روسيا تعلن رفضها لوجود عسكريين أمريكيين في دول آسيا الوسطى
قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف إن روسيا "غير مستعدة" لرؤية عسكريين أمريكيين ينتشرون في دول آسيا الوسطى بعد انسحابهم من أفغانستان.
وأضاف لافروف - خلال مؤتمر صحفي عقده بعد محادثات أجراها في موسكو مع نظيره المجري بيتر سيارتو، ردا على سؤال حول موقف موسكو من إمكانية انتشار قوات أمريكية في دول المنطقة : "لا.. وسوف أوضح لكم السبب بكل صراحة.. أولا، لدينا مجال أمني مشترك (مع دول آسيا الوسطى)، ولدينا في هذا المجال التزامات معينة، وأعني منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتطلب إجماع الدول المتحالفة حول جميع القضايا المتعلقة بنشر قوات مسلحة أجنبية على أراضيها".
وأوضح لافروف، حسبما أفادت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية اليوم الثلاثاء - أن السبب الرئيسي لعدم رغبة روسيا في رؤية جنود أمريكيين في المنطقة تكمن في تطلع الجيش الأمريكي إلى نشر جزء من بنيته التحتية والأسلحة والأفراد على أراض الدول المجاورة لأفغانستان كي يتمكن من توجيه ضربات إلى الأراضي الأفغانية في المستقبل.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أفادت سابقا نقلا عن مسؤولين رفيعي المستوى في كل من روسيا والولايات المتحدة، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في جنيف في يونيو الماضي، السماح بنشر قوات أمريكية في دول آسيا الوسطى بعد انسحابها من أفغانستان، لكن الجانب الروسي لم يوافق على ذلك وتعليقا على منتدى "منصة القرم" المنعقد من أجل بحث سبل "عودة" شبه جزيرة القرم، التي أصبحت منطقة روسية بناء على نتائج استفتاء شعبي في مارس 2014، تحت سيادة أوكرانيا، قال لافروف إن "منتدى "منصة القرم" المنظم من قبل السلطات الأوكرانية، لا مستقبل لها، وتم اصطناعها من أجل تغذية المشاعر القومية المتطرفة في كييف".
وشدد لافروف على أن "منصة القرم" مبادرة معادية لروسيا بشكل واضح شجعتها السلطات في كييف وزعماء العالم الغربي على حد سواء.
ومن ناحية أخرى أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الثلاثاء عن استعداد بلاده لمناقشة الوضع الراهن في أفغانستان داخل مجلس الأمن الدولي.
وقال لافروف -في تصريحات صحفية نقلتها وكالة أنباء "تاس" الروسية- "إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اقترح مؤخرا خلال حديثه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يجتمع الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتبادل وجهات النظر بشأن أفغانستان، ونحن مستعدون لذلك".
وشدد لافروف على أن روسيا ليس لديها نية لعرقلة عمل مجلس الأمن، وقال "إن روسيا تدعم اقتراح لمجلس الأمن بعقد اجتماع مشاركة أعضاء غير دائمين ونحن مستعدون لذلك أيضا، ولكن من المهم التأكد من أن المناقشات بهذه الصيغ لن تنجرف نحو الدفع لعمل بعينه، ولكن ستكون المناقشات موجهة إلى وضع نهج من شأنه أن يساعد في التوصل إلى اتفاقات بين طالبان والقوى السياسية الأخرى لتعزيز الاتصالات التي بدأت بالفعل في نهاية الأسبوع الماضي".
وذكر وزير الخارجية الروسي أن الوضع في أفغانستان سيتصدر جدول أعمال قمتي منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون، المقرر عقدهما في دوشنبه عاصمة طاجيكستان في منتصف سبتمبر المقبل.