أو "أيفرمكتين"، تستخدم في مصر، من قديم الزمن، ولم تسبب لمستخدميها أي أعراض جانبية، هذا ما أكده الدكتور عادل خطاب، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس وعضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي لـ"مستقبل وطن نيوز".

“هذا الدواء أثبت نجاحا وفاعلية كبرى في علاج كثير من الحالات المصابة بفيروس كورونا”، يقول عضو اللجنة العليا للفيروسات، مضيفًا أنه لم يتسبب في أي مشاكل، وأن التقارير والتحذيرات الصادرة بشأنه في أمريكا، ماهي إلا حرب شركات.

تشويه سمعة للدواء في إطار حرب شركا

يشير “خطاب”، إلى أن بعض أعضاء الكونجرس طالبوا من فترة، دراسة فاعلية هذا الدواء في علاج كورونا، خاصة وأن ثمنه بسيط، لكن تلك المطالبات واجهتها حملات إعلامية ممولة من شركات الأدوية لتشويه سمعته، ليظل العالم طوال الوقت ينفق أمواله على عقارات تلك الشركات للنجاة من الإصابة بفيروس كورونا. 

المصريون يتناولون الدواء منذ 6 أشهر

"المصرييون بدأو استخدام هذا الدواء منذ 6 شهور"، يقول الدكتور محمد يونس، استشاري الأمراض الصدرية، موضحًا أنه يستقبل في المستشفى الذي يعمل به، عشرات الحالات يومياً، ممن تناولوا هذا الدواء.

ويواصل أن هذا الدواء، مادته الدوائية مخصصة لعلاج الطفيليات، ويوجد منه نوعان واحد تركيبته الدوائية مخصصة للبشر، ويتم استخدامه أو مشهور بعلاج "قمل الشعر"، والآخر تركيبته مخصصة لعلاج الأمراض الجلدية للخيول والأبقار والحيوانات الكبيرة.

لم يعتمد رسميا كعلاج لكورونا

وأكد الدكتور أن هذا الدواء لم تعتمده مصر رسمياً، ضمن خطة بروتوكلات علاج فيروس كورونا، ولا توجد أي دولة في العالم، أقرت به كعلاج لفيروس كورونا، كل ما يدور حوله لا يتخطى بعض التجارب.

ونصح بعدم تناول هذا الدواء تحت أي ظرف من الظروف، فهو غير مؤثر في درجة الشفاء من فيروس كورونا، وأن آثره الجانبية أكبر وأخطر من منافعه، فأغلب المرضى الذين يناظرهم بعد تناول عقار "الإيفرمكتين" يصابون بالتهابات وبطش جلدية، وحالات غثيان شديدة، واضطرابات في ضربات القلب التي يمكن أن تؤدي للهبوط الحاد والوفاة.