الخارجية الروسية تحمل الرئيس الأفغاني مسئولية ما حدث في بلاده
حملت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الرئيس الأفغاني أشرف غني مسؤولية ما يجري في بلاده.
وقالت زاخاروفا - في إحاطة صحفية اليوم الخميس -:"إن الرئيس غني، الذي غادر البلاد، والذي تم الكشف مؤخرا عن تواجده في الإمارات العربية المتحدة، يتحمل بالطبع مسؤولية ما حدث".
وأضافت "على مدى السنوات الثلاث الماضية، كانت لديه كل الإمكانيات لضمان نجاح عملية السلام بين الأفغان وتشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع القوى العرقية السياسية في البلاد، ومع ذلك ضاعت هذه الفرصة".
وفي سياق آخر، أكدت زاخاروفا أن حركة طالبان تُظهر اعتزامها الحوار مع القادة السياسيين المؤثرين في البلاد، مشيرة إلى أن طالبا تُظهر استعدادها أيضا مراعاة مصالح المواطنين.
وقالت "لقد قامت طالبان بالعمل بنشاط لاستعادة النظام، وتبدي موقفًا من الحوار مع القادة السياسيين الأفغان المؤثرين، ولا سيما الرئيس الأفغاني السابق كرزاي حول هيكل الدولة في المستقبل".
وأضافت "أن طالبان على استعداد، كما تقول، لمراعاة مصالح المواطنين، بما في ذلك حقوق المرأة والعديد من الجوانب الأخرى، وهذا موضوع هام بالنسبة لنا".
وأكدت زاخاروفا أن السفارة الروسية تتواصل مع السلطات الجديدة في كابول من أجل العمل السلس للبعثة الدبلوماسية، مشيرة إلى أن السفارة الروسية تعمل بشكل طبيعي.
وقالت المتحدثة "إن السفارة الروسية في العاصمة الأفغانية والقسم القنصلي يعملان بشكل طبيعي"، مضيفة أنه "جار التواصل مع ممثلي السلطات الجديدة، من أجل ضمان أمن المواطنين الروس في المقام الأول، وأيضا ضمان العمل السلس لبعثتنا الدبلوماسية".
وتابعت:" أود أن أؤكد أنه لا يوجد حديث حاليا عن إجلاء موظفي السفارة أو المواطنين الروس المتواجدين في أفغانستان".
وفي السياق، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية أن ممثلي حركة طالبان أعطوا ضمانات بعدم عرقلة مغادرة المواطنين الروس أفغانستان.
وقالت زاخاروفا: "جار العمل حاليا على مسائل تنظيم عدد من رحلات الطيران العارض لإجلاء المواطنين الروس من أفغانستان، ولقد فعلنا ذلك سابقًا في سياق جائحة فيروس كورونا بالتعاون مع شركة طيران محلية".
وأضافت "من المخطط تنظيم رحلات خاصة، بما في ذلك للمواطنين الروس الراغبين في مغادرة أفغانستان"، مشيرة إلى أن ممثلي طالبان أكدوا للجانب الروسي أنه لا توجد عقبات أمام ذلك وقدموا ضمانات أمنية.
وكانت حركة طالبان بسطت سيطرتها على معظم أراضي أفغانستان، إثر سقوط المدن تباعا بيدها خلال أيام والسيطرة على جميع المعابر الحدودية، ومن ثم دخولها قصر الرئاسة والعديد من المواقع الحكومية في العاصمة كابول الأحد الماضي.
ومن جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "إن حركة طالبان لم تسيطر على كامل البلاد منوها بأن قوى المعارضة ضد طالبان تتركز في بانشير".
وأضاف لافروف- في مؤتمر صحفي، وفقا لقناة (روسيا اليوم) - "طالبان لا تسيطر على كل الأراضي الأفغانية، وتصل معلومات عن الوضع في وادي بانشير شمال أفغانستان؛ حيث تتمركز قوات المقاومة التابعة لنائب رئيس أفغانستان، أمر الله صالح وأحمد مسعود نجل القائد الأفغاني الراحل، أحمد شاه مسعود".
ولفت لافروف إلى ضرورة الانتقال العاجل إلى حوار وطني بمشاركة جميع القوات الأفغانية المعارضة، وجميع الجماعات العرقية والطائفية في أفغانستان، يسمح بتشكيل حكومة تمثيلية.
وأشار الوزير إلى أن أفغانستان كانت غارقة في حرب أهلية ودعت موسكو مرار إلى انتقال عاجل إلى حوار على مستوى البلاد بمشاركة جميع القوى الأفغانية المعارضة، وجميع الجماعات العرقية والطائفية".
وفي الوضع الحالي، وبعد أن استولت طالبان على السلطة في كابول وبعض المناطق تؤكد موسكو مجددا على موقفها الثابت بشأن تهيئة الظروف الخارجية لدعم الحوار على مستوى البلاد في أفغانستان، بحسب ما ذكره لافروف.
وشدد على أنه مقتنع بأن صيغة موسكو لها أكبر الاحتمالات، حيث إن الوضع قد اكتسب بعدا إقليميا بالفعل، وأن الدول المجاورة والدول التي تقع على مسافة أبعد من أفغانستان تتفاعل معها (الصيغة) وتم الاعتراف بها دائما من قبل الجميع، وسنكون مستعدين، إذا كان ذلك مناسبا، لاستئناف العمل بهذا الشكل.
يشار إلى أن وولاية بانشير (بنجشير) هي واحدة من 34 ولاية في أفغانستان ويبلغ عدد سكانها أكثر من 140 ألف نسمة وتتميز أراضي الولاية بأصعب التضاريس.
وكانت تتمركز فيها الوحدات الرئيسية لقوات حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة.