تولي أكبر عدد من المناصب القيادية في جامعة القاهرة يؤكد سياسة تمكين المرأة
أكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة موقفه الواضح والقاطع في الإيمان بالمساواة التامة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات في ضوء الاجتهاد في فهم الشرع الإسلامي الحنيف، معبرا عن الإيمان الأكيد بسياسة تمكين المرأة ضمن منظومة عمل المرأة المصرية، والتي عكست نفسها من خلال تولي المرأة لأكبر عدد من المناصب القيادية في جامعة القاهرة، بشكل لم يسبق حدوثه في تاريخ الجامعة العريقة.
وقال الدكتور الخشت - في بيان له اليوم الثلاثاء تعليقا على تداول البعض على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما يشير لكتاب قديم صدر عام 1984 ويحمل عنوان (المشاكل الزوجية وحلولها في ضوء الكتاب والسنة) ، وهو ما جعل بعض الكاتبات والقيادات النسائية يتساءلن عن مدى صحة العبارات المقتطعة من سياقها - إن : " الكتاب غير موجود في الأسواق حاليا، وأنه كان في أساسه عبارة عن قراءة في عدد من الكتب التراثية التي تعرضت للحياة الزوجية والعلاقة بين الزوجين، وقد كان ذلك اجتهادا مبكرا مني أقدمت عليه وأنا دون العشرين من العمر ، وتقدمت به للناشر الذي أجرى تغييرات في مضمون الكتاب أدت إلى الخلط بين رأي الباحث وبين آراء المصادر التي استند إليها ، وهو ما أدى إلى خلاف بيننا نتج عنه عدم طبع الكتاب مرة أخرى".
وأضاف: " للأسف يزايد البعض على مواقفي المناصرة للمرأة التي عبرت عنها عبر العديد من كتبي ومقالاتي أكثر من أربعين عاما، ويحاول أن يثير بعض الشبهات بشأن كتاب مخالف للنص الذي كتبته وأنا دون العشرين عاما، ونشر بعدها عام 1984 بعد أن امتدت له يد الناشر تحريرا وزيادة ونقصا.. وعندما تم نشر الكتاب عبرت عن استيائي، ورفضت إعادة طبعه".
ومضى رئيس جامعة القاهرة، قائلا: " جاءت كل كتاباتي بعد ذلك مؤكدة لاتجاهي وتقديري للمرأة، بوصفها أمي وزوجتي وبناتي، اللاتي أحبهن وأقدرهن ولا أسعد في حياتي دون وجودهن فيها نورا ورحمة وضياء.. بل إن أي تقدم حققته في الحياة أنا مدين به بعد الله لأمي، ثم لزوجتي، ثم لبناتي".
ونوه إلى أنه أعقب هذا الكتاب بالعديد من الكتب التي اجتهد فيها في إيضاح الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة لعل أبرزها كتاب (نحو تأسيس عصر ديني جديد ) فضلا عن عشرات المقالات في صحيفتي (الأهرام) و(الوطن) والتي أفردها لمعالجة هذا الموضوع المهم، موضحا أن هذا الكتاب صدر منذ ما يقرب أربعين عاما، وهي فترة كافية جدا للباحث والكاتب لإعادة النظر تجاه قضايا كثيرة وباكتساب مزيد من المعرفة والخبرة عبر أدوات البحث العلمي المختلفة "هذا إذا افترضنا أن العبارات المقتطعة من سياقها كانت تعبر بالفعل عن أفكاري وقت صدور الكتاب".
وطالب الخشت الكتاب والإعلاميين والناشطات بعدم الوقوع في نفس الخطأ الرهيب الذي كان يقع فيه التكفيريين والمتربصون حين كانوا يقتطعون بعض العبارات من سياقها التاريخي والإبداعي ويأخذونها ذريعة لتكفير الكتاب والمفكرين.
واختتم بيانه بالتأكيد على كامل احترامه للمرأة المصرية، حافظة المجتمع وراعية القيم ومصدر القوة اليوم والأمس وغدا، حفظ الله مصرنا الغالية من كل سوء وشر والله ولي التوفيق.