عبد الغني برادر .. الورقة الرابحة في «كوتشينة» طالبان

عبد الغني برادر، السياسي الأكثر تأثيرا في حركة طالبان عاد إلى أفغانستان قادما من قطر، ليبدأ مشاوراته في تشكيل الحكومة الجديدة التي تأمل في الاعتراف بها من القوى الدولية الكبيرة، بعد أن سيطرت الحركة على مجريات الأمور وانتزعت كابول من الحكومة الأفغانية، بعد هروب الرئيس أشرف غني إلى الإمارات العربية المتحدة. فهل سيعمل عبد الغني برادر على استقرار الأمور في البلاد؟.. هذا ما سوف تجيب عنه الأيام المقبلة.

يميل المحللون السياسيون إلى وصف الملا عبد الغني برادر على أنه الوجه المعتدل في الحركة المتشددة، أما عودته بعد 20 عاما إلى أفغانستان  فكانت بمثابة نصرا للحركة التي استقبله عناصرها في المطار وهم يهللون له.

مع الملا عمر أسس عبد الغني برادر حركة طالبان، في الوقت الذي يتم النظر إليه على أنه مجاهد خاض المعارك ضد السوفيت، بينما كان زواجه من أخت الملا عمر بمثابة نقطة تحول في حياته، الأمر الذي جعله واحدا من قادة الحركة الكبار. 

في مسقط رأس طالبان بمدينة قندهار هبطت طائرة الملا عبد الغني برادر، فيما تم الإعلان من جانب الحركة انتهاء الحرب والعفو العام، وكأنها تمهد الطريق لاستلام الرجل مهامه المقبلة. 

السيرة الذاتية للملا عبد الغني برادر تقول إنه ولد في العام 1968 جنوب البلاد وتحديدا في مقاطعة أوروزغان، إلا أنه ترعرع في قندهار ، شارك في الحرب ضد غزو السوفيت للبلاد بجوار الملا عمر ليؤسس معه حركة طالبان التي ولدت من رحم المدارس الدينية إضافة إلى مخيمات اللاجئين في الجارة أفغانستان. 

سنوات الهدوء في حياة عبد الغني برادر جاءت عندما تولت طالبان حكم البلاد بين عامي 1996 و2001، وحين دخل الأمريكان أفغانستان كان عبد الغني برادر يتولي منصب وزير الدفاع، إلا أنه استطاع أن يحتفظ بأهميته في اللعبة حتى بعد إزاحة الحركة عن الحكم. 

وتعرض عبد الغني برادر للاعتقال من جانب القوات الباكستانية في العام 2010، ليتم تسويق صورته التي ظهر فيها وهو مكبلا بالأغلال، ليتم إطلاق سراحه بعد مرور ثماني سنوات بعد ظهور رغبة الولايات المتحدة في مغادرة أفغانستان وبتدخل من الدوحة ليتولى عملية التفاوض مع واشنطن ويتم تعينه رئيس المكتب السياسي للحركة في دولة قطر.