رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

انتقام بسبب «محل بقالة».. حكاية قتل وسحل شاب بإمبابة

نشر
مستقبل وطن نيوز

لم ينصع "فرج" شاب في العقد الثالث من العمر، موظف بإحدى المستشفيات الخاصة، لتهديدات جيرانه الدائمة "لازم حد من عندكم يموت"؛ بسبب طردهم منذ 3 سنوات من محال يمتلكه أسفل منزله لفتحه هو وأسرته لكي يساعدهم على المعيشة.

استشاط الجيران غضبا بعدما فتح الشاب وأسرته المحل لبيع المواد الغذائية، واعتادوا طوال الفترة الماضية على افتعال المشاكل، ومضايقة الأسرة، إلا أن الأم كانت تسمع إهانتهم، ولم تبلغ أحدا من أولادها خوفا من بطش الجيران؛ خاصة أنه معروف عنهم البلطجة وبيع المخدرات.

في تمام الساعة التاسعة مساء الخميس الماضي، أغلقت والدة فرج محلها، وأطفأت أنواره، فسب أحدهم الأم موجها لها كلماته "افتحي اللمبة ومتقفلهاش تاني"، لكن السيدة الخمسينية لم تسمع لكلامهم، وتركتهم وصعدت منزلها، حتى وقفوا في الشارع يسبونها هي وأولادها، "خلي الرجالة تنزلي وأنا أموتهملك".
 
بعد يوم عمل شاق امتد من الصباح حتى وقت العشاء. وصل "فرج" منطقته فسمع شتائم المتهمين، فتقدم نحوهم للاستفسار عن ما بدر من والدته "مينفعش يا جماعة الكلام ده إحنا جيران ودي زي أمكم"، فلم يكمل الشاب كلامته لهم حتى هجموا عليه وضربوه ليسقط على الأرض وسط توسلات منه.

لم يهتم المتهمون الأشقاء بكلام وتوسلات "فرج"، وأصروا على قتله، فقاومهم بشدة، فما من أحدهم إلا أخرج سلاحا أبيض كان بحوزته، وغرسه في بطنه، وتعدى الآخر عليه بعصا خشبية، وسحلوه على الأرض، بعدما هددوا كل من تواجد بالمنطقة، "اللي هيقرب هيحصله".

ظل الشاب يصارع الموت ولا أحد من المارة يتقدم لنجدته بسبب إرهاب المتهمين لهم، حاول أحد المتواجدين حمله مع شقيقه وإسعافه وقاما بنقله للمستشفى، إلا أنهم فور وصول المستشفى لفظ الشاب أنفاسه الأخيرة "فرج مات".

"فرج هو ابني الكبير، هو السند والضهر"، قالتها الأم وهي تغالب دموعها، قبل أن تكمل حديثها، "مكنش حد يعرفه عمره ما اختلط بحد كان في حاله، ومعروف عنه وسط أصدقائه في العمل، بطيبة القلب وحسن الخلق".

وعن يوم الحادث المشئوم، تقول الأم هناك مشاحنات منذ افتتاحنا محل البقالة، والمتهمون دائمون توجيه الكلمات غير اللائقة لنا، مشيرا أنها كانت تقنع المجني عليه بعدم التدخل أو رد الإهانة خوفا على حياته، "ابني مات وعنده بنت وولد.. اتيتموا مين هيتولى رعايتهم ومصاريفهم".

وقالت والدة المجني عليه بأنها لم تأخذ عزاء ابنها إلا بعد القصاص العادل من المتهمين "الإعدام اللي هيشفي غليلينا.. خلاص مات عكاز البيت"، مكملة: "كلنا على ثقة في القانون، ربنا المنتقم"

كانت غرفة النجدة في الجيزة، تلقت إشارة من أحد المستشفيات بوصول جثة عامل إثر الاعتداء عليه بآلة حادة، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية لمحل الحادث، وتبين أن شخصين عاتبا والدة المجني عليه، لعدم إضاءتها مصباحا مثبتا أعلى محل عملها، ليتدخل نجل السيدة للدفاع عنها وتطور الأمر إلى مشاجرة تلقى على إثرها الشاب طعنة نافذة بالجسم أردته قتيلا.

تم القبض على المتهمين والتحفظ على أداة السلاح المستخدم بالجريمة"سلاح أبيض" تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات. 

عاجل